المستقبل - الخميس 7 تشرين الثاني 2013 - العدد 4856 - صفحة 2
http://www.almustaqbal.com/storiesv4.aspx?storyid=593933
عندما
تتورم الذات الإنسانية؛ تستخف بيع الأتباع انتصارات؛ يمكن أن تكون هزائم، وتوصيفات
يمكن أن تكون معكوسة، وبطولات يمكن أن تكون جرائم!. حالنا مع بعض قومنا هو هذا.
يسمون هزائمهم انتصارات، ويلقون فساد واقعهم على خصومهم، ويعتبرون قتلاهم المجرمين
شهداء. لم يفضح هؤلاء أكثر من الثورة السورية. معها تعروا كما لم يراهم الناس من
قبل!
في
التاسع من أيار الماضي، وبعد موعظة طويلة في الصدق، اعتبر السيد حسن نصر الله أن
الغارة الإسرائيلية على دمشق هدفها "إخراج سوريا من معادلة الصراع مع العدو
الإسرائيلي"، وبما أن الهدف إستراتيجي، فإن الرد وفق نصر الله- سيكون
استراتيجياً أيضاً، لا مجرد رمي بضعة صواريخ سورية على فلسطين المحتلة رداً على
الغارة الأخيرة. ولهذا الرد، وفق نصر الله، ثلاثة عناوين:
1 - "النظام السوري سيعطي حزب الله
سلاحاً نوعياً لم يحصل عليه من قبل".
2 - "إعلان فتح الباب للمقاومة الشعبية
في جبهة الجولان".
3 - جيش النظام "جهّز منصات صواريخ
ووجهها باتجاه أهداف في فلسطين".
بعد
ساعات من هذا الخطاب تحركت الجوقة الإعلامية "المقاوِمة"؛ روت للبنانيين
كيف بدأت جحافل المقاتلين من "حزب الله" تتمركز في الجولان، وكيف أعطى
بشار الأسد أوامر لقصف فلسطين المحتلة فوراً، ودون الرجوع للقيادة في حال تكرار
أية غارة إسرائيلية، وكيف ارتبك العدو الإسرائيلي جراء هذه التهديدات.
الأربعاء
الماضي (30/10) نفذ العدو الإسرائيلي غارة جديدة على موقع سوري فيه صواريخ مضادة
للطيران كان ينوي النظام نقلها إلى "حزب الله"، أو أنها كانت في طريقها
إليه. تكتمت "إسرائيل" هذه المرة عن الغارة (الخامسة من نوعها هذا
العام)، إلى أن تسرب الخبر من خلال الولايات المتحدة (CNN).
صحيفة "يديعوت أحرونوت" أقرت بالغارة، ونقلت عن القيادة الإسرائيلية أن
تسريب الخبر لم يكن مفيداً.
يوم
الأحد (3/11) نقلت صحيفة الرأي الكويتية نقلاً عن قياديين في "حزب الله"
أنه "في المنطق العسكري هناك عشرات الجبهات الداخلية المشتعلة، والأولوية
لمقاتلة القوى التي أدخلت الوضع في دائرة الخطر... وإن خط الممانعة يحتفظ بتوقيته
هو في الرد وليس بالتوقيت الإسرائيلي، ما دامت الضربة الإسرائيلية لم تستهدف رأس
النظام وعقله وأدواته"!
ثمة
ما كان يجب أن يخجل منه محور الممانعة هذا أكثر من بيعه انتصارات وردوداً وعوداً
لم يحققها؛ يجب أن يخجل من حجم الاختراق الاستخباري. إنها المرة الخامسة على التوالي
التي تضرب فيها "إسرائيل" ما يجب أن يكون خافياً، لجهة امتلاكه وأماكن
تخزينه، ولجهة إمكانية نقله إلى "حزب الله".
ليس
في الأمر ما يدعو لأي سعادة؛ أن يخترق العدو الإسرائيلي سيادة أي دولة عربية، لكن
ما يدعو للتعاسة أن المواطن العربي بات عالقاً بين تجبر عدو لا يرحم، وبين طغيان
أنظمة تبيعه بطولات مدعاة، فيما هي تظلمه أكثر من العدو نفسه!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق