اعتبر بعض الأصدقاء أن ماطرحته في مقالي السابق (الطريق إلى جنيف-2 بين القبول والرفض) يصلح أن يكون مبادرة وتكوين وفد تفاوضي معبر عن الحراك الثوري
والسؤال
الذي طرحه البعض:
ماهي الايجابيات أو السلبيات من حضور مؤتمر جنيف
أو رفض الحضور؟
الحياة
هي لعبة بحد ذاتها
واللعب
متنوعة ولكنها هي التي تعطي للحياة معنى وتعطي استمرار الحياة على هذه الأرض
فالطفلة
تهتم بألعاب تدل على طبيعتها الأنثوية في أنها المنتجة للنسل والمربية
والطفل
يهتم بألعاب القوة التعمير والتدمير , فالحياة كلها هدم وبناء
نظام
الأسد المجرم وصل للحكم عن طريق لعبة قذرة , ولن يخرج من الحكم إلا بالطريقة التي
وصل إليها بلعبة الهدم لكيانه , هو الذي بنى نظامه على الغدر والخيانة والتصفية
الجسدية , واللعبة السياسية
الثورة
السورية برعت في البداية بالحراك الثوري السلمي اللعبة السلمية جوبهت باللعبة
القاتلة
تطورت
الثورة وتطور الحراك الثوري فتماثل الفريقان في أدوات اللعبة
لكن
الثوار أهملوا اللعبة السياسية وأبقوا على اللعبة العسكرية
كانت
اللعبة داخلية ثم انتقلت لدول الجوار ومنها لدول العالم أجمع
إن أي
لعبة كانت ....مالم أعرف أصول اللعبة وأشارك فيها لن أستطيع استعمالها أو على
الأقل لن أستطيع اتقان اللعبة والفوز فيها
نعود
لمؤتمر جنيف
فلو عملت
على إيجاد مفاوضين يمثلون نسبة تفوق الخمسين بالمائة تمثيلاً للواقع العسكري ,
مهمتهم الاشتراك باللعبة السياسية
فكل ثورة
لها جناح عسكري وجناح سياسي
فالجناح
السياسي له مهمات متعددة ومن أولى المهمات هو اللعب مع الأطراف بطريقتهم , بحيث
تكون هنا المبارات السياسية , فإن كان الفوز من نصيب ممثلي الثورة سيعود الفوز
وإيجابياته وجوائزه على الحراك الثوري العسكري , وإن وجد الفريق السياسي أن
المباراة حصل فيها تلاعب من الأطراف المشاركة عندها يهدد بالانسحاب , وإن أصر
الفرقاء على الغش فطريق الانسحاب يكون مفتوحاً على مصراعيه فالأطراف الداعية
للمؤتمر حريصون على عدم انسحاب الفريق من المباريات المقامة , لأن المباراة لايمكن
أن تكون من طرف واحد
إن تشكيل
الوفد التفاوضي وإعلان المشاركة سيزيل
الضغوط التي بدأت تظهر الآن على الجهات الداعمة للثورة , وبما أننا نحن الذين سنشكل الوفد التفاوضي أو فريق المباراة على
الأسس التي ذكرناها في المقال السابق , عندها سيتفاجأ الكثيرون وخاصة الذين يضغطون
على الأطراف الثورية والطلب منهم وجود شخصيات معينة عسكرية على الأرض والواجب
وجودها في الوفد التفاوضي , فاختيارهم لأشخاص معينين تثير الشكوك حول ذلك الانتقاء
, وفي نفس الوقت تجعلنا خارج اللعبة ونكون نحن أصحاب اللعبة أو الفريق المقاتل
الحقيقي في دكة الاحتياط , مما سيجعل الفريق اللاعب في المباراة في أضعف حالاته
إن أي
مفاوضات تسمى بعلم التفاوض مباراة إما
صفرية فكل فريق يسعى أن يأخذ كل شيء ويحرم الفريق الآخر كل شيء , أو غير صفريه
أوفي ايجاد ارضية مشتركة بين الفرقاء
وباختصار
فالثورة تحتاج للاعبين سياسيين وهؤلاء اللاعبين يجب أن يشاركوا في مباراة كأس
العالم للحصول على المركز الأول
واللاعبين
العسكريين والثوريين يشتغلون على الأرض , وهنا يكتمل الفريق لتكتمل شروط اللعبة وبشقيها السياسي والعسكري
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق