المستقبل- الأربعاء 27 تشرين الثاني 2013 - العدد
4874 - صفحة 3
http://www.almustaqbal.com/storiesv4.aspx?storyid=596352
سياسة بيع الأوهام المتبعة من قبل
"الممانعين"؛ تثير الدهشة لشدة إصرارها على الاستخفاف بعقول الناس. أولى
ضحايا هذه السياسة هم "الممانعون" أنفسهم. يروجون للوهم، ويزيدون فيه
حتى يقترب من الخرافة، ثم يصدقونه ويبنون عليه نتائج، ثم يعرضونه على الناس بصورة
حقائق لا يجب المكابرة في عدم الاعتراف بها.
من بداية الثورة السورية هذه حالهم. يوم كانت الثورة
عبارة عن تظاهرات سلمية، كانوا ينفون وجودها، ثم راحوا ينفون قتل المدنيين، وعندما
تعسكرت الثورة كانوا يسخرون من ضابط "لا قيمة" له اسمه رياض الأسعد، أو
جيش لا وجود له اسمه "الجيش الحر"، ومن ظاهرة "غير موجودة"
اسمها المنشقين، أو من أزمة "غير حقيقية" اسمها النازحين. سقط ذلك كله،
فالجيش الحر حقيقة يعترفون بها باسم التكفيريين، وقوة الثورة حقيقة يقرون بها باسم
مناطق الإرهابيين، والنازحون حقيقة اكتشفوا أنها تزيد عن المليون في لبنان وحده،
بعدما كانت بنظرهم مجموعة "عائلات ذهبت عند أقاربها". استرجاع شريط الأحداث
والمواقف -سنتين فقط- إلى الوراء يفيد بأنه ليس مهماً ما يقوله بائعو الأوهام
هؤلاء، وإنما المهم هي الحقائق المجردة من الرغبات.
قبل أسبوع بلغت نشوة هذا الفريق مداها؛ فأعلن إعلامه
والناطقون باسمه بمن فيهم السيد حسن نصر الله أن الواقع في سوريا ينبىء بنصر
يتحقق. قناة المنار أعلنت بصفاقة انتصار محور الممانعة (19/11)، لكأن فأل هذا
الغرور لم يستمهل نفسه ساعاتٍ حتى بدأت سلسلة نكسات هائلة على الأرض.
معركة القلمون التي هولوا بفتحها انقلبت عليهم؛ قارة
عادت ومعها السيطرة على النبك ودير عطية، وقطع طريق دمشق-حمص، وإسقاط عدد لا بأس
به من طائرات الميغ. في الغوطة الشرقية قتل الثوار قائد الجيش الشعبي (الشبيحة) العميد
مازن
صالح، وحرروا بلداتٍ وفكوا حصاراً دام أشهراً. في حماة وفي اللاذقية سُجل تقدّم
واضح في نشاط المقاتلين. في ريف حلب سيطروا على ما يزيد عن عشر بلدات جديدة. في
دير الزور وصلوا إلى أكبر حقل نفطي في سوريا، وجعلوه بتصرفهم. جبهة جنوب دمشق التي
كانت تتهاوى استعادت عافيتها، وتحول الثوار باتجاه جبل قاسيون!
الانتصارات
التكتيكية كانت غزيرة في الأيام الماضية، خلافاً لما سبقها، لكن الأهم هو ما كشفت
عنه معارك الغوطة والقلمون. ليس لأن الوضع في حلب وإدلب والدير ودرعا ميؤوس منه
بالنسبة لجيش النظام فحسب، وإنما لأن الحسم لن يكون إلا في دمشق وريفها من جهة،
ولأن خسائر القلمون والغوطة فاقت التوقعات وكشفت عن حرب أممية تدور هناك من جهة
أخرى.
ما سر التطورات الأخيرة؟
الواضح أن تراكم النكسات والخوف من خسائر إستراتيجية
أعطى زخماً للثوار، زاده عامل المباغتة الذي استعملوه في هجومهم المفاجىء على
مناطق ونقاط جيش النظام وحلفائه في الغوطة، بعدما نام هؤلاء على حرير انهزام
الثوار.
أحداث الأسبوع الماضي كشفت ارتفاع معنويات الثائرين على
طغيان النظام، على عكس انحدار معنويات الشبيحة وجيش النظام؛ الغارقين في الفساد،
والرغبة في القتل السهل، والسرقة، وانتهاك الأعراض. ليس أدل على ذلك أكثر من
النتائج السريعة التي حققها من كانوا يوصفون بالمنهزمين و"الفلول الإرهابية"،
وانسحاب جيش النظام تاركاً حلفاءه من "حزب الله" وباقي الفصائل ليلاقوا
مصيرهم، والأمر الآخر الذي كشفت عنه المعارك؛ هو حجم استعانة النظام السوري
بمقاتلين أجانب، دليلاً على حاجته للمقاتلين.
ثمة عامل آخر أسهم بفعالية فيما حدث الأسبوع الماضي وهو
الإعلان عن "الجبهة الإسلامية" التي تضم أكبر الفصائل المقاتلة، عدا "النصرة"
و"داعش". مقاتلو هذه الجبهة جيش تعداده عشرات الآلاف، ومكون من الألوية
الآتية: "لواء
التوحيد" (قريب من "الأخوان المسلمين")، و"حركة أحرار
الشام" (سلفية التوجه)، و"جيش الإسلام"، و"ألوية صقور
الشام" و"لواء الحق" و"كتائب أنصار الشام"، و"الجبهة
الإسلامية الكردية".
مجموعة
العمليات الخاصة في هذه الجبهة هي من قتلت مسؤول الحماية الشخصية لبشار الأسد،
والألوية المقاتلة في الجبهة هي التي خاضت القتال مؤخراً في الغوطة والقلمون،
بالتنسيق مع "جبهة النصرة". ولما كان اندحار النظام وحلفائه سريعاً ومريعاً، فقد
كشفت تجمعاتهم وقتلاهم عن وجود مجموعات من دول شتى؛ تقاتل إلى جانب النظام السوري،
وبما لا يقارن مع الجهاديين الأجانب الذين يقاتلون ضد النظام.
الجثث ومتعلقاتها كشفت أنه يوجد إلى جانب الحرس الثوري
الإيراني؛ مقاتلون من دول آسيا الوسطى، ومرتزقة (قناصون في الغالب) من روسيا
وكوريا وغيرها (عرض الثوار صوراً وجثثاً لهؤلاء). إضافة إلى هؤلاء يوجد آلاف
المقاتلين اللبنانيين؛ ينتمي غالبيتهم إلى "حزب الله"، وأعداد أقل تنتمي
إلى الحزب "السوري القومي"، والحزب "العربي الديمقراطي"
(علوية)، وحزب "التوحيد العربي" (دروز). وتأتي الجنسية العراقية بعد
اللبنانية لجهة العدد، أو ربما قبلها، وهؤلاء يندرجون في غالبتهم في: لواء أبي
الفضل العباس، وفي مجموعات أخرى أبرزها: "جيش المهدي"، و"لواء ذو
الفقار" و"لواء عمار بن ياسر"، و"لواء الحمد"... كما
يوجد عناصر مصرية اكتُشف وجودها للمرة الأولى، وهي تنتمي لما يسمى "الحرس
القومي العربي" (يسار وقوميون ومتشيعون).
بالمقابل كشفت المعارك الأخيرة -وما سبقها- عن وجود
مقاتلين، من جنسيات شتى، تقاتل مع الثوار السوريين؛ ليس فقط من اللبنانيين أو
العرب، وإنما من جنسيات أوروبية، لعل أشهر من قُتل منهم مؤخراً مغني الراب
الألماني الشهير ديسو دوج، المعروف باسم أبو طلحة الألماني أو ليث اللاذقية (قُتل
في 23/11/2013). كما أن الجماعات السلفية في الأردن باتت أكثر جرأة في الإعلان عن
نفسها ورغبتها في تجنيد المقاتلين لقتال "الصفويين" والمقاتلين
العراقيين واللبنانيين الشيعة الذين يقاتلون ضد النظام لا سيما على الحدود
الأردنية. (بيان أبو سياف نقلاً عن عصام البرقاوي بتاريخ 26/11).
نصيب "حزب الله"- لبنان، في هذه المقتلة التي
شهدتها سوريا في الأيام والساعات الماضية كان كبيراً، وهو لا يقل عن عشرات القتلى
والجرحى بأدنى تقدير. ومن بين قتلاه الكثر، قائد جبهة الغوطة في الحزب علي
إسكندر. بعض تعيسي الحظ الآخرين قُتلوا بطريقة بشعة (بقطع الرؤوس)، أما الأتعس
حظاً فهو الذي تأكد موته، ولم يُعثر على جثته، أو أنها بقيت على أرض المعركة، ما
اضطر اهله لإقامة مأتم رمزي للوفاة (دون ذكرٍ للأسماء، احتراماً لحرمة الموت
ولمشاعر أسرهم).
أما
الجديد في الأمر فهو تأكد وجود أسرى للحزب وبأعداد كبيرة، وقد جرى تصويرهم؛ ما
يعني أن الحزب الذي خاض حرباً مدمرة في العام 2006 من أجل أسير واحد، لا سبيل أمامه
إلا الهروب للأمام أكثر في حربه فوق الأراضي السورية، أو القبول بالتفاوض مع "التكفيريين"،
لاستعادة الجثث والأحياء، وكلا الخيارين مر، لأن خسائر الحزب في حال تصعيد المواجهة
لم تعد بسيطة، وكلفتها في الداخل شارفت الهاوية، فيما التفاوض بحد ذاته إقرار
بالواقع الصعب والعجز عن فعل الكثير تجاهه. (نعى الحزب منذ سقوط القصير وحتى اليوم
نحو 80 قتيلاً، فيما الأعداد الحقيقية أكبر من ذلك، فضلاً عن عشرات سقطوا في
الغوطة والقلمون في الساعات الماضية، وأضعاف هذا العدد من الجرحى).
وإذ
لم يصدر أي بيان رسمي عن الحزب لغاية الآن حول موضوع الأسرى وحجم القتلى، فإن
الساعات القادمة، سيما بعد عرض المزيد من الصور سوف يضطر الحزب لإيجاد سبيل
للتعامل مع هذا الواقع الذي لم يتوقعه. صحيح أن "حزب الله" يتمتع بجمهور
متفاعل مع قيادته على نحو عجيب، إلا أن الصحيح أيضاً أن كثرة الجراح باتت تحرك
نقاشاً مختلفاً، والأصح أكثر أن بقية اللبنانيين بدأوا يفكرون في كيفية لجم هذا
الحزب لئلا يأخذهم معه إلى الهاوية.
--------
لائحة بأسماء القتلى الذين اعترف بهم الحزب منذ سقوط القصير في
5/6/2013
علي
أحمد حمزة ( يحمر الشقيف- 5/6)- مهدي
محمد فقيه (مجدلزون- 7/6)- محمد حسن أيوب الملقب ربيع (7/6)- القيادي نمر محمد
إسماعيل ( ميفدون-8/6)- حسن خليل محيي الدين ملك (بيت ليف- 8/6)- حسان الجمل
(الهرمل- 8/6)- أحمد عباس الديراني (قصرنبا- 10/6)- ﻣﺤمد جهاد يوسف الملقب ﺳﺮﺍﺝ
(طير حرفا- في 8/6 استعاد الحزب جثته من أيدي ثوار القصير)- القيادي ﺣﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﻧﺎﺻﺮ
الدين (اﻟﺸﻬﺎﺑية- 10/6)- عباس علي حمود الملقب أبو صالح (شيع في الضاحية في 11/6)-
حسين علي نعمة (حومين الفوقا- 10/6)- القيادي حسن نور الدين (عربصاليم- 11/6)- حسن إسماعيل زلغوط (بيت ليف-14/6)- قاسم البزال (هو قاصر- البزالية-15/6)-
عفيف مرتضى (كفرمان- 3/7 ينتمي أساساً إلى حزب البعث، لكنه قاتل ضمن رعاية الحزب،
وسبق للبعث أن شيّع قبل شهرين عدنان الراعي من بلدة يحمر) -حسام الدين دعموش
الملقب أبو صالح (انصارية-3/7)- حسام الزركلي (بعلبك-10/7)- القيادي إبراهيم
مسلماني (دفن في روضة الشهيدين-10/7)- عبّاس منير مرعي (مشغرة- 11/7)- رضا علي
قانصوه الملقب جواد (الهرمل 12/7)- القيادي خليل حميّد (بنت جبيل-13/7) – حسن
دعبول (سلعا- 20/7)- علي محمد وهبي (ميس الجبل- 21/07) علي صبحي خلف (شقرا- 21/7)
- أيمن طحيني (عيتيت- 21/7)- القيادي أحمد سلوم (النبطية- 25/7)- عباس حسين سليمان
(باتولية الجنوبية- 28/7)- محمد حسين الحاج حسن (بيروت 28/7)- محمد سليمان الكوني
(مواليد دولة ساحل العاج 28/7)- شهاب الرشعيني (الهرمل- 1/8)- مهدي محمد موسى ياغي
(بعلبك 1/8)- ذو الفقار مرتضى (الهرمل 1/08)- القيادي رفعت جعفر(سهلات الماء-
19/8)- القيادي حسام النسر (كفرصير- 19/8)- محمد حمادي (ديركيفا 23/8)- حسام عبد
النبي (يحمر- 25/8)- حسام عبد النبي
(يحمر- 25/8)- جهاد وهبي (بريتال- 30/8)- علي حسين خليل "أبو حسين"
(المنصوري- 14/9)- حسن صالح مصطفى (بيت ليف قضاء بنت جبيل- 17/9)- زهير شوقي سلامة
(بليدا قضاء مرجعيون17/9)- ﻳﻮﺳﻒ حلمي حلاﻭﻱ (قعقعية الجسر قضاء النبطية 17/9)-
حسين غالب مطر (عين قانا- 17/9)- وعلي نايف طليس (بريتال- 17/9)- أسعد أحمد البزال
(البزالية- 17/9)- حسين عصام شبلي (نجل رئيس بلدية كونين الجنوبية 23/9)-علي مصطفى
عبادي (كفرا 24/9)- القيادي عماد غزالة (عدلون –
29/9)-(رجا
قاسم زهوي- مجدل سلم 21/10)- حسين الموسوي
(النبي شيت- 21/10)- أمين فوزي مطر (أنصار- 23/10)- علي حسين ناصر )الخرايب-2/11)
- محمد مهدي حسين قانصو الملقب "أبو زهراء"( كفرمان- 4/11) - محمد أحمد
سيف الدين (تحويطة الغدير- 5/11)- جعفر حسين هاشم(عين التينة- 5/11) - كمال علي
حدرج(صديقين-6/11) - حسين علوش(دير الزهراني-9/11) - موسى أحمد صقر(الهرمل-
10/11)- حسن خضر مصطفى(مجدلون- 12/11) - الياس أحمد حيدر(مجدلون- 12/11) - علي رضا
حجازي (بلدة حبوش- 12/11) - حسن بلاغي(معركة- 14/11) - علي شبيب محمود الملقب أبو
تراب الرويس (لبايا-15/11) - حسن محمد مرعي الملقب أبو ربيع (جبشيت-16/11) - علي
شبيب ( بلدة لبايا-16/11) - حسن نعمة الملقب باقر ( محرونة -17/11)- محمد علي جمال
خراساني الملقب باسل (18/11)- حسن يحيى مشهدية الملقب كرار (18/11) - حسن محمد
مرعي(جبشيت- 18/11)-أكرم صادق حوراني(عين بعال- 18/11)- حسين محمد الحاج علي (صور-20/11)-
محمد نصر الدين(22/11) - حيدر
علي كالوت (النبطية- 24/11)- محمد علي الحاج علي (النبطية-24/11)- ذو الفقار عز
الين (صور- 25/11)- علي اسكندر (مواليد
الهرمل وسكان صور – 25/11)- أكرم صادق حوراني الملقب صادق (عين بعال شرقي مدينة صور- 17/11)- بلال حسن حاطوم
(25/11)- يوسف ناجي (النبطية – 25/11)- صلاح الدين علي يوسف(الشهابية – 25/11) – علي عز الدين
هزيم (حارة صيدا – 25/11).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق