الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-03-05

رسالة حنين إلى الشام - د.أحمد محمد كنعان


           
          آتٍ إليكِ .. شآم .. فاتْرُكي العَتَبا *** ولا تلومي .. فهذا دمعيَ انسَكبا
شآمُ .. حبُّكِ فوقَ الظَّنِّ .. فاتَّئدي *** مهما العَذولُ علينا نَمَّ أو كَذَبا
فما تركتُكِ عن سلوى ولا مللٍ *** ولا رحلتُ أريدُ الماسَ والذَّهبا
لكنْ .. رحلتُ لغاياتٍ أريدُ  بها *** هامَ النجومِ وتاجَ الشمسِ والشُّهُبا
وكنتِ في الحِلِّ والترحالِ .. سيدتي *** نجمَ الطريقِ .. إذا نجمُ الطريقِ خبا
وكنتِ .. سيدتي .. أُمي .. وكنتِ أبي *** على ذراعكِ أنسى الهَمَّ  والتعبا
وكان حبُّكِ .. حينَ البعدُ جرَّحَني *** نبضاً لقلبي .. وكان الدَّمَّ والعصبا
وكان حبُّكِ يذروني ويزرعني *** فُلاً إذا شاءَ أو نِسْرينَ إنْ رَغِبا


@

شآمُ .. أنتِ هوى روحي وملهمتي *** لا تحفلي بعذولٍ جاءَ أو ذهبَا
إذا الوشاةُ بذِكْرِ الشامِ قد هَمَسوا *** جُنَّ الحنينُ وهَبَّ القلبُ واضطربا
وكَمْ سَلَتْني بُدورٌ  كنتُ أعشقُها *** وَظَلَّ بَدْرُكِ .. يا أمَّاهُ .. ما غَرَبا
قلبي على حُرَقِ الأشواق ملتهبٌ *** مُدِّي يديكِ ولا تبقيهِ ملتهبا !
أخَادِعُ النومَ علِّي أن أراكِ إذا *** نامَ الخَلِيُّ وفاضَ الجفنُ وانتحَبا
وألمحُ الشَّوقَ في عينيكِ يهمسُ لي *** فَدَيْتُ همسَكِ .. صدقاً كان أمْ كَذِبا
لا .. ليس تكذبُ عيناكِ التي سَلبَتْ *** منِّي الفؤادَ .. وما أحلاهُ مُستَلَبا !
شآمُ .. ما عادَ لي بالأهلِ من سببٍ *** جُودي عليَّ وكوني ذلك السََّببا
وواعديني على الأنسامِ من بَرَدى *** أن لا تروحَ مواعيدُ الهَوى سَرَبا
واْستعجلي الدَّهْرَ يلقانا على فَنَنٍ *** في الغوطتينِ نُناجي التِّينَ والعنبا
ونشربُ الماءَ شهداً من صَبا بَرَدَى *** يا طِيبَهُ بَرَدَى شهداً إذا شُرِبا

@

باللهِ يا بَرَدى .. باللهِ تُرْجِعُهُ *** عهدَ الشَّآمِ فإنَّ القلبَ قد تَعِبا
عشرونَ مَرَّتْ وأزهار المنى ذَبُلَتْ *** في مقلتيَّ وزيتُ العمرِ قد نَضَبا
دعني أبوحُ بما ألقاهُ من شَجَنٍ *** دعني أرددُ موَّالي الذي  اغتربا
غَنَّيتُها العمرَ مُوالاً يطيبُ إذا *** من رمشها هَلَّ أو في ثغرِها طَرِبا
خذني إليها فإن السُّهْدَ  أرَّقني *** في البعدِ عنها أناجي البدرَ مُرْتَقِبا
أَنْ يُسعِفَ اللهُ باللُّقيا إذا انصرمَتْ *** سودُ الليالي وجاءَ الفجرُ مُنسَكِبا
لي في رُباها طُيوفٌ كَمْ أحِنُّ لها *** أسْكَنْتُها العينَ والأحداقَ والهُدُبا
بالأمسِ كانت .. وكُنَّا في مرابعِها *** نُرَدِّدُ الشوقَ شَدْواً والهَوى كُتُبا
نستمطرُ الفُلَّ عِطراً في أزقَّتها *** ومنْ مآذنِها نستمطرُ السُّحُبا
واليومَ بنَّا وبانَتْ عن نواظرنا *** وفي الحنايا جدارُ البَيْنِ قد ضُرِبا
وقد حَلَفْتُ لها : لا نفترقْ أبداً *** وما علمْتُ بظَهرِ الغيبِ ما كُتِبا

@

ودَّعتُها بمساءٍ دمعُهُ عَبِقٌ *** فَيا لقلبي وجَفْني كم لها سَكَبا
كأنَّما كانَ لُقيانا صَدى حُلُمٍ *** يا ويحَ نفسيَ كيفَ الحلمُ قد هَرَبا !

@

شآمُ صبراً فإنَّ الصبرَ مُفْتَرَجٌ *** والقلبُ .. عندكِ .. مهما ظَلَّ مغتربا
فأشْرِعي الباب للُّقْيا إذا أذِنَتْ *** كَفُّ القَديرِ وراحَ الحزنُ واحتجبا
وقرِّبيني إلى عينيكِ ألثُمُها *** وانْسي الملامَ بعيداً واتركي العَتَبَا
وإنْ أردتِ فلومي واعتبي *** فأنا مِنْ أجلِ عينِكِ أهوى اللَّومَ والعَتَبَا


هناك 4 تعليقات:

  1. شكرا لكم يا دكتور فقد حلقت بنا في ربوع الحبيبة سورية، وحركت فينا لواعج الحب والحنين لأكناف هذه المحبوبة

    ردحذف
    الردود
    1. والشكر موصول لكم أخي العزيز مصطفى على إتاحة هذا الموقع الذي يخدم ثورة شعبنا السوري البطل بالكلمة الهادفة .. جزاكم الله خيراً ووفقكم لما يحب ويرضى .
      د.كنعان

      حذف
  2. قرأناها وذرفت عيوننا دموعا حارة لكننا لم ننفعل كما سمعناها من فمك ومبسمك وصوتك في ملتقى المنظمات في اسطنبول فطيب الله الأنفاس والأرواح وطهر بلادنا من رجس أولئك الذين طغوا في البلاد فأكثروا فسها الفساد ونسأله في علوه وقهره وجبروته أن يصب عليهم العذاب صبا لأنهم حرمونا الشآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآم

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً اخي الكريم .. ونسأله تعالى أن يجمعنا في ربوع الشام لكي أعيدها على مسامعكم مع نسمات الياسمين الدمشقي ، وتمتمات بردى ، وزقزقات عصافير الغوطة .. إلى اللقاء قريباً هناك في احضان الحبيبة !

      حذف