الوضع العربي هو في حالة مالا يُسر
له صديق ولا حبيب ولايستفيد منه إلا العدو، فبينما عدو الإسلام والمسلمين الفارسي المللي
المجوسي اللعين يستجمع قواه، بتقريب البعيد بكل وسائل الخداع والمصالح، وعبر عقد التحالفات،
وهو يسترضي من يقبله كقوّة احتلالية أو غاشمة ذات أطماع أو حليفة عبّر الرشوة، مستخدماً
كل الأساليب لتحيّد الخصوم، والتقاط كل ناقص وساقط ممن هو على استعداد لمسايرته، ليصبّ
كل هذا في مصالحه وأهدافه، ويُنفق لأجل ذلك الأموال الكثيرة دون كلل أو ملل،
وجميعنا يعلم المشاريع الموجودة على
الساحة الدولية، فبعضها يسير الى جانب بعضه بعضاً بشكل متوازي في التهام المنطقة وخيراتها
بتفاهمات كاملة، وتقسيم البلاد الى سايكس بيكو جديد تكون لإيران قسم من الكعكة، والجميع
متفق على وأد الإسلام السنّي أو إضعافه، او بقائه تحت الركام، حتى صار وصول الأكثرية
السنّية الى السلطة في سورية تُهمة وخطراً على الأقليات التي تعايشت في ظلّها على مدار
قرون، وكل هذا بوحي روسي، وترويج إيراني فارسي ومُشاطرة من بعض الدول الغربية، لتُّعقد
كل هذه التحركات الأمور، وتُشدّد الخناق على أمّة العرب التي بات أمرها في ضعف، ليرسموا
مُستقبله ليكون شبيهاً بمجاهيل أفريقيا، وهذه الأمّة بدولها بلا مشروع ولاقائد ولاهدف،
ولارؤية مع كل هذا التواطؤ ضدها، ومثاله مايجري في سورية من التدمير والقتل والمذابح
والمجازر وقصف الطائرات وراجمات الصواريخ والاسكود والكيماوي، والحالة الإنسانية الأسوأ
في العالم، حتى صار الناس يموتون تحت ظروف الحصار والجوع، وتفشي الأمراض المُعدية وأخطرها
شلل الأطفال، دون أن يتلقى هذا الشعب السوري العربي والمسلم الأبي أي مساعدات أو إغاثات
إلا القليل، ونفس الشيء في غزّة العزّة المحاصرة من الأشقاء والصهيوني، وقد رفع مسؤوليها
مستوى الانذار الإغاثي الى أعلاه، دافعين اياها للتباحث مع القاتل الايراني وحزب الله
الشيطاني لتقديم التنازل كأكل لحم الميتة، ليُذكرنا ذلك بالتاتار عند مجيئهم وما وصلت
اليه النفسية الانهزامية آنذاك، حتى يقول التاتاري للمسلم انتظرني حتى آتي بالسيف،
ومن خوقه يجمد في مكانه إلى أن يأتيه ويقطع رأسه، وكذلك يرى المسلمون والعرب موت أهاليهم
في سورية ولايتحركون، ولايفعلون شيء، أو تهتز ضمائرهم، ونسوا أنهم إن لم يتحركوا بما
يجب عليهم، فاليوم الحال الدامي في سورية، وغداً ستنقل المعركة اليهم، لأن عدونا المشترك
لن يهدأ له بال قبل أن يحقق أهدافه، وفي هذا السياق سأستعرض مايدور في بعض الدول داخلياً،
وفيما بينها البين
على صعيد الدول العربية نجد الكيد
على أوجه مابين معسكرين، الأول داعم لحركة الشعوب في التغير في منطقة الربيع العربي،
والثاني في مواجهته يلتقط كل صغيرة وكبيرة عليه لإلحاق الهزيمة به، بينما لم يكن أي
رصد ولا حراك باتجاه أعداء الأمّة ولاسيما العدو الفارسي البغيض أو تحرك لمواجهة مشروعهم
التوسعي، سوى رصد اعلامي ليس له أي ترجمة على الصعيد السياسي، هذا المشروع الذي بات
جميعنا يراه على أرض الواقع بتمدمد، ويأخذ منحى التسويات مع الخصوم كما هو الحاصل مع
مصر للتوفيق بينها وبين أجير فارس الأسدي في سورية، في نفس الوقت الذي تُضخ فيه الأموال
ل باتجاه مصر لوأد التيار الاسلامي لصالح الليبرالي والعلماني واليساري لزيادة الشرخ
في العمق المصري المطلوب استشفائه لأخذ دوره الاقليمي في نصرة القضايا العربية، بدلاً
من ان يكون حارساً أميناً لإسرائيل، وداعما خفياً وعلنياً للنظام السوري، مما أدّى
بالسياسة المصرية الخارجية الى الذبذبة والسير في سياسة خارجية معادية للخليج ومُرهقة
له، في موقف يًذكرنا بدعمهم لأنظمة دكتاتورية بدعوى الاستقرار، فلم تكن إلا وبالاً
عليهم، في الوقت الذي يسعى الخليج العربي بالذات إلى إنهاء نظام الاجرام في سورية لكونه
خطراً حقيقياً على المنطقة بأكملها، ولأن القضاء عليه سيعني انحسار الدور الإيراني
وأذرعته الإرهابية في المنطقة، وبدلا من اتباع سياسات الكيان المللي في الاستفادة من
أي قوى وحركات، بمحاولة جمعها وتقويتها لتكون معها لسحب البساط من الإيراني بعمل مصالحات
لتقوية البنيان الداخلي للدول، على ان يكون تقديم المساعدات والمعونات مرهوناً بتقدمات
على هذه المسارات، وما هي إلا وفترة بسيطة حتى تتغير موازين القوى، ونكون بالفعل وضعنا
أرجلنا على بداية الطريق الصحيح في تقوية الصف والموقف لتغيير الموازين، ولكننا لانفعل،
ونحن نشهد تكالب العالم على هذه البقعة الهامة، ونحن نتشاجر فيما بيننا، ونكايد لبعضنا،
وعدونا يتقدم في أرضنا، فهل من رجل رشيد يقود أمتنا لجمع الكلمة ووحدة الصفوف، ووضع
القيادات المخلصة في الصورة الكاملة لتتحمّل مسؤولياتها، وعلى رأسهم قيادة المملكة
العربية السعودية التي يُعوّل عليها في كل هذا الخير، ولأنها المقصودة الأولى بالحملة
الفارسية المعادية لها ولقيادتها ونهجها الديني المحافظ، والذي هو على النقيض لمنهج
الملالي، الذين يصفونهم بالنواصب والكفرة، فماذا بعد هذا لنُعد عدته لأن يكون لنا مشروع،
وخاصة إذا علمنا أن تلك الدول تخلّت عن أهم حلفاءها وعملائها من شاه ايران الى سيء
العابدين بن علي الى حسني مبارك وغيرهم، ولما نستبعد تخليها عن الخليج في لحظة ما،
وتركه مكشوفاً نهباً لتحالفاتهم الجديدة، ولما علينا أن ننتظر القدر المشئوم ولانعمل
على درئه، كالمنتحر الذي يقول هذا قدري وشرم برم كعب الفنجان، بل هذا ماجنته أيادينا
وتغافلنا الذي سنسأل عنه يوم القيامة، والله اكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com ، كاتب وباحث - سياسي وإعلامي سوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق