الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-11-30

وداعُ الغَالية...أمِّي - شعر: د. محمد عناد سليمان


بالأمسِ كانتْ زهرةً فوَّاحةً

واليومَ مضيفُها اللَّحدُ والتُّرابُ
أيَّامُ مودَّة بيننا قدْ قضتْ

ومضتْ كأنَّها الطَّيفُ والسَّرابُ
ألهتْنِي طفلاً متيَّمًا بحياتِهَا

وازدادَ ولهًا عندما اشتدَّ الشَّبابُ
ذرفتْ لمرضِي ياقوتًا معتَّقًا

وغادرَ النَّوم جفنًا نورُهُ الأهْدابُ
ألفيتُ قلبِي يتيمًا بفقدِهًا

والعين تأبى دمعَهَا، والجسْمُ وثَّابُ
ألامسُ روحَهَا في كلِّ جِلسةٍ

عندَ البُكور وإنْ حدَثَ الغِيابُ
أراهَا في لمْحِ العيونِ جِلالةً

وأُخْفِي الذِي كانَ، ومَالي انْقِلابُ
لمْ أدْرِ أنَّ الحياةَ لمحٌ بالبَصرِ

حتى فارقت قلبي، والعمر انسيابُ
وأنَّ الغَوالي يُفارقْنَ الأحبَّةَ بغْتَةً

وأنَّ الصَّوَاحِبَ لم يكنْ لهنُّ صاحبُ
فقْدُ الأحبَّة سنَّة الحياةِ ونهجُهَا

الموتُ واحدٌ وإن تنوَّعتْ أسبابُ
إنْ لم يكن غضب فهو تمامُ نعمةٍ

أخذتَ بعضًا وأبقيتَ وافرًا لهُ أبوابُ
إلهي إليك الشُّكْرُ تقرُّبًا

وما القولُ منِّي لومٌ أو عتابُ
بلْ يقيني بموتٍ محتَّمٍ

أعْيَا الخليقةَ وفوقَها سمواتٌ رحابُ

حبيبك المخلص
محمد سليمان

2/7/2013م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق