الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2014-03-13

دم الدجاجة لن يضيع هدراً........؟؟!! – بقلم: د. عبد الغني حمدو

في التسعينيات من القرن الماضي أن شخصاً عراقياً يقود سيارته في أحد أحياء الموصل ضمن شارع ضيق نوعاً ما , ولكن سوء الطالع كان  بالمرصاد  عندما صدمت سيارته دجاجة فأردتها قتيلة ممزقة ومتناثرة أجزاؤها تحت عجلة السيارة , أوقف الرجل سيارته لعله يستطيع إسعاف الدجاجة , ولكنه فوجيء بصاحبة الدجاجة تشتمه وتكيل له الشتائم والسباب, فأجابها الرجل بكل هدوء هي دجاجة ياخالة !! ولن تكون في يوم من الأيام بقرة وإن كان سعرها خمسة آلاف دينار فهذه خمسة عشر ألفاً حق دم الدجاجة , ولكن المرأة زاد جنونها وقالت نحن لسنا بحاجة لفلوسك , ونادت على أبنائها  فجاؤا مسرعين لتبدأ الحرب بين الطرفين فقتل الرجل الشقيقين , وتمكن الأخ الثالث من قتله , ثلاث عوائل دمرت بسبب دجاجة , والدجاجة سحقت وديتها كان ...ثلاثة رجال قد قتلوا , وما تبع ذلك كان أعظم .


1997 يصحو صاحب البيت في مدينة الموصل العراقية على صوت قرقعة في حديقة المنزل , وعندما نظر من الشباك وجد لصان يحاولان سرقة عربته (البيكآب) أحد اللصوص داخل العربة والثاني خارجها , فأراد تخويفهما فقط وأطلق عدة أعيرة نارية تحذيرية في الهواء ليهرب اللص الذي كان خارج العربية  بينما اللص الآخر بقي فيها لأنه قد مات من شدة الخوف .
تبع ذلك جلسة عشائر للصلح بين الطرفين , وكان طلب أهل الميت الدية فهو عندهم قتل غير متعمد , ويجب أن تكون الدية هي البيكآب نفسه وحجتمهم في ذلك (خطية لقد مات ونفسه بالبيكاب ) لكي يرتاح في قبره فلم يستطع سرقة العربة في حياته فأخذها عنوة بعد مماته
فلو أسقطنا الواقعتين تلك على الواقع الذي نعيشه في سوريا الآن:
الشعب السوري يباد وسوريا دمرت وتدمر وفي طريقها لدمار البقية الباقية منها عمرانا وأخطر الأمور هو تدمير النفس البشرية الحية والباقية حتى الآن وكل ذلك من أجل من ؟
فقط من أجل دجاجة أو بطة !!!!
أو من أجل حرامي هو وعائلته ومن لف حوله وعروق فاسدة في المجتمع السوري !!
 نشرت التقارير الحديثة أن خسائر قوات الأسد قد فاقت ال350.000 وخسائر الطرف المقابل فاقت ال700.000 ألف وعدد المهجرين والنازحين فاق ال9ملايين والدمار والخراب أتى على كل البنى التحتية , وأصبحت سوريا تحت احتلال أممي والسوري يُقتل من كل الأطراف , فعصابات الأسد أصبحت تحت حكم وسيطرة الفرس والروس وحزب اللات وغيرهم من القوى وأصبح السوري نكرة بمفهومهم وعقلانيتهم وتصرفاتهم وعدم الثقة فيهم ويُقتلون عشرات ومئات وآلاف
وعلى الطرف المقابل إمارات حرب ولصوص وغرباء ودول ومخابرات , وكل تلك القوى موجهة لقتل السوري فقط
والكل ينتظر المهدي الذي سيخلص الناس من الظلم
ولكن المهدي لن يظهر إلا عندما تسقط قوانين الفيزياء وتسكن حركة الألكترونات على مدارها ويخرس البارود وتنتهي الكهرباء والطاقة وتعود مستخدمة الوسائل البدائية السيف والرمح والقوس والنشاب
والسؤال هنا إن استمر الحال على ماعليه
هل سيجد المهدي عندها على هذه الأرض مظلوماً ليرفع عنه الظلم أو ظالماً ليرده عن ظلمه ؟

د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق