لن ننقص من حق الرجل في خطاب خرج فيه عن المألوف عصبي المزاج ترك اللغة الفصحى وتكلم بالعامية , مع أنه كان الخطيب في أهم المساجد السورية في مسجد بني أمية الكبير إنه الشيخ معاذ الخطيب , فله الحق أن يغضب وهو رئيس الإئتلاف لقوى الثورة والمعارضة , وكانت الكلمات التي ألقاها فيها الكثير من المصداقية وتخاطب الواقع بكل مصداقية , ولكنه سقط بعد أن ارتفع وتحطم بعد أن اكتمل شكله وانقلب بنيانه وجعل اللوحة التي تمتع بها عند البعض إلى لوحة سوداء قاتمة
معاذ الخطيب أعياه
المقاتلون من جبهة النصرة , كما أعيت أعداء الثورة في الداخل والخارج , فحديث
الأستاذ ميشيل كيلو قبل شهر تقريباً عن أن أفراداً من جبهة النصرة استقبلوه
استقبال الأبطال وعانقوه عناق الأخوة , ورحبوا فيه خير ترحيب , والأستاذ حبيب صالح
عبر عنهم خير تعبير وضرب للتوضيح أمثلة للمقارنة
في عصابات وجدت في أوروبا وآسيا كانت إرهابية تقاتل ضد الديمقراطية كالخمير
الحمر , في حين أن جبهة النصرة تقاتل ضد الظلم من أجل الحرية والتخلص من
الديكتاتورية , وحبيب صالح لم يكن إلا علوياً , ولكنه علم الحق فوقف عنده ولم
يتجاوزه
والشيخ معاذ الخطيب يطلب
ممن تركوا كل متاع الدنيا ودبت في داخلهم النخوة والنصرة لشعب يباد من قبل عصابات
مجرمة , حركت كل المشاعر الانسانية أكانت دينية أم دنيوية , وارتوت الأرض السورية
بدماء طاهرة نقية همها الوحيد أن توقف قتل الشعب السوري , ويأتي الشيخ المبجل
ليقول لهم عودوا لبلادكم , فبلادكم أرادت التخلص منكم ليعطي بذلك ذريعة لانتشار
الحقد في داخل النفوس التي ترتبط بهؤلاء الأبطال الذين يقاتلون الظلم على تراب
الشام , وفي نفس الوقت شهادة من الشيخ أن
هؤلاء وراؤهم أجندات دولية هي التي أرسلتهم لنا ليموتوا في بلادنا , مع أن الجميع
يعلم ان هؤلاء الشباب المجاهدين لايرتبطون بدول وإنما وجودهم نابع من عمق إيمانهم
وشعورهم بالمسؤولية في مقارعة الظلم أينما وجد
والله إنني أستحي من
الكلمات الجارحة والتي وجهها معاذ الخطيب لمن نذر نفسه وماله للدفاع عن أهلنا
وناسنا ووطننا ويقول لهم عودوا من حيث أتيتم , وهل هذا هو جزاء المهاجرين لله ومن
أجل الله ولله ومن الدفاع عني وعنك وعن كل السوريين يامعاذ؟
هم تحت الثلج والبرد والقصف
وأنت على ضفاف البوسفور في استنبول؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
لقد تأكدت عندئذ كما كانت
نفسي تحدثني من قبل فالشكل والمظهر والمنظر يعطيك الدليل القطعي على أن من كان
يتحدث أمامك له الباع الطويلة في الاعتقاد بولاية الفقيه.
فاختيار الأستاذ غسان هيتو
لهذا المنصب كرئيساً لحكومة سورية مؤقتة
كانت كلمته جيدة وفيها مبشرات إن طبقت تعطي خيراً ما.. فهي لن تكون ضارة في
المستقبل إن استفادت من أخطاء المجلس الوطني , وأخطاء الإئتلاف , ولكن إن نجح
السيد هيتو في اختيار أعضاء الحكومة المناسبة لقيادة المرحلة الحالية والقادمة بعد
التحرير , ولكن إن بقي التأثير على الأرض كالتجربتين السابقتين , فستسقط في أقرب
وقت وعندها سيحرق السيد هيتو أوراقه وأوراق أعضاء حكومته , ويا ليتك يا أبو زيد ما
غزيت
فالذي يهم الشعب السوري هو
النصر وتطهير البلاد من هؤلاء المجرمين , وأي عون للثوار في مدهم بأسباب القوة لهو
دافع مهم لتعجيل الانتصار ورصيد قوي فيه الخير لمن كان السبب في ذلك
د.عبدالغني
حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق