الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2014-03-14

سورية تناديكم ( 38) إرهاب النظام، ومعادلة العين والمخرز – بقلم: الدكتور عامر البو سلامة.

النظام المجرم في سورية، يمتلك أحدث وسائل الإرهاب وأخطرها، بل يتفنن في صناعتها، ويتلذذ بممارستها، بحكم السادية التي هيمنت على نسيجه كله، حيث لا مكان في مربعات العمل مع هذا النظام المجرم إلاّ لمن كان هكذا، فإن لم يكن على هذه الصورة، دربوه وعلموه حتى يصبح على هذه الشاكلة المريرة، فإن لم يتغير، كان لهم معه حديث آخر.
سادية تفوق في وصفها، كل ما نقل من أخبار العنف والإرهاب الذي يمارس على البشر، بلى تعدى ذلك حتى وصل إلى الجماد والنبات والحيوان، بله! البيئة بكل شعبها، ومكوناتها كافة.


لا تقل لي، اقرأ ما كتب الطبري وابن كثير وابن خلكان وان الأثير والقلقشندي، وأضرابهم من كتاب التاريخ العربي والإسلامي، أو كتاب تاريخ العالم، القديم والحديث، وما سطروه من وقائع، عن محاكم التفتيش، وما ذكروه من حقائق، يشيب لهولها الولدان، في وقائع جماعية أو فردية، في القديم والحديث، نعم كل ذلك حدث ووقع، وربما إذا فتشنا في بطون الكتب أكثر، لوجدنا ما هو أعظم.
ولكن بربك، هل قرأت (القوقعة)، أو تصفحت ( تدمر شاهد ومشهود) أو قلبت نظرك في كتاب ( هبة الدباغ) أو مررت على ( ملائكة وشياطين) أو قابلت من دخل سجون النظام، أو بحثت محققاً عن انتهاكات حقوق الإنسان، بكل تفاصيلها، وسائر شعبها، في أقبية التعذيب، في زنازين نظام سورية المجرم؟؟!!
هل سمعت بالناس يذبحون بالسكاكين، ويقتلون بالفؤوس، ويخنقون بالكيماوي، ويلقون وهم أحياء، من أعلى العمارات ؟؟!!
هل سمعت بعمارات دكت بالبراميل المتفجرة، والصواريخ القاصفة، والأسلحة الثقيلة؟؟؟
أما سمعت بمجزرة حماة، التي راح ضحيتها خلال أيام، عشرات الألوف من البشر؟؟
أظن أنك تابعت، مأساة سجن تدمر، وما وقع فيها، وما حلّ بضيوفها، خلال عشرات السنين، من مجازر وفظائع وكوارث، كأنها أفلام رعب، صنعت من عالم الخيال، بينما هي تصرخ على نفسها، بالحقيقة المرة التي تدمي القلب، وتجرح الفؤاد، وتدمع العين دماً!!!
الناس يموتون جوعاً، بفعل حصار النظام المجرم، لشعب سورية، يموت الطفل والشيخ الكبير والمرأة، لأنه لم يجد ما يأكل لتستمر الحياة، لأنهم أكلوا كل شيء، ولم يبق سوى التراب!!!!
أكثر من أربعين عاماً، وشعب أعزل، تمارس عليه كل صنوف الإرهاب، ولو نطق أي شيء في بلدي، لقال: إني خائف، حقاً إنها قصة ( العين والمخرز) .... ليست مثلاً، ولكنها حقيقة بكل أبعادها.
ثم النظام المجرم، يحارب الإرهاب!! ويصر على حرب الإرهابيين!! ويصمم على معاقبتهم!!
يذبح عشرات الألوف،  ويريد مقاومة الإرهاب !!!!!!
يقتل بلا هوادة، وبصور مرعبة مفزعة بشعة، ويريد محاسبة الإرهابيين!!!!
يحرق سورية من طرفها إلى طرفها، ويصيح، الإرهاب، الإرهاب !!!
يدمر كل شيء في البلد، ويريد من العالم، أن يندد بالإرهاب !!!!!
فعلاً هؤلاء من ينطبق عليهم المثل ( رمتني بدائها، وانسلت)، وحقاً هؤلاء هم من يقال عنهم ( ضربني وبكى، وسبقني واشتكى) وهم وهم الذين نسمع عنهم ( يقتلون القتيل، ويمشون بجنازته).
ولكن الشمس لا تغطى بغربال، وورقة التوت سقطت منذ زمن بعيد، حتى شاهدها الأعمى، وسمعها الأصم، ولكن هؤلاء القوم، مردوا على الكذب، والنفاق، وما عادت عندهم ذرة من حياء.
وفي الحديث الصحيح : ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
وهنا تحضرني مقاطع من قصيدة لنزار قباني, يقول فيها:
متهمون نحن بالإرهاب إذا كتبنا عن بقايا وطن....
 مخلع... مفكك مهترئ.
 عن وطن يبحث عن عنوان...
* * *
عن وطن... لم يبق في آفاقه حرية حمراء... أو زرقاء... أو صفراء...
* * *
عن وطن يمنعنا أن نشتري الجريدة. أو نسمع الأنباء...
 عن وطن... كل العصافير له ممنوعة دوماً من الغناء...
 عن وطن... كتابه تعودوا أن يكتبوا من شدة الرعب... على الماء.

ومن الدجل المرير، أن تطرح قضية الإرهاب وبحثها، من قبل عصابات الإرهاب الأسدية المجرمة، وممن يحميهم، ويغطي على جرائمهم، ليحرفوا العربة عن مسارها، ويجعلوا القضية في غير مربعها، حتى يصبح الجلاد ضحية، والظالم مظلوماً، والقاتل مقتولاً، والمجرم حملاً وديعاً، الإشكال ليس هنا لأن الأمر مكشوف ومعروف ومعلوم، ولكن أكبر إشكالية، في الرجل الأممي الذي يعجب من المعارضة، أنها لماذا لا تريد البحث في ملف الإرهاب!!!!!!! لا حول ولا قوة إلاّ بالله. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق