الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-03-06

الطائفة العلوية (النصيرية) تحرق مراكبها.....!!!- بقلم: د. عبد القادر فتاحي

أوضاع بلدنا الحبيب في ثورة الحرية والكرامة معقدة للغاية، لقد تداخلت فيه المعادلات الطائفية الداخلية ومراكز القوى المهيمنة والمسيطرة على البلد منذ خمسين عاما... مع الوضع الإقليمي المحكوم بوجود السرطان الصهيوني الخبيث في أرض فلسطين... والوجود الصفوي الشيعي الفارسي في إيران وامتدادته الإقليمية في العراق ولبنان والخليج واليمن..... وإذا أضفنا إلى ذلك الأبعاد الدولية المتمثلة في المواقف المتعارضة والزائفة للغرب والشرق، والصراع على سورية الذي تحكمه الهواجس والخوف من أرض الشام فيما لو تحررت من طغاتها وامتلكت ناصية إرادتها.... إنه التوجس أولاً وأخيراً على أمن إسرائيل من قوى الأمة الناهضة من جديد......


وهنالك المصالح الروسية في حفظ تواجدها في البحر الأبيض المتوسط، ورغبتها الجامحة في استعادة أمجادها القديمة على الساحة العالمية........

ومع ذلك فلب المشكلة وجوهرها أصبح معروفاً وواضحاً للجميع، كالشمس في رابعة النهار... مهما تقنع وتدثر واختبأ وراء العشرات من الأسماء والشعارات......!!!

أن أساس المعضلات الهائلة والضخمة في بلادنا هو سيطرة الطائفة العلوية على مقدرات البلد منذ نصف قرن، واستئثارها بكل شيء... بالمال والمنصب والسلطة والمنافع وخيرات البلد.... وتهميشها لسائر فئات الشعب الأخرى وعلى رأسها الأكثرية من المسلمين السنة، الذين يتعرضون لحرب منظمة وممنهجة في دينهم وعقائدهم بل وحتى في التركيبة السكانية بهدف تشييع البلد وتغيير هويته الدينية والثقافية والفكرية.......

قد يقول قائل: العصابة الأسدية في سورية تحكم البلد منذ أربعين عاماً ومعها شركاء من كل الطوائف من العلويين والسنة والدروز والمسيحيين وغيرهم........ فنحن أمام عائلة الأسد التي استأثرت بالحكم وجمعت حولها المنتفعين والانتهازيين والمستفيدين من كل الطوائف...... وتلفحت بعباءة حزب البعث، ونادت بالشعارات المزيفة من الأمة الواحدة والقومية المزيفة والوحدة والحرية والاشتراكية والصمود والممانعة وغيرها من الرايات الكاذبة التي لا تعدو أن تكون سراباً في جو الصحراء الملتهب.................

نعم هذا صحيح....!! ولكن العقل المدبر والمفكر الذي يحكم البلاد هو الطائفة العلوية التي تدير الأمور كلها، وما سواهم مجرد أحجار على رقعة الشطرنج السورية، يحركهم أسيادهم من العلويين كما يشاؤون...... فعلى رأس السلطة يتربع بشار وحوله باقي أفراد العائلة الأسدية، وبيده كل سلطات الدولة العليا من رئاسة الجمهورية والقيادة العليا للجيش والقضاء الأعلى وحزب البعث والأمن......... وهو العلوي ابن العلوي حافظ الأسد الذي خطط ودبر لتحكم الطائفة العلوية سورية وعلى رأسها العائلة الأسدية......  وحول بشار تمتد السيطرة العلوية كالأخطبوط لتشمل كل مفاصل الحياة في سورية من الجيش والأمن ومؤسسات الدولة المهمة من الخارجية والداخلية والإعلام وغيرها وغيرها......... ولا تكاد تجد منصباً ذا أهمية إلا وعلوي يسيطرعليه صراحة أو من وراء ستار!! وحتى لو وُضِعَ حزبي بعثي من أي طائفة أخرى في منصب مهم فإنه يكون أشدَ ضراوة من أسياده العلويين وينفذ سياستهم عن قناعة أو طمعاً بالمال والمنصب، أو حقداً على الدين والشرفاء من أهل البلد.... ومع ذلك فهو مراقب والعيون الخبيرة من الطائفة العلوية ترصده في كل صغيرة وكبيرة حتى لايخرج عن المسار الذي رسم له.......

هذه السيطرة تمتد إلى أصغر مؤسسة في الجيش والأمن ودوائر الدولة المختلفة.... وقد أدت إلى مظالم هائلة تراكمت عبر عقود من الزمن، من إهدار لكرامة المواطن، ونهبٍ لثروات الوطن، وتقديمٍ لأسافل الناس على شرفائهم، وحربٍ على الإسلام وعقائد الأمة، مع البطش والتنكيل بكل من يطالب بحقوق وحرية الناس........ وتجاوزت الضحايا في عهدهم المظلم المائة ألف إنسان، مع تشريد مئات الألاف من السوريين الشرفاء في أصقاع الأرض ......

وعندما شاءت إرادة الله أن ينتفض هذا الشعب وعلى رأسه أهل السنة من أجل حريته وكرامته، بادره هذا النظام المجرم الذي يقوده العلويون من رئيس الدولة ومدراء الأجهزة الأمنية وضباط الجيش بالقتل والتنكيل والتعذيب والتدمير.........

يستحيل على دولة ما بأجهزة أمنها وجيشها أن تفعل في شعبها عُشْرَ ما فعله الأمن والجيش السوري في الشعب السوري....!!! وهاهي مواقف الجيوش العربية من ثوراتها تؤكد ذلك في تونس ومصر واليمن..... إنهم في سورية يستنسخون النموذج الليبي أضعافاً مضاعفة..... ولا يمكن تفسير هذا الأمر إلا بالبعد الطائفي العلوي من خلال سيطرة العلويين على هذه المؤسسات، واندفاعهم المجنون للحفاظ على مكتسباتهم التي كانوا يظنون أنها ستدوم لهم إلى الأبد....... وهم من أجل ذلك فعلوا كل أمر مشين وحقير، من قتلٍ للكبار والصغار واغتصابٍ للحرائر وتدميرٍ للممتلكات، واعتقالات وتعذيب يشيب لهوله الولدان ظناً منهم أنهم بالعنف والإرهاب سيسكتون الشعب الثائر.....!! إنهم يسيرون خارج مسار الزمن ويمشون عكس عقارب الساعة، ويعارضون منطق التاريخ الذي يقول بأن الأغلبية ولو غُلِبَت حيناً من الدهر فهي التي ستحكم وستسود في النهاية.... وشواهد التاريخ لاتعد ولاتحصى.... لقد سلّم الاستعمار الفرنسي عند خروجه من السنغال وتشاد الحكم إلى المسيحيين وهم لايتجاوزن 10% من عدد السكان، ولكن المسلمين ثاروا ولم يقبلوا بهذا الواقع وانتهت الأمور باستلام المسلمين للحكم سلماً أو حرباً كفئة تمثل الأغلبية، بغض النظر عن التزامهم الديني بالإسلام كنظام للحياة.....

ومكن الاستعمار البريطاني للبيض في زيمبابوي وجنوب إفريقيا ليحكموا الأكثرية السوداء ردحاً من الزمن.... ثمّ اضطر البيض في النهاية لوعيهم وفهمهم إلى التنازل وتسليم الحكم للسود مع محافظتهم على موقعهم ومكاسبهم.......

ونحن نعلم أن من وطأ الحكم للنصيريين في سورية هم الفرنسيون، وهم الذين فتحوا الأبواب لهم على مصاريعها في الجيش والأمن، واستغل العلويون الفرصة واستخدموا أساليبهم الباطنية وغفلة أهل السنة للوصول إلى الحكم وعلى رأسهم الثعبان الأكبر حافظ الأسد الذي لدغ الجميع، وسيطر على الحكم، وجعل سور ية مزرعة لآل الأسد وسائر أفراد الطائفة النصيرية ومن والاهم من بقية الطوائف.

ونحن نعلم أيضاً أن مشايخ الطائفة العلوية هم أصحاب القرار في الطائفة، ولم يكن حافظ الأسد نفسه يستطيع أن يتجاوزهم، وكان يجمعهم ليتخذوا القرار الذي يتفقون عليه فيمضي فيه......
الطائفة العلوية تتحمل أولاً وأخيراً وِزْرَ مايحدث على أرضنا الحبيبة..... بيدهم الحل والربط... وهم القادة الميدانيون الذين ولغوا في دماء الشعب وساموه ألوان العذاب، ومارسوا أفظع المنكرات من قتلٍ وتعذيبٍ وتشريدٍ واغتصابٍ...... عن عمد وسابق أصرار....!!

كيف نفسر هذا؟؟؟ كيف نفسر هذه المذابح المقرفة وآخرها قتل ستين شاباً في حمص ذبحاً....؟؟ وقطع الرؤوس في إدلب... واغتصاب الحرائر، والتمثيل بالجثث، ثم هذا التدمير بأسلحة لاتستعمل إلا في حرب الجيوش مع بعضها، فإذا بها توجه نحو الإنسان والحيوان والحجر والشجر......  كيف؟؟؟..... كيف؟؟؟......
أهي شهوة المال والمنصب والجاه...؟؟

أم هو الحقد على هذا الشعب الكريم الذي ثار يطلب حريته وكرامته، فلم يتحملوا ثورة العبيد فلجؤوا إلى النار والحديد ....؟؟

أم هي أحقاد العقيدة الباطنية على عقائد الأمة وشعائرها، وقد حملوها في نفوسهم المريضة قروناً طويلة، وواتتهم الفرصة ليفرغوها في هذه الأجسام الطاهرة والنفوس البريئة...؟؟

أم هو انتقام من أهل السنة الذين ظلموهم خلال القرون الماضية كما يدَّعون...؟؟
مهما كان السبب وراء هذه المجازر فإن هذا لايعني إلا شيئاً واحداً...... إنهم يرتكبون الجريمة، أو مشاركون فيها، أو ساكتون.... والساكت عن الحق شيطان أخرس....!!

نحن لاننكر أن في الطائفة العلوية أناساً شرفاء رفعوا أصواتهم عالياً ضد هذا الظلم، وتعرضوا للأذى والسجن والاضطهاد.... ولكنهم قطرات لاوزن لها ولاقيمة أمام محيط هادر جارف من التعصب والبغضاء من جموع الطائفة العلوية... ولاننكر وجود فئات مهمشة من الطائفة العلوية لم تستفد من هذا النظام، بل وتعرض بعضها للإيذاء لأسباب خاصة بهم كطائفة من صراع على النفوذ أو تنافسات عشائرية أو قبلية أو سواها.......... نحن لم نسمع من شيوخ الطائفة وعقّالها استنكاراً لهذه المذابح!!! ولم نلمس منهم موقفاً واضحاً على الأرض يوقف هذه المجازر، وينصر المظلوم ويعيد الأمور إلى نصابها.........

إن أمام الطائفة العلوية خيارٌ خطيرٌ وحاسمٌ وصعبٌ....!! إنه الخيار الذي سيحدد وضعها ومكانتها على الأرض السورية، فإما أن تؤوب إلى رشدها وتختار الوقوف مع الشعب الثائر، وتعتبر نفسها جزءأ منه لها ماله وعليها ماعليه، تشاركه آماله وآلامه، وتساهم بتغيير هذا النظام الفاجر وهي قادرة على ذلك، فتعيش معززة مكرمة في أرضها وشعبها.... وتختصر على الجميع شلالات الدماء والقتل والتخريب...... أو تحرق مراكبها مع الشعب السوري الثائر، وتمضي مع الأسد وزمرته الفاجرة في غيه وظلمه وفجوره إلى مصيرها المحتوم في هلاكها ودمارهاوهزيمتها المحققة بإذن الله........!!

أما الشعب السوري الثائر فهو بدوره قد أحرق مراكبه........!! أحرق مراكب الذل والخنوع والعبودية.... وامتطى مراكب الشرف والعز والإباء والكرامة.... ومضى يشق طريقه متحدياً الأهوال والموت والدمارفي موكب مهيب تختلط فيه رائحة الموت برائحة الجنة، يقدم فلذات أكبادة وأعز مايملك من مال ومتاع، ولن يرضى إلا باستعادة حقوقه المغتصبة ولو سالت الأرض أنهاراً من الدماء.... وهو منصورٌ بتوفيق الله..... لاشك في ذلك..... وإن طال الزمن..

لانريد أن نخاطب الطائفة العلوية بخطاب الدين أو الضمير أو الأخلاق..... ولكن نخاطب عقول الشرفاء من الطائفة، نريد منهم أن يمعنوا التفكير بمصيرهم هم إذا استمروا في سياساتهم وعداءهم للأغلبية السنية وباقي طوائف الشعب السوري، عليهم أن يفكروا بمصير شبابهم وشيوخهم ونسائهم وأطفالهم وقراهم ومدنهم، وعليهم أن يعلموا أن الدنيا دوّارة وأنه لو دام الملك لغيرهم ما وصل إليهم، ولايغتروا بالقوة التي يملكونها أو بتأييد إيران أو روسيا لهم، فكل ذلك إلى زوال، وموازين القوى تتغير باتجاه الحق وأهله، وأيام الاستحقاق قادمة سريعاً، وكما تدين تدان.......

نحن شعب كريم مؤمن يخاف الله ولايرضى أن يَظْلِم أو يُظْلَم شعارنا قولة تعالى): كلُ نفسٍ بما كسبت رهينة) وقولة تعالى:(ولا تزرُ وازرة ُوِزْرَ أخرى).................. ولكن ماذا تفعل في جريمة عظمى يشارك فيها عشرات الآلاف من أفراد الطائفة العلوية، بل مئات الآلاف من جيش وشبيحة وقادة ميدانيين..... يتواطؤون جميعاً على هذا الشعب المصابر قتلاً وتعذيباً وتشريداّ.....؟؟؟ لاشك أن عقاب الشعب سيطال الجميع من كل الطوائف..... سيصل إلى كل من ولغ في دمائه وحرماته...... ولكن المسؤولية الكبرى سيتحمل إثمها الطائفة العلوية   



نحن نناشد العقلاء من أبناء الطائفة أن يبادروا إلى الحل بالتبرؤ من هذا النظام المجرم أولاً، وأن يشاركوا في عملية التغيير ثايناً، لينقذوا أنفسهم قبل كل شيء، وليساهموا في إنقاد الوطن من دمار ماحق...... وإن لم يحدث هذا فلا يلومون إلاّ أنفسهم مما سيصيبهم في مستقبل الأيام..... ولات ساعة مندم...... والعاقل من اتعظ بغيره لابنفسه.......
اللهم هل بلغت؟؟.... اللهم فاشهد........    

هناك 3 تعليقات:

  1. مقال يضع الاصبع على الجرح ونحن نعلم ان المعارضة لا تريد ان تصرح بذلك خوفا من الانجرار وراء تكريس الطائفية وهذا ما يريده النظام لكن طبيعة وطرق التنكيل تدل على
    تدل على ان هناك حقد عقائدي ويجب على الثوار ان لا يهملوه ويعاملوا بالمثل للخلاص من هذه العصبة الكافرة

    ردحذف
  2. والله لقد صدقت لا بل ان الحقيقة اشد مرارة حيث ان المجلس الملي العلوي هو الذي يحكم سوريا ويتحكم في مقدراتها

    ردحذف
  3. حسن أبو مصطفى06‏/03‏/2012، 10:53:00 م

    حياكم الله أخي أبا بدر! لا فض فوك, لن يرتقوا إلى مستوى إنساني بسيط يستنكر سفك الدماء الطاهرة الزكية أو انتهاك الأعراض الشريفة العصية, إلا قلة قليلة نادرة تعايشت مع البشر و رشفت من السمو الإنساني الذي يرفعنا إليه ديننا الحنيف.
    سجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا

    ردحذف