الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-03-07

عام مضى على الثورة السورية – بقلم: د. خالد أحمد الشنتوت


انطلقت شرارة الثورة السورية يوم (15/3/2011) بعد (48) عاما من احتلال النظام الأسدي الصفوي سوريا . وقد سبقها ثوار تونس، ومصر، وليبيا واليمن، ...وكان الكثير منا يظن أن سوريا تختلف كلياُ، وأن الثورة فيها شبه مستحيلة...
وكسر الشباب السوري هذه القناعة، وقاموا بثورتهم السلمية يطالبون بالإصلاحات، والتعددية السياسية، وإلغاء المادة الثامنة من الدستور، وإلغاء حالة الطوارئ، وانتخابات ديموقراطية تحت إشراف عربي ودولي.... وغير ذلك من الإصلاحات ...
 

ورد النظام الأسدي الصفوي بالرصاص الحي منذ اليوم الأول، وبناء على هذا الموقف الاستعماري الحاقد للنظام رفع الشباب سقف مطالبهم وطرحوا شعار إسقاط النظام...

بدأت الثورة من درعا وريفها، وانتقلت منها إلى حمص وريفها، ومن ثم إلى ريف دمشق،  ثم بانياس وقرية البيضا التي كانت ظاهرة إعلامية فريدة، عندما نشرت صور على الانترنت تبين الجنود الأسديون يدوسون بأقدامهم على الشباب السوري، انتقلت الثورة إلى جسر الشغور ومن ثم عمت إدلب وريفها ...

وانتشرت الثورة في ريف حلب، ووصلت إلى الحسكة والقامشلي، مع أن النظام تذكر بعد أربعين سنة، ومنح الأكراد الجنسية السورية التي منحها للإيرانيين وحجبها عن مواطنين أكراد يسكن آباؤهم وأجدادهم في سوريا قبل آل الأســـد . ومع ذلك استمر الأخوة الأكراد في تظاهراتهم مطالبين بإسقاط النظام...

كما دخلت حماة الثورة بشدة، ووصل عدد المتظاهرين فيها إلى نصف مليون، في جمعة كان في دير الزور قريباً من نصف مليون أيضاً، وصارت بؤر التظاهر تصل في سوريا عامة إلى (400- 500) بؤرة ....وبعد شهر (15/4) كانت الثورة تعم سوريا، ومازال النظام الأسدي المحتل يواجه المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي ... ويعلن عن وجود مندسين إرهابيين يعتدون على المواطنين وأجهزة الدولة...

 الجيش السوري الحر
وكل شيء في ثورة الكرامة السورية مفاجئ، وغير متوقع، إنها تمشي بدفع رباني، يعجز البشر عن تفسيره ....

سبق أن قلنا الجيش التونسي الوطني، والجيش المصري الوطني، أما الجيش السوري فهو العقائدي، وأكدنا أن الجيش السوري سيبقى واقفاً بكل قوته مع النظام الأسدي، لأنه ربي ودرب على ذلك....

والحمد لله أننا كنا مخطئين ...لأن تفسيرات البشر، لاترفى إلى قرارات رب البشر...

لم يكن يخطر في أذهاننا أن هذه الأعداد الكبيرة من الجيش ( العقائدي) سوف تنشق، وتدخل ضمن الجيش السوري الحــر، الذي بدأه البطل ( المقدم حسين هرموش ) الذي غدر به الصفويون الأتراك ....وتحايلوا عليه بالتعاون مع الصفويين ألأسديين، وسلموه لسوريا، فقيل أنه أعدم، وقيل أنه أسير في طهران، وأسال الله أن يتقبله شهيداً إن قتل، وأن يفك أسره إن كان أسيراً...

ولولا مقاطع الفيديو التي أراها، والصورة لا تكذب في الغالب، لما صدقت أن هذه الأعداد الكبيرة تنشق عن العصابات الأسدية وتلتحق بالجيش السوري الحر...

ومنذ اليوم أقترح أن نقول الجيش السوري الحــر، وهو سيكون نواة الجيش في سوريا المستقبل إن شاء الله ...والعصابات الأسدية مثل ما قلنا عن ( كتائب القذافي) ...ولا نقول الجيش العقائدي، أو الجيش النظامي ....

وكلما سمعت أنباء هذا الجيش السوري الحر، تأكد لي نهاية نظام الأسد وسقوطه إلى جهنم وبئس المصير ...وتمنيت لو كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً، هذا الجيش السوري الحر سيسقط المستعمر الأسدي الصفوي بعد قرابة نصف قرن من استعباد الشعب السوري واللبناني والفلسطيني وغيرهم من العرب ... والنظام الأسدي ( القرمطي الصفوي  ) يهدف إلى إذلال العرب المسلمين والقضاء عليهم ....

وعملت المعارضة  في الخارج جاهدة على تنظيم صفوفها، وتشكيل مجلس وطني يقود الثورة سياسياً في الخارج، وأمام المحافل الدولية، وواجه ذلك صعوبات كثيرة، منها طروحات هيئة التنسيق الوطنية، وبعض رجالها في الداخل ـ وطروحاتهم ترى الحوار مع النظام، أما الشباب في الشارع وسائر المعارضة الخارجية فتؤكد إسقاط النظام وأوله بشار الأسد .. ونتيجة لاختلاف نوايا المعارضة الخارجية تأخر تشكيل المجلس الوطني، وحتى بداية اكتوبر أعلن عن تشكيل المجلس الوطني السوري، ونظمت له ثلاث دوائر، أولها المكتب التنفيذي، وبعده الأمانة العامة، ثم الهيئة العامة للمجلس،التي ضمت حتى ألآن قرابة (300) عضو ...ورحب الشباب في الشارع السوري بهذا المجلس وأعلنوا عن قبولهم به قائداً لهم ...

حولت جامعة الدول العربية مساعدة الشعب السوري، وقدمت مشروعاً يطلب من بشار تسليم السلطة لنائبه، وإجراء انتخابات تحت إشراف عربي ودولي، وقبل ذلك وقف إطلاق النار ...ثم رفع المشروع إلى مجلس الأمن، فواجه الروس والصينيون واستخدموا الفيتو ضد المشروع ...

استراتيجية اليوم                                     
وآخر ما وصل له الحال أن تستمر المظاهرات السلمية في الشوارع، ويسلح الجيش الحـر من قبل الدول العربية المهتمة كالسعودية وقطر والكويت، ويقوم المجلس الوطني بتحقيق ذلك ....ويتابع المجلس الوطني كذلك تحقيق حظر جوي للطيران الأسدي، ومنطقة آمنة في شمال سوريا يأوي إليها الجيش الحر ...

وأنتم أيها الشباب، ويا أهلنا في سوريا، اصبروا وصابروا فإن نصر الثورة السورية كبير جداً لأنه فشل للهلال الشيعي، ونجاة المنطقة كلها من مخالب الصفويين المجوس الحاقدين ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق