بأيدينا نحفر قبورنا عندما لا نكتم
أسرارنا الميدانية والعسكرية !! ورحم الله القائد العبقري والمفكر الإسلامي محمود
شيت خطاب إذ يقول : الأمة التي تكتم أسرارها الحربية هي الأمة التي تنتصر ، والأمة
التي لا تكتم أسرارها الحربية هي الأمة التي لا تنتصر .
إن
ما يجري في إعلام الثورة ، وفي تصريحات وبيانات قادة الكتائب والألوية والسبق
الصحفي من قبل القنوات الفضائية لا يصب في مصلحة الثورة بل على حساب بناء سوريا
ومستقبل سوريا ..
إن
كتم أسرارنا العسكرية أمر في غاية السهولة إذا كان نظريا ، ولكن في جانب التطبيق
يحتاج إلى جهد وجهاد كبير لا يقل عن جهاد المعركة .
إن الإعلاميين والفيسبوكيين
والتويتريين وبعض القادة والعسكريين نائمون في غيهم ، أو مفرطون في حماسهم فينشرون في ثرثرة غير عادية تفاصيل
خطيرة جدا للوحش وللعالم عن تعداد الأسلحة والغنائم ونوعها ومكانها وعن مواقع
الاشتباكات ومواقع السيطرة ، وعن ذكاء الجيش الحر في حفر الخنادق وكيفية
الهروب من بعض الأماكن والالتفاف على الشبيحة ، وهذه التفاصيل هي قاصمة الظهر
للثورة ولمستقبل سوريا .. ورب كلمة عابرة يظن قائلها أنها تافهة
فإذا هي في واقع الأمر سر عسكري خطير ، تجر كارثة من ورائها .. فما بالك بالصور ،
وبالفيديوهات !!
إن
استخبارات ومراكز الأبحاث في الدولة اللقيطة المحتلة لفلسطين وأمريكا وروسيا
والغرب بشكل عام تعمل على قدم وساق في توثيق كل حركة وكلمة وفعل للثوار سواء كان
سلميا أو عسكريا .. لأنهم يبحثون عن أمنهم ، ويبحثون في قدرات أعدائهم فنحن
بالنسبة لهم أعداء ..أعداء .. أعداء ..!!!
لقد
كان من أسباب هزيمة العرب في حرب حزيران (يونيو )1967 كما يقول اللواء الركن محمود
شيت خطاب نور الله قبره : هو أن إسرائيل ـ كما صرح قادتها ـ استطاعت جمع أدق
المعلومات العسكرية عن العرب من ناحية ، واستطاعت كتمان أسرارها العسكرية عن العرب
من ناحية أخرى .
ومن
الغريب جدا أن بعض أجهزة الإعلام العربية هيأت لإسرائيل معينا لا ينضب من
المعلومات عن الجيوش العربية وأسرارها التي كان من الواجب ان تكون في حرز حريز .
ليس
من الكتمان في شيء نشر وإذاعة تنقلات القطعات العسكرية من مكان الى آخر ..
وليس
من الكتمان نشر وإذاعة نياتنا وأهدافنا وما نريد عمله في الميدان .
والرجل
الذي يريد القضاء على خصمه لا يمكن ان يقول له كل يوم : سأقضي عليك ..سأقتلك ..الخ
.
ومن
المعقول بل من البديهيان يكتم هذا الرجل نياته بل يتظاهر بعكس ما يريد لغرض تضليل
خصمه ."
والذي تابع لعبة الحرب بين عدونا حزب
اللات الشيطاني وعدونا الصهيوني المحتل لفلسطين في حرب تموز 2006 يجد ان حزب اللات
قد فرض تعتيما شاملا على تحركاته وأسلحته ، وكانت له مفاجآت في التمويه والمناورة
والكتمان والتخفي لإمكانياته العسكرية وتحركاته القتالية ..
ولم تكن هذه المفاجآت والقدرات
العسكرية معروفة أو منشورة أو مصورة بالصوت والفيديو قبل البدء في لعبة الحرب !!! بل
انكشفت بعد انتهاء لعبة الحرب !!!
إن
العدو الداخلي الوحش ، والعدو الخارجي في سباق مع الزمن للاستفادة من الأسرار العسكرية التي تنتشر هنا وهناك بحسن نية أو
بسوء نية .. والمتابع للأخبار في قنوات الوحش وأمريكا
وروسيا والغرب ومن خلفهم العالم لا يجد في هذه الأيام سوى الحديث والتحليل
والتخويف من الجيش الحر والكتائب والألوية وقدراتهم المعنوية والقتالية والتدريبية .. وقاموا
بتقسيم الكتائب إلى معتدل ومتشدد وهذا التقسيم هو أكذوبة كبرى ، إذ الجميع في
نظرهم أعداء لهم ولذا يصفون الجميع بلا استثناء بالإرهاب !!!
إن كتمان الأسرار العسكرية والميدانية تقود
إلى تحرير سوريا وصنع مستقبل سوريا ، وإفشاء هذه الأسرار ولو كانت بسيطة تقود إلى
الهاوية ، والى مزيد من التدمير والى ضياع مستقبل سورية .
ولذا يجب الامتناع عن نشر أي أخبار أو
مواقع أو غنائم أو تحركات للجيش الحر ، و لا يمكن الاستغناء عن العلماء في هذا الأمر
بإصدار بيانات شديدة اللهجة في موضوع الكتمان ، والحث على الاقتداء بأعظم قائد عرفته
البشرية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أمر بالكتمان وطبقه في حياته العسكرية
.
وأختم بمقولة اللواء الركن محمود شيت خطاب حول الكتمان، حيث يقول:
إن كتمان النبي صلى الله
عليه وسلم نياته حتى عن أقرب الناس
إليه وكتمان وقت حركته وتعداد جيشه وتنظيمه وتسليحه ، هو الذي أدى الفتح القريب .
ولنتذكر دائما : بأيدينا نحفر قبورنا ،
وندمر مستقبلنا ، عندما لا نكتم أسرارنا الميدانية والعسكرية ..
بأيدينا نقتل أبنائنا ونسائنا ورجالنا
وقادتنا ، عندما لا نكتم أسرارنا الميدانية والعسكرية ..
بأيدينا ندمر ثورتنا ، وندمر بيوتنا ، وندمر
وطننا ، عندما لا نكتم أسرارنا الميدانية والعسكرية ..
فالكتمان
الكتمان وليكن شعارنا لا اسمع .. لا أرى .. لا أتكلم !! وأبشروا وأبشروا وأبشروا
" آلا إن نصر الله قريب "
والله
أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق