الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-03-03

الحرب والإعلام – د. عبد الغني حمدو


إن وسائل الاعلام الحديثة ومعرفة استخدامها في الظرف والمكان وتحديد اتجاهه للهدف مباشرة يحسم المعركة قبل حدوثها والمعركة تكون تحصيل حاصل لاغير .


لنقارن مقارنة بسيطة، بين الاعلام الحكومي العربي في الدول الشمولية والتي كانت تسمى الثورية، قبل الربيع العربي وبعد الربيع العربي، في أن إعلامها لم يواكب التطور الاعلامي الحديث، وبقي على نفس النمط منذ أكثر من نصف قرن، وأصبح إعلامهم اسطوانة موسيقية مزعجة على نفس النمط، حتى وصل الأمر لدرجة إن كنت تريد أن تسمع خبراً عن قريتك تبحث عنه في قنوات العالم المختلفة، ومن النادر أن تجده في إعلام القرية .


فلو أخذنا الجانب الاعلامي فقط والخاص بالمجازر التي ارتكبت في بابا عمرو، وكيف استطاع أبطالها الاعلاميون استغلال الظواهر والوقائع التي كانت تجري على الأرض، وتوجيهها للضمير الإنساني، فهي العلامة الفارقة والتي جعلت ادعاءات الاعلام السوري لاترقى لأذني ومسامعي أي عاقل أو مجنون، إن كلام المجوسي الجعفري في الأمم المتحدة اليوم كان مملاً وطويلاً ومثيراً للسخرية والاشمئزاز من قبل الحاضرين والسامعين, بتركيز الكمرة للحظات قليلة على وجوه بعض الحاضرين، فأبطالنا الاعلاميين في حمص أوصلوا الحقائق لعقول الجميع، وجعلوها قناعة تامة عندهم، فأي رأي مضاد بعدها لايمكنه إزاحة تلك الحقيقة .

إن معركة بابا عمرو وصمود أهلها أمام الاجرام المنقطع النظير، ومع النشاط الاعلامي تحت القصف، وإخراج الصحفيين منها لخارج الوطن بسلام، ودفن الصحفيين الأجانب, والترحم عليهم ودفنهم بطريقة معبرة تهتز لها المشاعر الانسانية وكأن الذي يقوم بعملية الدفن هو أحد الأقارب، يعبر فيها عن احترام الموت واحترام الدفن، وغياب المذهبية في ذلك والتعصب المذهبي، لهو مشهد حقيقي يستحق أغلى جوائز العالم في هدف الثوار الانساني والتعامل مع المشاعر الانسانية الحقيقية، فلم يبرعوا أبطالنا في الحرب أو السلم فقط،وإنما أبرعوا في كل شيء، وحتى في المشاعر الانسانية المعبرة والتي يهتز لها كل شعور انساني، والذي لايمتلك حاكم سوريا ومن معه ذرة منها .

إن هذه الثورة المبار كة أوجدت طاقات كامنة عند شاباتها وشبانها لم تكن لتظهر بدون هذه الثورة المباركة، ولولا قيامها لكانت اندفنت مع الزمن كما دفنت طاقات الشعب السوري من قبل، وكل مانرجوه من الله تعالى انتصار هذه الثورة المباركة في أقرب وقت، وإيجاد سلطة حاكمة توفر الفرص والامكانيات لانطلاق عبقرية الانسان السوري في دولة يسودها العدل والأمان والحرية .
د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق