الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-11-04

المراقب العام لإخوان سورية لـ"قدس برس": الطريق إلى مؤتمر جنيف "غير سالكة"

اسطنبول ـ خدمة قدس برس 
    أكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية المهندس محمد رياض الشقفة أن الطريق إلى مؤتمر "جنيف 2" لا تزال غير سالكة، وأشار إلى أن المجتمع الدولي الذي يضغط باتجاه عقد هذا المؤتمر "أخطأ الطريق إلى ذلك".

  وأوضح الشقفة في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" أن المعارضة السورية مازالت لم تحسم موقفها بعد من مسألة المشاركة في مؤتمر جنيف من عدمها، وقال: "الطريق إلى مؤتمر "جنيف 2" لا تزال حتى الآن غير سالكة، والدول التي تضغط باتجاه هذا المؤتمر أخطأت الطريق إلى ذلك، بمعنى أن إتاحة الفرصة للنظام أن يمتلك القوة ويضرب في كل مكان ويتم التضييق على الثوار لإجبارهم على الذهاب إلى "جنيف 2"، وكان الأصل أن يتم العكس لتقوية فرص الشعب السوري في تحقيق أهدافه، أما أن يضغطوا على الثوار والفصائل المسلحة ويتركوا الفرصة للنظام، فهذا يعني أن الطريق غير ممهد".


وأضاف: "الرفض المطلق من المعارضة لمؤتمر جنيف لم يحصل بعد، والثوار والمعارضة السياسية ينتظرون تطمينات وضمانات حقيقية بشأن تحقيق أهداف الثورة، ومعرفة جدول الأعمال الحقيقي للمؤتمر الذي لا يزال غامضا، ولو حصل وضوح أكثر وضمانات حقيقية من مجموعة الدول الراعية، فإن الموقف سيكون إلى جانب الحوار بالتأكيد.
لكن إلى الآن لا يوجد قرار رسمي بشأن الموقف من مؤتمر "جنيف 2".
وأكد الشقفة أن نجاح مؤتمر جنيف يتطلب وجود مقدمات وصفها بـ الضرورية"، وقال: "من أهم المقدمات المطلوبة لنجاح مؤتمر "جنيف 2" أن لا يكون لبشار الأسد وعصابته دور في مستقبل سورية، وهذا أمر لم يحصل بعد، حتى الدول المحسوبة على أصدقاء سورية لم تحسم أمرها إزاء هذا الملف ويتكلمون كلاما متناقضا وغامضا، نحن نريد كلما واضحا وصريحا بأن بشار وعصابته لن يكونوا جزءا من مستقبل سورية، إذا وجد من يضمن هذا الأمر فإننا سنشارك في المؤتمر".
وحول حديث الإدارة الأمريكية عن أن عدم مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر جنيف سيمهد الطريق للأسد ليترشح للانتخابات الرئاسية العام المقبل، قال الشقفة: "هذا تهديد لا يخيفنا، نحن نعتقد أن من يؤثر على هذا هو قدرة المعارضة على الثبات.
   وقد أثبت الشعب السوري أنه في مستوى الصمود والثبات، والذين يراهنون على انهزام الشعب السوري لتمرير واهمون لأن بشار الأسد لم يعد مقبولا من أغلبية الشعب السوري".
    على صعيد آخر؛ قلل الشقفة من مخاطر التطرف في جانب الثوار، ورأى أن استمرار الأسد في جرائمه ضد الشعب السوري وصمت المجتمع الدولي إزاءه هو المسؤول عن العنف والتطرف، وقال: "من معرفتنا بالشعب السوري نحن لا نخشى من هذا التطرف، ونحن نعتقد أن المجتمع الدولي الذي يقف متفرجا على الشعب السوري وهو يذبح هو السبب في تنامي التطرف، فبعد ثلاث سنوات من القتل والتشريد والمعاناة، فإن الشباب لم يعد يطيق ذلك وهو يرد على هذا العنف، وإذا انتهى النظام فإن الشعب السوري وسطي في إسلامه ولن يكون لهذه الجماعات المتطرفة مستقبل في سورية، فوجودها هو رد فعل على تخاذل المجتمع الدولي في حمايته، ولذلك فإن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية في ما يجري من تطرف في سورية".
    ونفى الشقفة أن تكون جماعة "داعش" (دولة العراق والشام الإسلامية) بديلا للثوار، وقال: "لن تكون "داعش" بديلا للثوار، والشعب السوري شعب معتدل، وغالبية الثوار معتدلين ولا يرضون عن سلوك "داعش"، ولكنهم يصمتون لأنهم لا يريدون أن يحصل اقتتال بين الثوار وأن تظل الوجهة واحدة لإسقاط النظام".
   ورفض الحديث عن أن الخلافات بين الثوار وجماعة "داعش" قد تكرر حروب الجماعات الإسلامية في أفغانستان بعد إخراج الروس، وقال: "هناك توافق على الأرض بين غالبية الثوار، وبالتالي لن يكون هناك مجال للتطرف، والتوافق بين الفصائل المعتدلة، وهذه وحدها تردع من يريدون تعكير صفو الأمن".
وجوابا على سؤال وجهته له "قدس برس" عن رأيه في كلام عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض فايز سارة الذي رأى أن جماعة "داعش" صناعة استخباراتية من بنات أفكار رئيس الوزراءالعراقي نوري المالكي، قال الشقفة: "لا أستطيع أن أعلق على هذا سوى أن أقول أن فايز سارة هو أعلم بشؤون هذه الجماعة".
واتهم الشقفة القيادات الإيرانية والعراقية بالشراكة في الدم السوري، وقال: "قيادات العراق الحاليون والقيادات الإيرانية هذه أنظمة ومجموعات مجرمة تشارك في قتل الشعب السوري، والمالكي والولي الفقيه في إيران وحسن نصر الله في لبنان مسؤوليتهم في قتل الشعب السوري مثل مسؤولية بشار الأسد، والمجتمع الدولي يعرف رأينا في هذا الأمر، ويعرف أيضا أنهم شركاء في الدم السوري، ولكن مع ذلك فإن الواقع يقول إن الشعب السوري يقاتل طيلة الأعوام الثلاثة الماضية هذه الفئة الباغية وهو صامد".
وعما إذا كان "الإخوان" شركاء في هذا القتال، قال الشقفة: "الإخوان يدعمون بعض الفصائل ذات الفكر الوسطي، لكن لا توجد فصائل مسلحة للإخوان، وإنما هناك فصائل قريبة من فكر الاخوان وتوجههم الوسطي".
وأشار الشقفة إلى أن التعثر الذي تواجهه ثورات الربيع العربي سواء في مصر أو تونس تؤثر سلبا على الثور السورية، وقال: "لا شك أن الثورات المضادة التي تشهدها مصر وتونس تؤثر سلبا علينا، فما يحصل من انقلابات على الثورات العربية هو من أخطر ما يحصل الآن، فأنا لست ضد الانقلاب في مصر لأنه جرى ضد الإخوان، وإنما لأنه انقلاب جرى على الديمقراطية،
     هناك شرعية والانقلاب عليها هو جريمة.
    لقد نهضت أوروبا بالديمقراطية، ونعتقد أن الديمقراطية في بلادنا يمكنها أن تكون مدخلا لنهضتنا أيضا".
   على الصعيد التنظيمي الداخلي لدى الإخوان؛ رفض الشقفة تقسيم الإخوان إلى صقور وحمائم أو إلى إخوان حلب وإخوان حماة، وقال: "بالمناسبة أنا محسوب على الحمائم وليس على الصقور، تنظيم الإخوان متماسك ووضعنا جيد، والقيادة التي تقود الجماعة من كل المحافظات السورية والمناطقية عندنا غير موجودة أصلا، وهي كلام إعلامي ليس إلا.
أما بالنسبة لموقع الشباب داخل الجماعة فنحن لم نغلق باب الحوار أصلا، وهناك وجود لا بأس به للشباب في مؤسسات الإخوان، ولكنني شخصيا لست راض على هذا الآداء ونعمل على مزيد إشراك الشباب".
وأعلن الشقفة أن مشاورات تشكيل حزب سياسي قريب من الإخوان اكتملت، وأن حفل الإعلان عن ذلك سيكون يوم السبت المقبل (9|11)، وقال: "نحن نسعى لتأسيس حزب سياسي على أساس وطني وليس زراعاً للإخوان المسلمين، أي أن أعضاءه سيكونون من مختلف مكونات الشعب السور ومن جميع طوائفه، وهو حزب وطني بمرجعية إسلامية، وسيكون أكثر استقلالية من حزب الحرية والعدالة المصري في علاقته بالاخوان، ولن تكون لقيادة الإخوان سيطرة عليه.
وسيكون ذلك يوم السبت المقبل (9|11) هنا في اسطنبول تحت اسم حزب "وعد"، على حد تعبيره.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق