الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-03-14

كلمة حق في هوغو تشافيز – بقلم: طريف يوسف آغا


بعد موت من كان يسمي نفسه رئيس فينزويلا مؤخراً، فوجئت ببعض المداخلات على الفيسبوك ممن يدعمون الثورة السورية وهم يسجلون بعض المديح وماسموه (كلمة حق) في الرجل، معتمدين على طرده السفير الاسرائيلي احتجاجاً على عدوان غزة قبل الأخير ودعمه المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني من جهة، وأنه الرئيس الوحيد الذي وصف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بأنه (حمار) من جهة ثانية. من جهتي لاأعرف عن الرجل إلا أنه من (شاكلة) زعمائنا، يقولون غير مايفعلون، حيث أن الأسد يدعي أيضاً أنه المدافع الأول عن القضية الفلسطينية، وهو أيضاً ليس لديه سفير إسرائيلي في دمشق، كما أن زعماء إيران يصفون كل أمريكا بأنها (الشيطان الأكبر)، وكما يقول المثل الشعبي فالحكي ببلاش. ولكني على كل حال قررت أن أقوم بالقاء نظرة سريعة على تاريخ (الراحل) لعل وعسى أن أكون قد ظننت به السوء، فإن بعد الظن إثم.


     قررت أن أبدأ من أصدقاء الرجل على مبدأ (قل لي من تصاحب، أقل لك من أنت). فوجدت أن أعز أصدقاء هوجو تشافيز من زعماء العالم هم:
صاحبنا بشار الأسد، الايراني أحمدي نجاد، الكوبي فيديل كاسترو، الروسي فلاديمير بوتين أما أصدقائه من الراحلين فأبرزهم الليبي معمر القذافي والذي قال فيه بعد مقتله على يد الثوار الأبطال أنه فقد صديقاً عزيزاً على قلبه (سبحان مين جمع ووفق). أما الرجل الذي اختاره تشافيز ليكون نائبه (نيكولاس مادورو) فكان في الماضي عضواً في منظمة (يسارية ثورية) مهمتها اغتيال أعدائها السياسيين. هل صار عندكم الآن فكرة عن الرجل من أصدقائه وأحبابه؟

     أما (تشافيز) شخصياً فقد كان فمتطوعاً في الجيش الفينزويلي واشترك عام 1992 في محاولة انقلاب (هل يذكركم هذا بأحد؟)، إلا أنها فشلت وسجن على أثرها لعامين خرج بعدها وقرر دخول العمل السياسي حيث وصل إلى كرسي الحكم عام 1999 بسبب فشل النظام السابق بتحقيق وعوده للشعب. من القرارات التي اتخذها بعد ذلك هو تغيير الدستور ليسنح للرئيس (يعني له) أن يترشح للرئاسة لعدد غير محدد من الدورات الانتخابية (هل يذكركم هذا بأحد أراد أن يكون رئيساً للأبد أيضاًُ؟). قررت بعد ذلك التحقق من الصفة التي تطلق عليه، وكان يفتخر بها، بأنه (صديق الفقراء)، فوجدت أن أكثر من 70% من الشعب الفينزويلي في عهده عاش تحت خط الفقر، وأن الحملات التي أطلقها ضد الفقر والأمية والأمراض كانت مجرد حملات (مسرحية وإعلامية) أكثر منها حقيقية.

ومن (انجازاته) الاجتماعية التي كان يتبجح بها هي منحه قروضاً للفقراء بقيمة 300$ ليشتروا بها عربات جوالة وبسطات يتعيشون منها، علماً بأن بلاده تعتبر من أغنى دول العالم بالبترول والشعب يستحق أن يعيش أفضل من ذلك ومن دون أن يمن عليه لاهو ولاغيره. ومن شهادات من زاروا ذلك البلد أنه عنوان التخلف والفقر وأن القمامة في الشوارع تلاقيك أينما ذهبت وأن نسبة الجريمة هناك هي من الأعلى على مستوى العالم، وأن المخابرات هي صاحبة الأمر والنهي دون محاسبة أو مسائلة (هل يذكركم هذا أيضاً ببلد؟)

     ومن السياسات التي كان أيضاً يتبجح بها هي معاداته (للامبريالية الأمريكية) علماً بأن بلده هي ثالث دولة تزود أمريكا بالبترول، يعني معاداة أمريكا وإن كان بالظاهر هي شهادة حسن سلوك (نضالية) مادام التعامل معها من تحت الطاولة.
من كل ماسبق، هل هناك بعد من يريد قول (كلمة حق) في الرجل؟
***
بقلم: طريف يوسف آغا
كاتب وشاعر عربي سوري مغترب
عضو رابطة كتاب الثورة السورية
الثلاثاء 30 ربيع الآخر 1434، 12 آذار، مارس 2013
هيوستن / تكساس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق