الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-03-05

عشْــقتُكِ....يا... شَّــامِ – د. محمد عناد سليمان



إنِّي لمدحِ الشَّام أُهدي لسانِي

أُبديه في السّرِّ وفي الإعلانِ
ما قلتُ زورًا حينَ قُلتُ أحبُّكِ

ما الحبُّ إلا الحبُّ في الرَّحمنِ 
أشدو بهيبتكِ التي منها انتشتْ

زهرُ الفَلا وشَقائقُ النّعمَانِ 
يَا شامُ أنتِ البدْرُ في ظُلم الدُّجى



يَا شامُ أنتِ النُّور للأكوانِ 
يَا شامُ أنتِ البرُّ من أهل التُّقى  

غُذِّيتِ بالأخلاقِ والإيمانِ
يَا شامُ أنتِ العِزُّ في درْبِ العُلا  

أخمدتِ شرَّ الظُّلمِ والعُدوانِ
يا شامُ أنتِ البحرُ في زمن الغِنَى 

جاوزتِ أهلَ الجودِ والإحسانِ
وفَّيْتِ بالعهدِ الذي قُمتِ له  

بالعزْمِ والإصرارِ والإتقانِ
إنِّي لأذكركِ إذا الليل دلج  

وإذا انضوى الحلقومُ للكتمانِ
إنِّي لأذكركِ إذا الصّبح انبلج  

وإذا تراءى النُّور للأجفان
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا الحَادِي سَعَى 

مِنْ نَوْمِهِ للنَّيْلِ بِالأثْمَانِ 
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا طِلْوٌ رَعَى  

مِنْ فَجْرِهِ للفَوْزِ بِالعِيدَانِ
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا دَاعٍ دَعَا 

بِصَلاتِهِ للوِلْدِ وَالشِّيبَانِ
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا حَبْرٌ وَعَى  

كُتَّابَهُ بِالنُّصْحِ وَالتِّبْيَانِ
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا زَرْعٌ نَمَا  

بِالأرْضِ بَعْدَ القَحْطِ وَالحِرْمَانِ
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا غَيْثٌ هَمَى  

بِالجَدْبِ بَعْدَ الهَجْرِ وَالنِّسْيَانِ
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا صَبٌّ وَمَى  

لحبِيبِهِ بِالعِشْقِ وَالأشْجَانِ
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا المَاءُ انْبَجَسْ  

مِنْ عَيْنِهِ وَانْهَلَّ للظَّمْآنِ
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا طَلَلٌ دَرَسْ  

وعَفَا عَلَيهِ الكُلُّ فِي الأزْمَانِ
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا وِلْفٌ جَلَسْ  

بِالعِزِّ بَيْنَ الصَّحْبِ وَالخِلاَّنِ
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا نَحْلٌ عَبَقْ  

مِنْ زَهْرِهِ بِالمَنِّ والسُّلْوَانِ
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا انْسَدَلَ الغَسَقْ  

مِنْ شَرْقِهِ أَوْ غَرْبِهِ بِتَفَانِ
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا انْهَمَرَ الوَدَقْ  

مِنْ مُزْنِهِ بِرِعَايَةِ المَنَّانِ
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا الإنْسُ سَرَقْ

مِنْ لَيْلِهِ الأوْقاَتَ لِلرَّحْمَنِ
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا الجِنُّ نَطَقْ

فَانْسَلَّتِ الأَلْفَاظُ لِلإنْسَانِ
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا دَلْوٌ وَرَدْ  

فِي البِئْرِ يَجْنِي المَاءَ للعَطْشَانِ
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا الفرْدُ الصَّمَدْ  

مُدَّتْ إِلَيْهِ الأيدِي بِالغُفْرَانِ
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا عَبْدٌ سَجَدْ  

وَإِذَا تَعَالَى الصَّوْتُ بِالقُرْآَنِ
إِنِّي لأذْكُرُكِ إِذَا شِعْرٌ قُصِدْ  

وَإِذَا تَنَاغَمَ صَوْتُهُ بِبَيَانِ
إِنِّي لأرْجُو اللهَ فِي حُبِّي الجَلَدْ  

للبِنْتِ أَوْ للابْنِ أَوْ سِيَّانِ
إِنِّي لأَدْعُو اللهَ فِي عُمْرِي المَدَدْ

عَلِّي أضُمُّ الكبْدَ بِالأحْضَانِ
أمَّا إِذَا كَانَ المَنيَّةُ فِي غَدِ  

فَالعِلْمُ عِنْدَ اللهِ ذِي الأكْوَانِ
أَنِّي رَضِيعٌ قَدْ أَضَلَّ نِهَادَهُ  

أَبْكَاهُ أَخْذُ العُودِ وَالأوْثَانِ
قد كنتُ أقنع باللقاءِ الدَّائمِ
 

واليوم أقنعُ باللقاءِ ثوانِي

د. محمد عناد سليمان2/3/2012م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق