الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2014-03-03

من بديهيات الثورة السورية – بقلم: د. عبد الغني حمدو

وصول الثوار إلى البحر والسيطرة على  اللاذقية جزئياً أو كلياً , هذه الحالة معروفة للجميع وأن نهاية نظام الأسد الاجرامي ونهاية الاستعمار الروسي الإيراني لسوريا يبدأ من ذلك المكان

لنغوص في عمق هذه القضية قضية جبهة الساحل ونحلل الوقائع الموجودة بصراحة تامة بعيداً عن المداهنة والمواربة والأوهام , فالحديث يدور هنا فقط عن محافظة اللاذقية مؤجلاً الحديث عن باقي الساحل السوري لارتباط طرطوس بواقع حمص وتطور الأحداث فيها بشكل مباشر أكثر من ارتباطها باللاذقية
يمكن تقسيم المسارات المؤثرة إلى مسارين رئيسيين هما:
أولاً: المسار الخارجي وتأثيره المباشر وغير المباشر على القضية


ثانياً : المسار الداخلي
يمكننا وصف التأثير الخارجي على معركة تحرير الساحل هو معركة بين الثوار وبين القوى الخارجية , وهذه القوى تقف بقوة ضد الثورة وتمنع أي انتصار أو تحرك أو تقدم للقوى الثورية في ريف اللاذقية بحيث جعلت حدوداً وهمية لايمكن للثوار تجاوزها وفي نفس الوقت لايسمح لجيش الأسد تجاوزها وجعلت تلك الحدود مبنية على أساس طائفي بحت مناطق سنية ومناطق علوية وتم تهجير السكان من منطقة الحفة التابعة للسنة كما تم تهجير بعض القرى التابعة للطائفة العلوية من المناطق السنية في ريف اللاذقية , وبسبب تفوق قوات الأسد المجرمة بالسلاح والعتاد والدعم فهي تقوم بقصف المناطق السنية بشكل دائم ومستمر وتسبب ذلك بنزوح معظم القرى والمناطق إلى الدول المجاورة مع تعرض الباقين لجميع أنواع التهديد , في حين أن المناطق التابعة للعلوية بعيدة عن متناول القصف لأن القوى الخارجية تمنع حصول الثوار على الأسلحة المتطورة لخلق نوع من التوازن بين الفريقين بحجة واهية ألا وهي الخوف من الصراع الطائفي , وحماية الأقليات في سوريا
والذي يثير السخرية في هذه الحجة أن الحرب الدائرة في سوريا تطحن الجميع الأقلية والأكثؤية ولا توفر أحداً , فالسني يُقتل والعلوي يُقتل وكل الأطراف في سوريا معدة للذبح على موائد اللئام أو الهروب من هذا الجحيم فبشار المجرم وأعوانه لاوزن عندهم لأي سوري أكان من طائفته أو من غيرها , المهم عنده فقط تنفيذ المطلوب منه وهو تدمير سوريا شعباً ودولة وإبادة وتهجيراً , وحذاء إيراني واحد عنده يساوي كل طائفته وكل سوريا
المسار الداخلي : ويمكن البحث فيه بمسارين فرعيين هما:
    1-                       الواقع العسكري والعمق الاستراتيجي للساحل السوري , هذا العمق عندما يكون متصلاً اتصالاً كاملاً بالمقدمة وخطوط الاحتكاك بين الثوار وقوات الأسد يكون له التأثير المجدي والإيجابي على التحرك الثوري والتقدم باتجاه البحر , ولكن قوات العهر الأسدية تقف حاجزاً قوياً لمنع ذلك الاتصال , بسيطرته على الغاب وجسر الشغور بحيث أصبح طوقاً شبه كامل يحيط بالمناطق التي يسيطر عليها الثوار في ريف اللاذقية وهو جبل الأكراد هناك , فطرد قوات الأسد من جسر الشغور والغاب هو الذي يجعل من معركة الساحل سهلة المنال , ولكن وجود هذا الطوق يستطيع إفشال أي تحرك كما حصل في الصيف الماضي عندما سُحبت القوات من وادي الضيف ومن محافظة ادلب للمساعدة في استعادة المناطق التي دخلها الثوار , وللأسف فإن الألوية والكتائب في محافظة ادلب يعون ويعرفون هذه الحقائق ولكنهم في متاهات نفعية شتى
    2-                       القوى الثورية على الأرض في ريف اللاذقية مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالداعمين والتابعين لقوى المعارضة في الخارج وهذه القوى مرتبطة بأجندات خارجية مختلفة المشارب , والقوى الخارجية مازالت تسير على هوى الديكتاتور الأممي المتمثل بالقوى الصهيونية العالمية , وانتصار معركة الساحل هو المفصل التاريخي للتحول في المنطقة العربية وخروج الشرق الأوسط عن التبعية للتخلف والتدهور والانحطاط
فباعتقادي أن اختلال التوازن لصالح الثورة في ريف ادلب الجنوبي وكسر الطوق المحيط بجبل الأكراد هو بداية النهاية لانتصار الثورة السورية , مهما بلغت حدة التآمر الخارجي والداخلي من قوة على الثورة السورية .
د.عبدالغني حمدو



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق