الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-11-06

المعارض السوري مؤمن كويفاتية في حوار خاص مع «المجتمع»: السوريون يأكلون القطط والكلاب والضمير الإنساني فى إجازة!! - أجري الحوار: محمود القاعود

هو من أوائل الذين شاركوا في ثورة الثمانينيات من القرن الماضي، وحُكم عليه بالإعدام، وتعرضت فيما بعد أسرته وأطفاله للاعتقال عام 1994م أثناء حرب اليمن، إذ قرر حينها إنزالهم إلى سوريا، لوقوع صاروخ «سكود» إلى جوار بيته في صنعاء، ولكن نظام الأسد الأب أبى إلا عقابهم به. وفي 2007م ترشح للرئاسة السورية أمام بشار، من باب ثقافة الحقوق والتحدّي، في الوقت الذي لم يجرؤ فيه الكثيرون على مجرد الانتقاد، مما أدى إلى مطاردته في كل مكان، مما ألجأه الذهاب تهريباً إلى بلغاريا في سبتمبر 2010م واستمر يقارع النظام، وظهر قبل الثورة على العديد من المحطات الفضائية، ومنها القناة البلغارية الإخبارية، وأدى ذلك إلى التضييق عليه هناك. 


كما تتبعت المخابرات كل خطواته، وحاولت تسليمه للسلطات السورية، لولا تدخل منظمات حقوق الإنسان الدولية التي كانت مجتمعة في تركيا، ثم ذهب إلى مصر بعد تخليه عن طلب اللجوء السياسي في تركيا، وأسس مع أصدقائه هناك أكثر من منظمة، ومنها «تنسيقية الثورة السورية» في مصر، والتي كان فيها نائباً لرئيس الهيئة الاستشارية. كما أسس «تجمع قوى الربيع العربي»، و«أبناء الجالية السورية»، و«الأمانة العامّة لهيئة الدفاع عن الثورة السورية»، والتقى خلالها معظم القيادات السياسية والدينية، وبعد الانقلاب العسكري في مصر، صار مطلوباًً للسلطات هناك لانتقاده الانقلاب.. إنه المؤرخ السوري والمناضل الشهير مؤمن كويفاتية.. الذي التقته «المجتمع»، وأدارت معه هذا الحوار حول أهم المستجدات على الساحة السورية:
< كانت لك زيارات فى الداخل وأنت مطارد، منذ ثمانينيات القرن العشرين، فكيف رأيت سورية بعد كل هذه السنوات من المنفي الإجباري؟
- بعد ثلاث وثلاثين سنة من الاضطهاد والمنافي لي ولمئات الآلاف من السوريين، رفض فيها نظام الإجرام أي تسوية أو حوار ليس لهؤلاء فحسب بل لأبنائنا وأحفادنا، ما زلت أذكر عندما ذهبت للسفارة لتجديد جواز السفر للأولاد وامتناعهم لمدة سنة، تكلمت مع مسئولين كانوا حاضرين، إذا كان عندكم مشكلة معنا فما ذنب أولادنا، فقال بالحرف وهو ينصحني، هذه سورية الأسد، ولا يحلم أن يطأ أرضها، أو يعيش فوقها أي معارض أو أبنائه أو ذراريهم، اذهبوا وابحثوا عن دولة تعطيكم وثائق، ولتنسوا جميعاً شيء اسمه سورية. وحتى ابنتي كان عمرها ست سنوات، عندما نزلت لسورية عام 1998م، كانت مطلوبة للتحقيق، وصار أبي يأخذها من المخابرات الجوية إلى العسكرية إلى فروع الأمن، ولم تستطع الخروج إلا بعد معاملات شاقة استمرّت أشهر، وإذن من كل الجهات الأمنية، والوثيقة موجودة لدي، ولكننا عدنا جميعاً رغم أنف بشار وآل الأسد ونظامهم الاجرامي وصاروا هم المُلاحقين، وتنقلنا في معظم الأراضي المحررة 70% وعلى الجبهات، وما فعلته يد الإجرام من التدمير والخراب. ولا يكاد بيت يخلو من شهيد، عدا ما نُكبت به العوائل من التدمير والتشريد وحرق الممتلكات، ورأينا الثوار في أعلى همّة وجوهزية لتحرير الأرض من دنس هؤلاء الذين صاروا مطاردين، ورأينا جميعاً كيف قُتل أكابر مجرميها، وقريباً إن شاء الله ستسمعون مقتل الطاغية وجميع زبانيته، ورأينا مافعله المجرم بشار وشبيحته والعصابات الطائفية من الدمار، بنايات بأكملها سويّت بالأرض، شوارع حوّلت الى ركام، وخاصة مدينتي حلب حولها المجرمون إلى مدينة أشباح، ومع ذلك فهي أجمل بكثير مما كانت عليه أيام قهر شعبها، وتحويلهم إلى عبيد في مزرعته، هم اليوم أحرار، هم اليوم صانعو القرار، هم اليوم بناة المستقبل، وهم اليوم الأكثر تصميماً على دحر الطغاة.
< وكيف تنظرون إلى فتنة «داعش»، والانقسام الذى أحدثته فى صفوف الثورة السورية؟
- داعش هي اختصار لعبارة «تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية»، وهي مما لاشك فيه لاتعمل لصالح الثورة السورية، ولم نر لها أي نهج سوى أنها تستولي على الأراضي المحررة، ونحن كثوار لانُريد الاصطدام بها أو بغيرها، بل سلاحنا جميعاً من المفروض أن يكون باتجاه العدو الأسدي، والمليشيات الطائفية الإيرانية كحزب الله وكتائب أبو الفضل العباس وغيرهم من هذه القوى اللقيطة الحاقدة. ولأجل ذلك أرى أهمية الدعوة إلى لقاء عام مُشترك، يطرح الأسس في التعامل، ومبادئ يتفق عليها الجميع، وأقول الجميع بما فيهم داعش كأمر واقع، ومن يشذ بعدها عنها يُقاتل، فنحن بحاجة إلى جهة أبوية، أكرر أبوية، تستشعر مسؤوليتها على الجميع، ولا تكون طرفاً، تأخذ على عاتقها اهتمامها بالجميع للتوحد في خدمة الوطن ووجهة السلاح، لأن أي معارك جانبية لن تجر إلا الوبال على ثورتنا، في ظل تخل العالم أجمع عن النصرة والقيام بالواجب. لذلك علينا أن نعتمد على ذاتيتنا بعد الاعتماد على الله سبحانه وتعالى، فثورتنا لم تكن لسحب السلاح النووي الردعي دون مقابل، ولا لكي نقاتل القوى الأخرى على أرضنا، وإنما كانت للخلاص من هذا الطاغوت المجرم النظام الأسدي، للوصول إلى حريتنا وكرامتنا.
< وبماذا تُفسر ما يحصل في معظمية الشام وريف دمشق وحمص، من الحصار والتجويع والقصف والتدمير لمئات الآلاف من المواطنين هناك، وأين الضمير الإنساني العالمي من حصار آلاف البشر ومنع الطعام والدواء والماء عنهم؟
- وهل هناك ضمير إنساني؟!، وهل هناك من بات مخدوعاً بهذه الشعارات الزائفة، أو ما سُمي بمجتمع دولي وإنساني، فبعد قيام نظام الإجرام الأسدي بقتل السوريين بكل أدوات القتل، بدءاً بارتكاب مئات المجازر، وقتل الأهالي ذبحاً بالسكين كالخرفان، واستخدام الرصاص والصواريخ بعيدة المدى كالأسكود، والبراميل والحاويات المتفجرة، وقنابل النابالم والفوسفورية، وراجمات الصواريخ، وبالقصف عبر الطيران الحربي إلى استخدام الكيماوي، مارس سياسة التجويع الجماعي لمناطق كبيرة وواسعة في البلاد، بدءاً بحمص عاصمة الثورة، ومروراً بقراها وحلب والساحل السورية. واليوم في ريف دمشق بأكمله وليس بالمعظمية فحسب، حتى رأينا الى يومنا هذا وفاة 15 طفلاً من الجوع، وإصابة الألاف بنقص التغذية والأمراض المتفشية نتيجة الحصار، عدا عن الفتاوى المؤلمة، والتي تُشكل وصمة عار في جبين الإنسانية، والتي تُبيح أكل القطط والكلاب و(الفطائس)، وحتى لحوم البشر الأموات عند الضرورة للبقاء، وما تعنيه هذه الفتوى لقرابة الربع مليون مواطن محاصرين بإحكام تام! وما تعنيه من موت للضمائر وفقدان الإنسانية في هذا الكون، وما تعنيه من همجية وبربرية هذا المجتمع الدولي، وما تعنيه من تقصير العرب والمسلمين من النصرة والمساندة لأهلهم السوريين، وكل هذا على مسمع ومرأى من العالم أجمع، بل وبتواطؤ المجتمع الدولي، بعدما أعطى المبعوث الدولي العرّاب الروسي الأمريكي الأخضر الإبراهيمي الضوء الأخضر للمجرم بشار ليفعل ما يشاء بشعبنا. كما رأينا مؤخراً أثناء خروج 3000 امرأة وطفل من المعظمية برعاية الصليب الأحمر والأم فاديا اللحام، وكيف تركوا هؤلاء للحاجز الذي اصطنع إطلاق النار وهربوا، ليتركوا هؤلاء كدروع بشرية للتقدم نحو المعظمية، ولكن بعملية نوعية للجيش الحر استطاع ثوارنا إعادة معظم هؤلاء من حيث خرجوا، بعد إصابة ومقتل العديد منهم، وما أصابهم من الهلع والخوف لهؤلاء الأهالي، بينما اتهم النظام كعادته الجيش الحر بإطلاق النار على أهاليهم، وهم يستخفون بالعقول، ولايقوم المجتمع الدولي بواجبه، لأنه جزء من المؤامرة.
< على الصعيد السياسي يدور الجدل الآن حول دور الائتلاف الوطني، بماذا تفسر إعراض كثير من الثوار عنه؟، ولماذا أنت لست فيه؟
- الائتلاف الوطني نحن من دعمنا وجوده، ودعمنا قبله المجلس الوطني ليكون للثورة الأطار السياسي، ولكن ليس معنى ذلك الارتماء في أحضان الدول وبيع القضية، وعلى الائتلاف أن يعود بكل قراراته ولاسيما المصيرية إلى القوى الثورية والإجماع، ولا يحق لرئيسه أن يقول سأرسل مندوبين لجنيف 2، دون أن تتحدد الأطر والأهداف والمحددات الزمنية والشرط الأساسي تشكيل حكومة انتقالية بكامل الصلاحيات، لا يكون فيها السفاح بشار الأسد ولا نظامه البتّة في أي تسوية سياسية، وهذا أقل السقوف التي يستطيع الائتلاف الذهاب إليها، وإلا فلن يُكتب له البقاء. ولدينا الخيارات الجاهزة هذه المرّة لن نقبل بأي تمثيل مالم يكن من الداخل وبالذات من القوى الثورية، والذهاب إلى جنيف 2، دون هذه المحددات هو بمثابة الخيانة، وبيع قضية الشعب السوري ودمائه وأعراضه في سوق النخاسة، ولمجرد الإعلان عن نيّة الذهاب دون ما ذكرنا فإن الائتلاف على الفور سيكون فاقد للشرعية، بل سأراهن على فرطه بالحال. وأما عن كوني لست عضواً بالائتلاف أو المجلس الوطني، فالكل يعلم منذ مقتل الحريري ارتفعت نبرتي، وصرت من حينها أكتب باسمي على العلن، وأظهر كمتحدث باسم الشعب السوري المقموع ومطالبه، وواجهت الكثير من المشاكل والمحن، حتى أنه لم تعد أرض تقلني ولاسماء تظلني، حتى وصلت لبلغاريا عبر رحلة شاقة وطويلة، ومن هناك لم تهدأ ثورتي، وكنت من أكثر المحرضين على الثورة، وظهرت على عدة محطات أُبشر بها، بل كنت والعديد ممن نعمل عليها، حتى اعتقلت فيها، وكنت سأسلم للنظام لولا تدخل منظمات حقوق الانسان الدولية. وهؤلاء المخلصون الثوريون معظمهم اُستبعدوا لأن تكتلات أُنشئت بكل أسف على أسس ليست ثورية، بل مناطقية وشللية وإيدلوجية فاستُبعد الكثير ممن ضحوا، وممن يُعتبروا أم الصبي، ولذلك نجد الشلل في كل ما اُنتج، وربما الكثير منهم لايهمه أكثر من التنقل بين البلدان والنزول في الفنادق وليس الخنادق، ونرى البعض من هؤلاء كيف يهرول للذهاب لجنيف 2 دون أي اعتبارات أخلاقية، أو محددات ومتطلبات الشعب السوري. ونحن لايهمنا منصب أو جاه، بل مايهمنا بذل الجهد والعطاء والعمل والدفع إلى الأمام ومساندة شعبنا وأهلنا حتى النصر القريب بإذن الله، وان نكون خدّام لشعبنا السوري العظيم، ووطننا الحبيب فهذا من أكبر أمانينا، ويهمنا على من يتولى المسؤولية أن يستشعر هموم الناس، ولا يألو جهداً ولو للحظة في بذله لخدمة ثورتنا، ويتحمل عبئ المسؤولية، ولذلك نحن نراقب ونتابع وننتقد ونرفع الصوت، وقد نضطر الى سحب البساط بكل من يُفرط بقضية شعبنا.
< روسيا تقوم بدور العرّاب الذى يدعم نظام الأسد، برأيك ما هى فائدة ذلك على الرغم من استعداء السنة فى العالم الإسلامي؟
- روسيا ليست عرّاباً لنظام الإجرام، بل هي شريكة في الاحتلال الإيراني وسفك دم الشعب السوري، ونظام الإجرام في سورية شبيه بنظام المافيات في روسيا، وهذه الأنظمة تضمحل، ومن الضروري أن يدافعوا عن بعضهم، فروسيا بسياساتها الغبية فقدت الكثير من المواقع والوجود، وهي اليوم ستفقد آخر موطئ قدم في الشرق الأوسط إن استمرّت على عدوانيتها. وروسيا تتعاون مع الشيطان في استهداف الإسلام والمسلمين، فتاريخها أسود، وهي من شاركت في تقسيم وتجزيء العالم العربي والإسلامي، وعلى يدها قتل الملايين من المسلمين أيام ما كانت قيصرية، وأثناء الثورة البلشفية، وإلى يومنا هذا هي مستمرة في استهداف الإسلام والمسلمين، فهي العدو المباشر، وما يجب أن نحذره ونحاصره وأن نعرف عدونا جيداً، وهي تدير الملف السوري بتنسيق مع الأمريكي ولعبة تبادل الأدوار.>
< وما تقييمك للتقارب الإيراني الأمريكي، وما أثره على الثورة السورية؟

- التقارب الإيراني الأمريكي خطير ليس على الثورة السورية فحسب، وإنما على المنطقة بأكملها، لأنه يأتي ضمن سياسة اقتسام الكعكة في المنطقة، التي جيئ بحينها بالخميني، للقيام بهذا الدور وإضعاف العرب، وكله يصب في الصالح الإسرائيلي، ورأينا الحرب الإيرانية العراقية وكيف استنفذت مقدرات الأمّة، لتأتي بعدها مرحلة التعاون الأمريكي الإيراني على ضرب أفغانستان وبعدها العراق، وتمكين الإيرانيين منه، وتمكينهم من لبنان. حتى صار الحديث عن الولايات الإيرانية الـ35، بعدما سُمّيت العراق الولاية رقم 33، ولبنان 34، وسورية 35، وصار الدفاع عن نظامها المُتحكم فيه الإيراني المحتل أهم من الأهواز العربية، والتي يبلغ 90% من الثروات الإيرانية منها، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على نوايا إيران التوسع في المنطقة، بعدما أوجدت لها موضع قدم، ولاتريد التخلّي عنه، ومما لاشك فيه فإن الثورة السورية صارت العقبة أمام طموحات إيران الفارسية ومشروعهم خلافة ولاية الفقيه. ولا يزال الثوار السوريين يدفعون الأثمان باهظة للدفاع عن حياض الأمّة، هذه الأمّة المتفاعسة عن نصرتهم، لكنهم في نفس الوقت هم يدافعون للوصول إلى حرية سورية وسعادة أهلها، واستعادة الكرامة المسلوبة من قبل عصابات آل الأسد، وجميعنا يعلم ما فعلته إيران في سورية من التبشير، وإقامة الحسينيات والمزارات والجمعيات المرتبطة بها، وما فعلته في البحرين من تجنيد العصابات، وما امتدت أياديها الآسنة إلى معظم الخليج العربي وما وراءه، حتى وصلوا إلى أقصى الغرب إلى موريتانيا. ولذلك نعوّل على أشقائنا لاسيما في السعودية وقطر والكويت للمزيد من الدعم، لنكون جميعاً صفاً واحداً، وبمشروع واحد، مبتدئه من هنا لمواجهة المشروع الفارسي اللعين، بعدما كُشف التوافق السرّي ليظهر على العلن بأقبح صورة، لنجد هذه الإيران المدعية للمقاومة وتحرير فلسطين، وهذا الخرط ماهو إلا ضحك على الذقون، من تصريحات كبار ساستهم بأنهم أصدقاء للكيان الصهيوني، وحريصون على الحفاظ على أمنه وسلامه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق