منذ أن وُضع بشار قبل أربع عشرة سنة عجاف .. حاكما
على سورية بعد موت أبيه .. بالوراثة لأول مرة في تاريخ سورية .. وفي تاريخ الأنظمة
الجمهورية ..
قلت للناس وللإعلام والصحافة منذ ذلك الوقت :
ولا أزال أكرره على الملأ أجمع :
أن بشار أتفه .. وأضعف . . وأهون .. وأقل إمكانية
.. وقدرة على حكم بلد عريق .. كبير .. عظيم مثل سورية !!!
أن بشار ما هو إلا دمية .. وألعوبة فكاهية في يد
خدم وعبيد أبيه .. يُستخدم كدريئة وستار لهم يحركونه كما يشاؤون .. ليقضوا وطرهم
.. ويحققوا مصالحهم في سلام وأمان !!!
فكانوا يظهرونه في المكان الذي يشاؤون .. ويضحكون
عليه .. مستغلين جهله وحماقته .. وبلاهته
.. وحبه للخطابة الرنانه .. وشغفه بسماع أصوات التصفيق المدوية .. والهتافات
المجلجلة بإسمه .. وهيامه في الظهور على وسائل الإعلام .. ليكون هو في الواجهة .. وفي
فوهة المدفع !!!
هذا هو حاله منذ أن وُسد إليه أمر حكم البلد بقوة
السلاح ..
فالذي يحكم .. ويقرر .. ويصدر الأوامر لبشار .. هي
عصابة أبيه المتخفية وراء أستار .. وحواجز ..وسدود .. ومن ثم يُطلب من بشار شكلياً
.. وظاهرياً .. وصورياً أن تُعلن هذه المراسيم والقوانين بإسمه أمام الشعب المسكين
.. وأمام وسائل الإعلام .. ليبقى هو رمز الكيان النصيري .. يلتف حوله الجميع
للمحافظة على مصالحهم .. ومخصاصاتهم المادية !!!
بالضبط كما كان صلاح جديد وأبوه يفعلان مع كل من
أمين الحافظ .. ونور الدين الأتاسي في الستينات من القرن الماضي .. حيث كان كلاهما
في منصب رئيس الجمهورية .. ولكن لا حول لهما ولا طاقة .. كانت وظيفتهما التوقيع
فقط على المراسيم الموجهة لهما .. من قبل صلاح جديد وحافظ أسد .. قبل أن ينقض هذا
الأخير على الحكم علانية .. ويصبح هو الآمر الناهي جهاراً .. وعلى المكشوف ..
ويقضي على كل من خالفه .. حتى ولو كان أقرب المقربين إليه !!!
ولكن منذ أن بدأت الثورة في سورية قبل ثلاث سنوات
.. أصبحت الزمرة الحاكمة الفعلية في سورية .. ليست بشار ولا عصابة أبيه .. ولا
الطائفة النصيرية .. ولا حثالة ذراري المسلمين .. وإنما الحلف الشيعي العالمي
المرتكز على إيران في الدرجة الأولى .. هو الذي يتحكم بالقرارات السورية بشكل مطلق
.. لأنه هو الذي أصبح يضخ الأموال الطائلة على خزينة الأسد .. ويحشد كل القوى العسكرية
من مقاتلين شيعة من كل أطراف المعمورة .. ومن أسلحة ثقيلة ومتنوعة الفتك والقتل
!!!
وأصبحت قيمة غير الشيعي لا تساوي شروى نقير ..
لأن إيران هي التي غدت تتحكم في مقاليد الأمور كلها
في سورية .. سواء بإستمرار الحرب .. أو ايقافها .. ولا يملك بشار ولا من حوله أي
قوة للتأثير على مجريات الحرب .. وكل ما يظهر في الإعلام .. عبارة عن تهريج ..
ومسخرة .. وضحك على الذقون !!!
ولا أدل على ذلك .. من الإهتمام البالغ .. وراء
تحرير كل المعتقلين والمعتقلات من خارج الطائفة النصيرية .. التي أصبحت جميعا
ذكورا وإناثا .. في قلب المحرقة .. ولا بواكي عليهم !!!
فمنذ سنتين تم تحرير الرهائن الإيرانية التي كانت
تحتجزهم كتائب الفاروق .. ولم يتم الإهتمام بالمحتجزين النصيريين لدى المجموعات
الجهادية المختلفة .. ولا من أفراد ما يسمى بالجيش العربي السوري !!!
وفي السنة الماضية تم الإفراج عن معتقلي حزب
الشيطان بعد بذل جهود جبارة وحثيثة .. ووساطات دولية .. وفي الوقت نفسه بقي
المعتقلون والمعتقلات التابعين لطائفة بشار على حالهم .. دون أي اهتمام .. ولا
اكتراث !!!
وها هي المرة الثالثة التي يتم فيها إطلاق رهائن
بموافقة النظام الأسدي .. ولكن هذه المرة كانت الرهائن .. راهبات معلولا من
النصارى .. وبقيت الرهائن النصيريات على حالهن في الأسر دون أي قدرة أو استطاعة لدى
بشار وأزلامه لتحريرهن !!!
ماذا تعني هذه الوقائع ؟؟؟
إنها تعني أن :
1-
بشار
ليس له سلطة في الحكم إطلاقاً .. ولا يملك القدرة على تحرير أبناء طائفته .. والتي
هي أولى بالمعروف .. وأولى بالتحرير !!!
2-
إيران
لها اليد العليا .. والقوة العظمى .. وذات التأثير الكبير في القرارات السورية !!!
3-
الفرس
ينظرون إلى كل من هو غير شيعي .. سواء كان مسلماً أو نصيريا .. نظرة احتقار ..
وازدراء .. واستخفاف !!!
4-
وبناء
على هذه النظرة الإستكبارية للفرس تجاه المسلمين خاصة .. والفرق التي انشقت عنهم
مثل النصيرية عامة .. وبناء على تحكمهم في القرار السوري .. فإن مصلحتهم أن يبق
المسلمون .. والنصيريون أبد الدهر قيد السجون ليموتوا داخلها .. وبالتالي يتخلصوا
من كليهما !!!
5-
ولذلك
لن يهتموا .. ولن يبالوا بأي ندءات أو استغاثات من قبل أبناء الطائفة النصيرية
لتحريرهم من الأسر!!!
السبت 14 جمادى
الأولى 1435
15 آذار 2014
د/ موفق مصطفى
السباعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق