مضت ثلاثة أعوام على ثورة الحرية والكرامة وشاهد العالم أجمع مافعله
طاغية العصر بشار بأبناء سورية من قتل وحرق وتدمير وحصار وتهجير حيث لم يترك وسيلة
تفتك بأبناء سورية إلا استخدمها طيلة ثلاث سنوات وحتى الآن.
ويتساءل
البعض من السوريون لماذا لم يتحقق النصر لثورتهم بعد مضي هذه السنين ولم يجدوا إجابة
لتساؤلاتهم سوى تحميل المسؤولية للدول العربية والأجنبية وفصائل المجاهدين
وتنسيقيات الثورة والسياسيين ... ويشغلون الكثير من وقتهم لمحاسبتهم واتهامهم
والتنظير لما يقعون به من أخطاء تضر بالثورة حسب تصورهم.
فكم تكون
المحاسبة صادقة عندما يحاسب المرء نفسه قبل أن يحاسب الآخرين، فحري بنا جميعًا أن
يسال كل واحد منا نفسه ماذا قدم للثورة السورية طيلة ثلاث سنوات مضت في المهجر؟
لنتدارك تقصيرنا بحق إخوتنا الثوار.
فيسأل كل من وسع الله في رزقه كم يتيم تكفل وكم
هي النسبة المئوية التي تبرع بها للثورة من مجموع ما يملكه من أموال طيلة ثلاث
سنوات؟
ويسأل
كل من يستطيع حمل السلاح ومنعته ظروفه بالالتحاق مع فصائل المجاهدين ليجاهد معهم:
هل عمل على تجهيز غازٍ؟
ويسأل
الأطباء والممرضون أنفسهم - في مختلف التخصصات - الذين يمارسون مهنتهم خارج سورية:
هل خصصوا إجازاتهم السنوية أو جزأً منها لمعالجة المجاهدين في الجبهات داخل سوريا أو
في المدن والقرى المحررة؟
ويسأل المعلمون أنفسهم: هل ذهبوا إلى المناطق
المحررة في داخل سوريا أو خارجها في المخيمات ليعلموا أبناء سورية؟
ويسأل
الدعاة أنفسهم: هل ذهبوا إلى المدن والقرى المحررة ليفقهوا الناس في دينهم
لحمايتهم من الأفكار التي يروج لها الخوارج؟ أو ليصلحوا ذات البين.
ويسأل
السياسيون أنفسهم: هل عملوا على وحدة الصف بتقديم
مصلحة شعوبهم العامة على مصالحهم الحزبية؟
ويسأل
كل من يعمل في المجال الفني: هل قاموا بتوحيد جهودهم لإنتاج الأعمال الفنية لكشف
حقيقة وتاريخ عصابة آل الأسد؟ ليشاهد أعمالهم المخدوعون بتلك العصابة.
ويسأل
من يملك المصانع والشركات والمتاجر في المهجر: هل قاموا بتأمين العمل للذين فروا من بطش عصابات الأسد بعد أن هدمت
بيوتهم وقطعت أرزاقهم؟
وليسائل نفسَه كلُّ من يعلم أنه يستطيع تقديم أي شيء يفيد
الثوار: لماذا لم يقدم لهم تلك المساعدة؟ فكل منا أعلم بنفسه وما يستطيع أن يقدم
من فائدة للثوار على أرض الواقع.
وليبادر كل منا ليعرض إمكاناته ويقدم خدماته، وليس مَنْ بَكَّرَ
كمن تأخر لا يستويان عندالله، والله لا يُضيع مثقال ذرة:
﴿ وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ . مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾
نسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعًا الإخلاص في
القول والعمل وأن يعيننا على تحمل مسؤولياتنا
للوقوف بجانب أهلنا في سورية الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجلهم وأجلنا ... ونسأله
جل علاه أن يكتب الأجر للمخلصين الذين ناصروا أهلنا منذ بداية الثورة على أحسن وجه
فقدموا أموالهم وأنفسهم وأولادهم لنصرة الشعب السوري إرضاء لله لا ينتظرون
من أحد جزاء ولاشكورًا وأن يخلف الله عليهم في الدنيا والآخرة :
﴿ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ
عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾
ياسر عبدالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق