منذ
أكثر من ثلاثين شهراً .. وقوات الأسد الصغير تحارب الشعب بكل ما تملك من ترسانة
أسلحتها الضخمة .. التي كانت تشتريها من مال الشعب .. وتخزنها في المستودعات ..
إنتظاراً لليوم الموعود لتحرير الأراضي المحتلة السورية والفلسطينة – كما كان يزعم
الإعلام الأسدي .. ويصدع رؤوس الناس يوميا بالإسطوانات المكرورة .. الممجوجة ..
المشروخة حول المقاومة والممانعة .. والصمود والتصدي لمؤامرات الإستعمار الأمريكي
الإسرائيلي طوال خمسين سنة!!!
وتبين
بعد ذلك أنه كان يعدها .. ويصنعها لقتل الشعب .. وكسر إرادته .. وإذلاله!!!
أليس
من دواعي العجب .. والإستغراب .. والدهشة ؟؟؟؟
ومن
دواعي الإعتزاز .. والفخار .. والشموخ لهذا الشعب العظيم ؟؟؟؟
أنه
مع كل هذه الأسلحة الفتاكة .. المختلفة الأنواع .. التي استخدمها لقذف آلاف
الأطنان على الشعب الآمن .. وعلى الأرض البريئة .. والتي تزيد عما سقط على أوروبا
كلها أثناء الحرب العالمية الثانية .. مرات عديدة ..
ولو
سقطت هذه الحمم مرة أخرى على أوربا .. لأحالتها إلى رماد !!!..
ولكن
لطف الله بالشام يمنع ذلك !!!
وهذا
ما اكتشفه طبيب أوروبي غير مسلم عمل في المشافي الميدانية .. وشاهد اللطف
الرباني الذي يحيط بالجرحى الذين يُعالجون بأدوات بدائية وغير معقمة .. فقرر :
أن
ما يحصل في سورية معجزة إلهية !!!
ولم
يكتف هذا الأسد الصغير بجيشه النظامي الذي يتجاوز عدده أكثر من مائتين ألف مقاتل
.. ولا بجهاز مخابراته الذي يبلغ عشرات الآلاف .. ولا بقوات الشرطة النظامية التي
تبلغ أيضا عشرات الآلاف !!!
بل
أضاف إلى ذلك الشبيحة .. وأنشأ الجيش الشعبي من المتطوعين من شيعته وطائفته .. ولم
يترك واحداً منهم ذكراً أو انثى .. إلا وزوده بالسلاح والذخيرة والعتاد .. والذي
لم يصله شيء من السلاح الآلي .. استخدم السلاح اليدوي من الفؤوس والسكاكين
والمناجل .. في قتل الناس وذبحهم وتقطيع رؤوسهم !!!
إضافة
إلى ما انضم إليه من متطوعين من الأقليات النصرانية والدرزية والكردية وسواها !!!
ولكن
هل اكتفى بما عنده من قوات وعتاد على الرغم من كثرته .. وضخامته والذي يزيد مرات
عديدة عما لدى الجيش الحر .. والكتائب الجهادية ؟؟؟
لا
.. أبداً !!!
لقد
استعان بالدول والجهات التالية :
1-
قوات إيرانية من الحرس الثوري وسواها بالآلاف !!!
2-
قوات عراقية من مختلف الفصائل الشيعية أيضاً بالآلاف !!!
3-
قوات حزب الشيطان اللبناني بعشرات الآلاف !!!
4-
قوات فلسطينية من الجبهة الشعبية !!!
5-
قوات من الحزب القومي السوري من لبنان .. ومعظمهم من
النصارى !!!
6-
قوات من حزب الموحدين الدروز من لبنان أيضاً !!!
7-
قوات من الحوثيين من اليمن !!!
8-
ميليشيات شيعية من جميع المنطقة الشرقية للجزيرة العربية
حتى سواحل الخليج العربي والبحرين والهند وباكستان وأفغانستان !!!
9-
ميليشيات نصيرية من لواء الإسكندرون !!!
10-
خبراء روس مع بعض المليشيات الروسية !!!
11-
قوات كورية وأوكرانية وأرمنية وإن كان عددها بالعشرات أو
المئات !!!
وبالرغم من كل هذه القوى الجبارة التي اجتمعت على أرض سورية .. من مختلف
بقاع العالم لتقاتل إلى جانب قوات الأسد الصغير .. وبالرغم من التنسيق الكامل
بينها .. وخضوعها جميعا لقيادة واحدة .. إلا أنها لم تتمكن .. ولن تتمكن بفضل الله
.. من التغلب على قوات الجيش الحر والكتائب المتطوعة من الشعب السوري .. بالرغم من
تفرقها وتشتتها وغياب التنسيق بينها إلا في حدود ضيقة .. وغياب وجود خطة واحدة ..
وقيادة واحدة !!!
وهنا يأتي السؤال الكبير الموجه إلى من يهمه أمر الجهاد والقتال في سورية
.. ويهمه أمر تخليص الشعب السوري من معاناته !!!
ماذا لو اجتمع كل المقاتلين من جميع الفئات على اختلاف انتماءاتهم وأفكارهم
وعقائدهم وجنسياتهم على أمر واحد .. وقيادة واحدة .. وخطة واحدة .. وتنسيق كامل ..
وتوزيع للسلاح بالعدل والمساواة بين جميع المناطق والكتائب .. ولم تغدر
كتيبة بأخرى .. ولم تترك ساحة المعركة أثناء اشتدادها وتنسحب وتترك أخواتها بدون
حماية ولا دفاع ؟؟؟
ماذا لو اجتمع الجميع على قلب رجل واحد ؟؟؟
أليس هذا يسرع النصر أكثر .. ويخلص الشعب من المعاناة .. والضنك .. والتعب
بشكل أسرع ؟؟؟
إذا كان النظام الأسدي وحلفاؤه الكثر .. لم يتمكنوا من هزيمة الثورة
والثوار ..المتفرقين !!! فكيف إذا اجتمع الثوار كلهم في جبهة واحدة .. وتحت قيادة
واحدة ؟؟؟
حينئذ ألا يُهزَم جمع الأسد .. ويولون الدبر ؟؟؟!!!
وهذه هي مسؤولية الثوار أمام الله .. وأمام التاريخ .. وهي لا شك كبيرة
وتقيلة .. ولكنها ليست مستحيلة .. وتتطلب سرعة التنفيذ !!!
السبت 5 محرم 1435
9 تشرين الثاني 2013
د/ موفق السباعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق