الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2014-03-17

مقارنات واقعية – د. عبد الغني حمدو

1-   الملك والعنكبوت
يروى عن أن احد الملوك فقد ملكه فجمع مؤيديه ودخل حرباً ضد أعدائه فهزم أول مرة ومن ثم حاول المرة الثانية حتى السابعة ودخله اليأس في المرة السابعة ولجأ لمغارة وهو حزين بائس يائس , وهو مسلتقي على قفاه شد انتباهه حركة عنكبوت تحاول بناء سكن لها , وعليها أن تربط الخيط الأول ليهون عليها البناء فكانت تقفز من مكانها للمكان الذي حددته وفي كل مرة تفشل فأحصى لها عدد القفزات ففشلت سبع مرات وفي الثامنة نجحت , فقال في نفسه لن يحل اليأس في نفسي بعدها فجمع عناصره وشن هجومه على خصمه فكان النصر


في الثورة السورية كلما خسر الثوار معركة أقاموا الدنيا وأقعدوها وبدأت الاتهامات بدليل أو بدون دليل تخون الجميع وكأن الثوار يملكون القوة التي يمتلكها العدو أو هم جيش يخوض معركة ضد عدو زاحف , فكأن الفشل في مكان يعني النهاية , بينما الفشل أو الخسارة في مكان ما قد يكون الدافع الأقوى للنجاح , وهذا لايعني أن نترك المتخاذل أو العميل أو الخائن , يفرح بعمله وعلينا أن ندرس الأخطاء لنتلافاها في المواقف المتشابهة أو أصعب مما حصل في يبرود , فثوار يبرود حياهم الله الأحياء منهم والأموات أوقعوا خسائر كبيرة في العدو , والثورة عندنا هي مدى مقدرتك على أن توقع أكبر الخسائر في العدو , وهو واقع حرب العصاب لتفاوت القدرة العسكرية بين الطرفين فيلجأ الضعيف لحرب العصابات لانهاك العدو القوي واستنزاف قواته .
2-   تكتيك العدو
عندما تحولت الثورة السورية لثورة مسلحة سحب العدو قواته وركزها في المدن , للتقليل من التشتت والسير بكتلة قوية للنيل من الثوار , وقصف المواقع بالطيران والصواريخ البعيدة المدى , وفي نفس الوقت لترك مناطق خارجة عن سيطرته لكي تتحول تلك المناطق لمناطق يديرها أمراء حرب يختلفون على الريع والربح والخسارة ونهب الموارد والآثار وينسون الهدف الحقيقي الذي قامت لأجله الثورة , عَملُ الثوار الحقيقيين قد أنهك جيش العدو مما اضطره للاستعانة بإيران وحزب اللات والعراق وروسيا وحتى عصابات المخدرات المافيا في أمريكا اللاتينية ودول الاتحاد السوفييتي السابق , ليتحول الجيش العقائدي لجيش مرتزقة , هذا يعطي دفعا قويا في البداية ولكن نتيجة عدم الترابط بين الأطراف سيكون نتيجته الفشل فالثوري يدافع عن وطنه وعرضه وكرامته لذلك عنده نفس الاستمرار , وسينتصر وتخسر البلاد التي تحارب مع العدو
3-   حماس ومصر
طالبت دول الغرب المجتمع في الديمقراطية , ففازت حماس عام 2006 وبما أن حماس اخوانية أسقطوا الانتخابات وحاصروا غزة وقسموا فلسطين لدولتين , وفي مصر فاز الاسلاميون  ونجح الرئيس في الانتخابات فأسقطوه
في الثورة السورية الشعارات كلها تنادي وترفع الراية السوداء وتقول للجميع نحن قادمون والخلافة هدفنا وتحرير فلسطين بعد دمشق , وفي نفس الوقت يطلبون السلاح ممن يصنفونهم بالأعداء , وتعددت الرايات وتعددت الجبهات
وكل طرف يخون الآخر في أنه مرتبط بدولة أجنبية , وكل طرف يدعي بمشروع خاص لن تقف قوى العالم ضده , وكل مشروع من كل المشاريع المطروحة , وقف العالم الأجمع ضدها وصنفها تحت قائمة الارهاب
ونظرة القوى العالمية الآن ..ليأكل الارهاب بعضه بعضاً , فالعدو مجرم إرهابي والقوى الثورية شعارها هكذا
يبقى في الوسط ماهو المشروع السياسي الواجب طرحه وتجمع القوى الثورية حوله لكي يتعاطف العالم مع المظلوم ضد الظالم ؟
د.عبدالغني حمدو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق