الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-01

مجلس الأمن وتلون المواقف - بقلم: عز الدين سالم


جلسـة النقاش في مجلس الأمن بتاريخ 31\1\2012 امتازت بألوان الطيف أو تعدد المواقف والألوان من الحار إلى المتوسط فالبارد فالحار السلبي قياس إلى حرارة الواقع على الأرض السـورية من شدة العنف و القمع وظهور أشكال جديدة من مبتكرات الثورة السـورية من الدفاع عن النفس وعن المواطن من قبل فئة ليست بقليلة إنما تظهر بالتدريج حسب سخونة المواقف ومقدار تحمل الصبر على القتل من أفراد الجيش السـوري الذي انحرف عن مسـاره الطبيعي وتحول قسم منه إلى عصابة مجرمة تقتل الشـعب الآمن والمسـالم تلبية لمطامع نفسية أو فئوية أو للمحافظة على الدجاجة التي تبيض ذهبا من النظام حيث أطلق يد اللصوص لقاء بقائه في سدة الحكم ونعود إلى صلب الموضوع حيث كان يجب ذكر هذه المقدمة لمن لا يعرف شكل النظام في سـورية ومن هو القاتل والمدافع عن مصالح هذا الشعب.


لقد كانت كلمة الشيخ حمد هي الأقوى على الإطلاق كلمة تنم عن حس مرهف وحرقة مما يجري من القمع الدموي في سورية وكان يمثل اللون الحار إذا ما وصفنا المشهد كلوحة رسام واعتبرنا هذا النقاش الذي تلون بكل الوان الطيف وابتدئنا بالحار فشرح الواقع كما يجري على الأرض مع بعض التحفظ حسب أدبيات السـياسة لأن ما يجري قد لا يمكن ذكره على العلن فهو يفوق التصور في الأماكن الساخنة في سورية من إجرام العصابات المسلحة المتمثلة بشبيحة النظام والمليشيات الموالية له من أطراف متعددة من الأمن وتجار المخدرات والسلاح والمليشيات خارجية حيث لم يذكر عناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني المرسل من قبل ما يدعى رجل الدين علي خامنئي بعد إطلاق فتواه الإجرامية في مناصرة النظام السوري على أنه واجب شرعي وأباح القتل لمن يخرج على هذا النظام .

وننتقل إلى كلمة السيدة كلينتون التي أسهبت في توصيف النظام السوري بكلمة متوازنة وشرح من هو مطلع على الشـأن السـوري ودعمت خيار الشـعب نظرا لعدم مقدرة الصمت قبل الانتخابات الرئاسية وهي الدولة التي تدعي الحرية وكانت كلمة قوية تلتها كلمة مندوب فرنسا والتي يمكن وصفها بالحارة وبريطانيا الأقل حرارة مع التأييد للجامعة العربية ولكن لم ترقى إلى التصريح بتنحي الرئيس وكانت كلمة الهند هي المتأرجحة بين المؤيد والمعارض للجامعة العربية أما موقف الصين كان ضبابيا يميل إلى الموقف الروسي ويأتي المندوب الروسي ليُظهر انحيازه إلى النظام السوري وهذا ليس بجديد وهو معروف من نظام قتل مئات الآلاف في الشيشان ووقف نفس الموقف في كوسوفو وأيد المجرمين الصرب في قتل المسلمين فهو يحمل حقد دفين للمسلمين نتيجة حرب الشيشان وحربه الاستعمارية في أفغانستان أضف إلى ذلك التيار الديني المسيحي المتشدد المتعطش بعد الحرمان من التوجه الديني في حقبة الشيوعية ودعم النظام السـوري بالنسـبة له هو موقف مبني على عدم مجاراة الأحداث في سورية ظنا من الساسة الروس هو عدم خسارة آخر نافذة على البحر الأبيض المتوسط والنفوذ الأخير لروسيا التي ستغدو في عزلة بعد سقوط النظام السوري و وعدم انضمامها إلى الركب الأوربي ظنا منها أنها ما زالت في عهد الاتحاد السوفيتي السـابق فهي تصارع اللحظات الأخيرة للسقوط بالهاوية نتيجة بطئ الفهم لما يجري والموروث الشيوعي القديم.

أما نبيل العربي هذا الرجل هو نفسه كيان يتلون كالأفعى وينفث سمومه جراء مواقفه الشخصية من النظام السوري بإدانة العنف من الطرفين و التخفيف من أهوال ما يجري في سورية بعلم أو بدون علم ( إن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم ) وهذا لا يعطيه العذر بل يدينه ويفقده المصداقية كما فقدها الفريق الدابي وهذا من اختيار نبيل العربي مما يؤكد انحيازه إلى النظام السوري في تصرفات عدة أدت إلى المزيد من الوقت والفرص المقدمة للنظام السوري ظنا من العالم بأثره أن النظام في سـورية يستطيع وئد هذه الثورة السورية ولكن بإصرار شـعبنا وتمسكه بثورته للتخلص من حكم العصابات ويتأيد من المافيا الروسية المتمثلة بنظام بوتين المجرم خريج ( ك ج ب) المخابرات الروسية والصمت على التدخل العسكري الإيراني والسـلاح الروسي المرسل إلى سورية حيث أنها لم تعطيه لسوريا أثناء حربها مع إسرائيل بل أرسلته وبكرم لقتل الشعب السوري من هذه المواقف مجتمعة نخلص إلى ضرورة خروج الصامتين من الشـعب السـوري عن صمتهم حيث المحافظتين اللتين يعول عليهما النظام السـوري ( دمشق وحلب ) خرجتا وبقوة علما أن المناطق التي لم تخرج في دمشق ليس فيها احد من أهل دمشق إلا أصحاب رؤوس الأموال الموالين للنظام وشركائه في السـرقة والقتل والدبلوماسيين وضباط الجيش الكبار وهم من طائفة معينة وهذا القسم منها يشكل الجناح الرديف للنظام وليس الطائفة مجتمعة القسم الموالي لإيران والمنتفع من وجود هذا النظام سلطويا وماديا من السـرقة والرشوة والنفوذ ومشـاركة التجار ومحدثي النعمة من المتسلقين الذين أصبحوا تجار نتيجة قربهم من النظام والقوانين المسخرة لخدمتهم كشـركاء في سرقة المال العام واستغلال الشعب السوري جراء نهب الثروات وعدم دفع الضرائب واستغلال المناصب في إفقار هذا الشـعب وقمع حرياته وتفشي الفساد الإداري والمالي في الدولة هو السياسة المتبعة من قبل هذا النظام ليبقى الشعب في ظلمة القهر والفقر وسنرى إلى ما تؤول له الأمور وأنا أظن أن المجتمع الدولي سيصل إلى طريقة لتفادي الفضيحة أمام شعوبهم من دعوى الديمقراطية والحريات التي طالما سخرها الغرب لمصالحه أو لدعم إسرائيل ودعم الديكتاتوريات ومنها النظام السـوري حيث لم يستطيع هذا النظام تعديل الدستور قبل موافقة مدلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت لتفصيله على قياس بشار الأسد بعد تمثيلية التوريث وتخليد المجرم الرمز ومؤسس دولة الإجرام في سـورية وبمساعدة سـعودية بتقليص الهوة بين حافظ أسد والحكومة الأمريكية بعد سـقوط الاتحاد السـوفيتي وكما جاء على لسـان حليف النظام في سـورية وشريك عائلة مخلوف ( حسنين هيكل ) في كتابه حرب الخليج

ومن هذا كله نستنبط مدى قوة الثورة السورية في مواجهة دول بكاملها وليس نظام فاشي قاتل فحسب بل تيار صاعد مبني على سياسات دموية يهدد السلم والأمن الدوليين وصراعات دولية ناتجة عن الوضع الاقتصادي العالمي وإعادة صياغة التحالفات الدولية وإذا لم نتابع الركب والحرص وتحديد المواقف والارتقاء بسورية نحو العلم والاقتصاد القوي حيث نملك جميع مقوماته اذا ما تخلصنا من هذا النظام ونحدد موقعنا في العالم العربي والدولي حيث لا ننفي ما يحاك ضد أوطاننا ولكن ليس كما يدعي النظام السوري الذي استنفذ طاقات الشعب بقناع المقاومة المزيف والانتقال بهذه الأمة إلى صفوف الدول المتحضرة علميا وثقافيا واقتصاديا ومحاربة الجهل والتخلف بتطوير العلم وتفعيل دور الجامعات وعدم تحويلها إلى أداة بيد الحكومات وإنشاء نظام جديد متحضر يحترم المواطن لأنه هو درع الوطن وسنامه وإبعاد رجال الدين عن مراكز السلطة وصنع القرار إلا في الأمور الدينية ونشر ثقافة المواطنة التي تكفل حق الشعب السـوري بجميع أطيافه واحترام الكفاءات ونشر الوعي والثقافة والتشجيع على العلم والقراءة  وعلى هذا نعول على شعبنا العظيم في النصر واجتياز المحنة والله المستعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق