ما فتئ النظام السوري يحاول جاهداً
استغلال نقاط ليمعن في القتل أكثر وليشغل الثوار ببعضهم، كلما حاولنا فك ألغاز مبهمة
أو غير واضحة المصدر تشير إبرة البوصلة إلى حتمية زوال النظام السوري إن أردنا أن تنتهي
معاناة الشعب.
لم يترك النظام ثغرة إلا وعبر منها
للإيقاع بين المناطق المتجاورة ليقلب الحقائق .. ومن أكثر ما استغله مؤخراً كمثال:
هو تصريح الجيش الحر لسكان دمشق بالابتعاد عن المناطق المستهدفة، فبدأ حملته التي سبق
وأضمرها في مسلسل حرق البلد بأكملها، أكثر من 25 قذيفة هاون عشوائية معظمها يصيب أطفالاً
ومدنيين،، والتهمة الجاهزة أو الموكلة إلى الأفهام في اتهام الجيش الحر جاهزة طبعاً
وعملية التضليل من قبل النظام هي المرتكزات.
"""كلما دققنا في عمق
أي حدث نجد وراءه خبثاً مرتباً يعتمد على ثغرات وحالات شواذ أو استثنائية في الثورة"""،
وكأن النظام السوري يرصد باهتمام كل تصريحات الجيش الحر ويتبعها بتصرف ماكر ..
الهاون الذي أمطر دمشق جزء كبير منه
يرجح بشكل أعظمي -ولا يوجد جزم إلا بعد التحقيق وجمع الأدلة والمعلومات التي يعمل عليها
الثوار باستمرار- أنه من فروع الأمن في المناطق المحررة، أو من أماكن تمركز النظام
في المناطق التي يسيطر عليها.
وهناك أدلة مشاهدة عياناً على الأرض
تؤكد ذلك. قد يكون هناك عملية ناجحة وأخرى فاشلة يقوم بها الثوار فالنظام يضيعها بحملة
متتابعة من نفس النمط تسعى لأن تهدم الحاضنة الاجتماعية للجيش الحر. أمطار من الهاون
ضالة المرمى تستهدف كل مكان .
والنتيجة التي نخلص إليها دائماً هي:
""ما أخبث هذا النظام وما أجرمه وما أفسده وما أشد ما يستخدمه للتفريق بين
الثوار ومناطقهم وإثارة الأحقاد""، معتمداً على شواذ في كل حالة وتصريح رسمي
بحيث يهيء لتصديق توجيهه الذي يلعبه بمكر وخباثة.
كل هذا ليس خافياً علينا، وما ينبغي
علينا في إبحارنا في هكذا جو عاصف أن نتمسك بأيدي بعضنا البعض ونشد عليها بيننا بقوة،
فعدونا متمرس خبيث بالإجرام والإيقاع بين الإخوة.
إن نشر الأخبار المحبطة بشكل مخذل
من أسوأ ما يمكن تعميمه بين الناس عبر وسائل التواصل، هنالك الكثير من الإنجازات التي
تتحقق على أيدي الجيش الحر، منها تحرير مستودعات مهين وتحرير حاجز تاميكو، ولاحظوا
أنه رافق هذا وكما يحدث عادة إجرام من نوع جديد لتغطية حدث مهم، فكانت شائعة استقالة
عبد الجبار العقيدي على أنها صحيحة لكن ليس كما أعلنها بشكلها الإيجابي، يليها إشغال
الثوار بهاون دمشق.
وخلاصة ما ينبغي عمله
في هذه الفترة العاصفة:
1- الحصار المطبق وحرب التجويع التي
يشنها النظام على الثورة لا ينبغي أن يتجاوزها المجتمع الدولي، ولا ينبغي السكوت عنها
بحال وعلينا أن نستمر في طريق تحريرها منه.
2- عدم تصديق أنباء تثبط الثورة والثوار
وتحرف مجراها، فالكثير من الأخبار تحوي تفاصيل قد تغير معناها.
3- الثقة ببعضنا وعدم تعميم حالات
شاذة أو استثنائية أو فردية على أي وضع ثوري فالأعم هو العمل بنوايا صالحة للثورة،
ولكن ضعف التنظيم والتشتت يسمح للثغور أن تخترق، رص الصفوف هو الدواء .. رصها وسد الخلل،
هذه هي رسائل صلاة الجماعة لنتعلم منها في الحياة.
4- التأكيد على لهجة الخطاب الرسمية
للجيش الحر وعدم الانجرار إلى لهجات الخطاب الفردية والتي تعبر عن هموم ذاتية أو خواطر
تستفيض بالألم والمتألم بشدة قد يخطئ التقدير.
5- التنظيم ثم التنظيم ثم مواجهة خباثة
النظام بما في مستواها ذكاءً وحنكة.
6- تركيز الهدف نحو النظام وإسقاطه
وعدم استبدال هدف بهدف أو الانشغال بتشتيت الجهود أو الانجرار نحو ما يدفع إليه النظام.
7- نحتاج إلى جرعات من التسامح وسلامة
الصدور تجاه بعضنا لكون رص الصفوف يولد الاحتكاك حالة الحرب قد يكون غير مرغوب به أو
مألوف، التسامح بين بعضنا البعض فمن لا يستطيع فعل شيء لا يُجرّم بالدم الذي يُسفك
أو يُتهم عشوائياً.
8- الأرواح والدماء أمانة في أعناق
المقاتلين الذين يرمون بشكل عشوائي، فكل من يقتل نفساً أو يريق دماء بريئة له خصم عنيد
يوم القيامة وصارم يحاسب ولا يسامح.
9-وينبغي على المقاتلين أو من ينطقون
باسمهم تحسين لهجات الخطاب الإعلامية تجاه الناس والحاضنة الاجتماعية خصوصاً، وعدم
السماح لعمل عشوائي غير موجه أن يستمر ويصل إلى حيز التنفيذ.
وأخيراً الثورة فيها مخلصون كثر يعملون
لها بصمت، وهناك من يتابع الطريق بإصرار، والثورة منصورة بعون الله تعالى، فمن رأى
هذه النتيجة في صراعه مع أخبث نظام مشى برسوخ وعدم تردد وفعل ما بوسعه دون تخاذل وأحب
إخوانه ممن يشاطرونه هذا الطريق الوعر المؤلم ويتجاوزونه ببطولات قل نظيرها في التاريخ
المعاصر، وحملها سوريون حق لهم نيل لقب البطولة ويحق لهم المستقبل الذي يليق بأمثالهم
في سورية الثورة.
بقلم: شام صافي
7-11-2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق