لو استعرضنا تطور الثورة السورية منذ بدايتها وحتى الآن نجدها قد مرت بمراحل ميدانية متعددة، هذه المراحل عندما نقف على كل جانب منها، فليس سبب الوقوف هنا قراءة تاريخية أو درس تعليمي، وإنما علينا أن نستخلص الايجابيات منها والسلبيات التي فيها لنعزز من الايجابيات على حساب السلبيات .
كما يعلم الجميع أنها كانت مظاهرات
سلمية بحتة، ويوما بعد يوم كرد فعل على استخدام الطرف الآخر للقوة المفرطة بدأت
بعض الأفراد تميل لحمل السلاح للدفاع عن المظاهرات، وتلاها انشقاقات متعددة من قبل
الجيش والأمن، ونشطت المعارضة السياسية في الداخل والخارج، وتكونت أحزاب وهيئات
ومؤتمرات وتمخض عن ذلك مجلس وطني اعترف فيه الشعب السوري الثائر، وأن هذا المجلس
يمثل الثورة والمرحلة القادمة .
الجيش الحر والكتائب التي حملت
السلاح اتبعت منهجية دفاعية بحتة، واستقرت أمورها على تحرير بعض المدن وكانت أول
مدينة تحررت هي الرستن .
تبين بعد فترة أن اتباع تحرير
المدن أدى لنتائج كارثية كبيرة في تلك المدن وآخرها ماحصل في بابا عمرو، ولم يستفد
الجيش الحر من مأساة الرستن الأولى، ولا من تحرير الزبداني ومضايا وغيرها ومأساة
الخروج منهما .
الأخوة الثوار أملوا من المجتمع الدولي والعربي
والاسلامي ضميراً حياً يستنهضهم، بينما اعتمد النظام على الدعم الروسي والصيني
والشيعي والاسرائيلي . فلو انطلقنا من وسائل الدعم تلك وارتكزنا على هذه القاعدة
لوجدنا أن النظام أصبح أسير قوى داعميه، وأصبحت الحالة السورية كحالة احتلال يشابه
احتلال العراق 2003 وما بعدها .
انتهجت المقاومة العراقية في
البداية اسلوب المقاومة الشعبية ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف، وكانت
المقاومة مشتركة بين السنة والشيعة، ولم تتخذ بعداً طائفياً بحتاً إلا بعد أن
استلم حزب الدعوة بقيادة الجعفري الحكم وسيطرة فيلق بدر، وفي المقابل سيطرت
القاعدة على المستوى الاعلامي والعملي، واتجهت في خطابها المعروف في رسالة
الزرقاوي الشهيرة، والذي كفر كل الاطراف، السنة المرتدين، والشيعة الروافض
والأكراد المتصهينين، وسيطرت القاعدة على مناطق ومحافظات، وجعلت الناس تحت امرتها
بين جحيمين : جحيم الاحتلال وجحيمها هي، حتى أحرقت الأرض التي تدوس عليها مما جعل ممن
آواها ونصرها أن يقاتلها ويطردها
إن العمليات الاولى التي انتهجتها
المقاومة العراقية كانت تعتمد على التفجيرات والعبوات الناسفة وعلى الحواجز وقصف
المراكز الأمريكية بالصواريخ والهاون والانسحاب مباشرة، ومعها قوات العالم أجمع
عجزت عن السيطرة اوصلتها لحالة اليأس المطلق .
إن كتائب الجيش الحر في سورية
والكتائب المسلحة هي أقوى بكثير من المقاومة العراقية وأكثر عدداً وأكثر انتشاراً،
ومنتشرة تقريباً على كامل المحافظات السورية، ويعادي هذه المقاومة من كل القوميات
والاثنيات والطوائف، ومن الدول المؤيدة لعصابات الحكم، وهنا لايمكن انهاء هذا الاحتلال إلا بمهاجمة الأماكن المهمة
وغير المهمة، وعلى الطرقات ومخازن الأسلحة وقطع طرق الامداد والعمليات النوعية،
فإن كانت أمريكا ومعها الدول الغربية قد خرجت مفلسة من العراق، فهل ستستطيع
الحكومة العميلة ومن والاها وهي لاتملك عشر معشار القوة الغازية للعراق من الصمود
لفترة طويلة لو اتبع اسلوب المقاومة تلك ؟
د.عبدالغني حمدو
المقال فيه الكثير من التجني على المقاومة العراقية و جهل بأحداث العراق من قبل الكاتب
ردحذف