الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-03-03

سُبل الثورة السورية في اسقاط التآمر الدولي عليها – د. عبد الغني حمدو


بالنظر الواقعي لمسار الثورة السورية  والعوامل المحيطة في تأخر انتصارها على المستويين الداخلي والخارجي نستطيع أن نحدد العلة في ذلك وفي نفس الوقت لن نجد إلا سلوك طريق واحد للحصول على النتائج المرجوة من الثورة السورية المباركة    فلا يمكن القول أن هناك عصا سحرية وخطة جاهزة , ولكن عندما نحلل مسار الثورة السورية منذ انطلاقها وحتى الآن , مع الأخذ بعين الاعتبار العوامل الخارجية وفي نفس الوقت مستوى رضى القوى العالمية المسيطرة عليه والسماح للتمدد الايراني في المنطقة والمساعدات الضخمة التي قدمت لطهران بشكل مباشر أو غير مباشر , والغطاء المقدم لأزرع الاخطبوط الفارسي في سوريا ولبنان والعراق , حتى أصبحت هذه الدول بالفعل كأنها محافظات إيرانية ظاهرة الوضوح والمعالم , وكان الغطاء الذي تستر فيه هذا المحور والمسمى بمحور المقاومة والممانعة, 


والذي لقي الدعم الكافي من الحركة الصهيونية والمتحكمة بسياسات العالم أجمع , بحيث لقي هذا المحور شعبية قل نظيرها من الدعاية الظاهرية المضادة لإسرائيل وحلفائها وإيران وتوابعها في سوريا ولبنان والعراق , وانطلت تلك الدعاية المعكوسة على الجماهير العربية والإسلامية حتى صُدّقت الدعاية المضادة من قبل الصهيونية العالمية  والتنسيق المبطن والعلني منه , بين اليهود والفرس للسيطرة على الشرق الأوسط كله , وكانت المسرحية الدرامية والتي ألهبت مشاعر شعوبنا العربية والإسلامية في المنطقة العربية والمتمثلة في إثارة شعبنا العربي والإسلامي والمتميز بالعاطفة الفياضة والشعور العالي المضاد للكيان الصهيوني المسبب لمأساة الشعب الفلسطيني في المسرحية الدرامية التي عرضت في 2006 بين حزب الله اللبناني وإسرائيل


وكانت الثورة السورية هي القشة التي قصمت ظهر البعير وكسرت الهلال الشيعي الصهيوني وحلمهما المشترك في تهويد وتَفْريسِ المنطقة كلها , لذلك ملكت سوريا أسلحة دمار شامل وهي على حدود الدولة الصهيونية , واتخذت قرار الفيتو ضد هدف أمريكا في 2003 في اسقاط حزب البعث الحاكم في سورية بعد أن كانت ضمن خطة الرئيس الأمريكي بوش الابن , وهاهي طهران في طريقها للحصول على القنبلة النووية وتملك ترسانة من الأسلحة ذات التدمير الشامل تحت أنظار ومساعدة الغرب وتل أبيب , ويكتفي الجميع بتصريحات إعلامية لاتثير إلا مشاعر الغوغاء عندنا ,وما أكثرهم في الانجراف وراءها وتصديقها !

وقد علم الجميع أن معاداة المحور المذكور أعلاه من قبل العالم لم يخرج عن نطاق الدعاية المنوه عنها أعلاه وموقفه من الثورة السورية , والمتمثلة في الاجتماعات والتصريحات والتجمعات والمؤتمرات والمنطوية تحت مايسمى بالباطنية السياسية (أنا معك في القول ولكن فعلي عكس قولي وأنا ضدك في الفعل والعمل )

1-                       ليقتنع الجميع أن الحرب الدائرة في سوريا هي حرب بين الخير والشر , بين التحرر من الاستعمار والعبودية والتحرر من الظلم والاستفادة من خير الوطن كله , ومسح الحواجز الاسمنتية المسلحة التي تم إنشاؤها ضد تطور البلاد والعباد منذ مئات السنين من خلال وجود أنظمة تدعم هذه الحواجز المثبتة على كواهل المجتمعات العربية كلها

2-                       نحن أمام مصير نكون أو لانكون فانتصارنا في هذه الحرب يعني وجودنا في الحياة , وانهزامنا لاسمح الله يعني فناؤنا في الزمان والمكان نفسه ولا تفاوت بين الزمنين , وهنا ينطبق القول من ليس معنا فهو ضنا , وعندما يكون شعارنا والمعبر عن اعتقادنا المطلق في ذلك عندها نستطيع تحديد مسارنا كله

3-                       فكل مناصر للثورة ومساند لها ومتحالف معها من الداعمين والسياسيين والمعارضة السياسية والمقاتلين أن يعتقد اعتقاداً راسخاً في أن الحل الوحيد لإمكانية الحياة في المستقبل مستحيلة الوجود إلا بالحسم العسكري والانتصار في الحرب الدائرة الآن على الأراضي السورية

4-                       هذا الاعتقاد السائد يسير بنا لحراك في اتجاه واحد هو دعم المجاهدين والثوار على الأرض واستبعاد أي حل سياسي حتى لايكون حجة يتمترس وراءها ذوي المواقف السياسية الباطنية والمعارضة السياسية وإعطاء الوقت الكافي للعدو

5-                       فلا أجد حلاً أو سبيلاً آخر لانتصار ثورتنا المباركة إلا أن تتوحد الأصوات كلها والأفعال كلها لتصب في مسار واحد لاحل إلا الحل العسكري وقطع دابر المجرمين في الوطن كله ومن والاهم , فعندما تتوحد القلوب والأصوات والأفعال والطلبات في مسلك واحد وفي أي لقاء أو مؤتمر أو تجمع (من يمدنا بوسائل القوة للإنتصار في هذه الحرب فهو معنا , ومن يقف شارداً عن هذا الموقف فهو ضدنا)

6-                        ويبقى القول الفصل في ذلك (مالنا غيرك ياألله) كما رددها الشعب الثائر ومازال , ولن يُخذلْهم الله,فهو نعم المولى ونعم الوكيل.
د.عبد الغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق