الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-05

أمريكا + روسيا = النظام الوحشي – بقلم: أبو طلحة الحولي


عجبت من أناس كانوا يأملون خيرا من مجلس الأمن !!

وعجبت أكثر من فرحة البعض بالفيتو الروسي والصيني حتى لا يكون هناك قرارا هشا فيه نفع للنظام !!

وهل قامت الثورة في سوريا من أجل عيون أمريكا وأوربا وروسيا والصين، فتكون الثورة كرة تتطاير بين أيدي اللاعبين في مجلس الأمن هذا يجري خلفها وذاك يقف.


لقد ذكرت في مقالتي " الثورة والعودة إلى بداية الثورة " إن الثوار لم يستشيروا الغرب ولا الشرق في البدء بالقيام بثورتهم، ولم يتجهوا صوب أي دولة على وجه الأرض يطلبون منها المدد، أو المساعدة. بل قامت ثورتهم لله، معتمدين على الله، متوكلين على الله، ولم يدر في بال احد الثوار عندما قامت الثورة أن يمد يده للغرب أو للشرق. بل رفعها لله، لله.

فلماذا هذا التغير في الوجهة ؟

ولماذا الابتعاد عن النبع الصافي الذي تفجر فارتوت منه الثورة ؟ "

إن مجلس الأمن لم يقدم للأمة الإسلامية والعربية على مر السنين سوى الضياع والذل والهوان والدمار الثقافي والعلمي والاقتصادي والسياسي، فهو السبب في ضياع فلسطين، واحتراق العراق، فمتى نفهم الدرس ؟

ومتى نعي أن مجلس الأمن ليس إلا مجلسا للقتل وتنفيذ المصالح للدول الكبرى.

إن مجلس الأمن ليس صاحب سلطة إلهية، ومجلس الأمن ليس ربنا عليه نعتمد وبين يديه نضع حاجتنا، واليه نتجه لقضاء حوائجنا.

لقد استطاع الثوار في سوريا كسر الهزيمة النفسية وحاجز الخوف من النظام، ولكن لا يزال بعض السوريين والعرب ينظرون إلى مجلس الأمن  على انه مجلس الخير، وانه ميزان العدالة والحق، ونسي هؤلاء أو تناسوا أن مجلس الأمن هو الوجه المعبر عن تقاطع مصالح الدول الكبرى المتصارعة، فيجب علينا أن لا ننتظر من أمريكا خيرا، ولا من روسيا خيرا، ولا من النظام الوحشي خيرا.

إنها المصالح فقد صرخت أمريكا في مسرحية هزلية بأنها غاضبة لفشل مجلس الأمن إصدار قرار يدين الحكومة السورية التي تستخدم السلاح لقتل الشعب، في حين أن أمريكا الغاضبة لاستخدام روسيا والصين الفيتو هي نفسها أمريكا التي تستخدم الفيتو دوماً لحماية الدولة المحتلة إسرائيل التي تبيد كل يوم وتركب كل يوم المجازر بحق إخوتنا في فلسطين.

إن هذا الاندفاع من أمريكا وأوربا لإسقاط النظام الوحشي ليس حبا في الثورة، وليس من أجل عيون الثوار، وهي تعلم أن الثوار مسلمون، مسلمون، مسلمون.

وإنما من أجل مصالحها لمعرفة البديل، وتهيئته حسب ما تريد ليحفظ لها العراق الممزق والمحترق، ويحفظ لها ابنتها المدللة إسرائيل، ويحفظ لها مخططاتها وأهدافها المعلنة والخفية في المنطقة العربية.  

فيجب علينا أن لا نفرح بهذه الابتسامات التي توزعها أوربا وأمريكا، ويجب أن لا نحزن لأن روسيا والصين خذلتنا !!! هكذا يقولون خذلتنا !! وماذا كنا ننتظر من أمريكا وروسيا؟

والنـظـام الجـديد فـي عالم اليوم

قـــد اختـار سـحقنا بانتظـــام

لا تظنـوا فـي مجـلس الأمن خيرا

فالمحامي عـن الضحايـا حـرامـي


إن على الثورة أن تعيد خطابها من جديد، فمتى صلحت بداية الإنسان صلحت نهايته، فحذار أن تنحرف هذه البداية أو تنجرف.

وعلى الثورة أن تعيد من جديد غايتها وهدفها وان توضحها للعالم اجمع، وبأنها ليست كعكة سهلة القطع أو التقسيم.

وعلى الثورة أن تعلم أن ثورتها ليست مثل باقي الثورات لمكانتها العظيمة ومنزلتها ولهذا يرميها العالم عن قوس واحد.

وعلى الثورة أن تعيد صفوفها في الداخل والخارج  فالطريق ليس مفروشا بالورد والأزهار وإنما بالشوك والدماء.

وعلى الثورة أن تعلم إن ما جرى في مجلس الأمن ما هو إلا مسرحية هزلية أبطالها أمريكا وأوربا وروسيا والصين لتخدير العرب والعالم، مما يحدث في سوريا.

وعلى الثورة أن تستخلص من التاريخ العبرة، فعندما هجم التتار على بلاد المسلمين وحدث ما حدث من تدمير وإبادة شاملة، لم يقف العلماء في بلاد الشام ومصر موقف المتفرج أو المهرول للصليبين وقد كانوا قريبين منهم، ولكنهم انطلقوا تحت راية واسلاماه، فكان النصر، وإعادة الهيبة للأمة العربية والإسلامية.

فالثبات الثبات أيها الثوار، ولكم في رسول الله أسوة حسنة، فقد حاربه قومه وحاربه العالم اجمع ثم كان النصر حليفه.

" ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق