الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2014-03-02

حوار د.عامر البوسلامة عضو المكتب التنفيذي لإخوان سورية لـ«المجتمع». - أجرى الحوار: محمود القاعود

د. عامر البوسلامة
دعا الأكاديمي السوري، د. عامر البوسلامة، أحرار العالم إلى تبني القضية السورية، وحثّ الحكومات والشعوب على اتخاذ مواقف منددة بإجرام نظام «بشار الأسد»، مطالباً العرب والمسلمين، والمجتمع الدولي ومؤسساته، أن يضطلعوا بمسؤولياتهم، تجاه الإبادة الجماعية التي تجري في سورية. وقال البوسلامة، عضو المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان بسورية، في حوار خاص مع «المجتمع»: إن أي حل سياسي مشروط بإزالة «بشار» وشبيحته وأركان نظامه من القتلة الذين أفسدوا في الأرض، مذكراً الأمة جمعاء بواجبها الشرعي تجاه مساندة الشعب السوري، ومناصرة قضيته العادلة، فالمسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ولا يخذله، بل يسانده وينصره. ودعا القيادي الإخواني كافة فصائل المعارضة السورية إلى وحدة الكلمة، ورصّ الصفوف، والعمل معاً على مشروع يحقق هذا واقعاً على الأرض، وطالب كل الفصائل بأن تكون يداً واحدة، كالبنيان يشد بعضه بعضاً، كمثل الجسد الواحد، محذراً من الفرقة، ومعتبراً أنها ويل وشر، وفشل وانكسار، مذكراً بقوله تعالى: { وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {46}}(الأنفال).


مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي: < في البداية، هلا أخبرتنا عن حقيقة الوضع على الأرض في سورية؟ - الوضع بصورة عامة، فيه صعوبة بالغة، والناس في حصار، جوع، نقص في كل المتطلبات، شح ظاهر في الحاجات كافة، وفقدان لكثير من مقومات الحياة، في كثير من المدن والمناطق، أما الوضع العسكري، رغم تحرر كثير من الأراضي السورية، إلا أنه كر وفر، وما زالت لغة التوازن على الأرض، هي اللغة السائدة، ولكن المعنويات عالية. وكل يوم يثبت الشعب السوري، أنه شعب أصيل، ثابت، مستعد للتضحية بكل شيء، من عرَض الدنيا، من أجل القيم العليا، ولو كان هناك من يتتبع وقائع وأحداث ونوادر هذه الثورة، وهذا الشعب، لكتب مجلدات، تحكي قصة صبر، وثبات، وتضحية، وتعاون، وتسامح، وفدائية هذا الشعب الأبي البطل، الذي أثبت أصالة معدنه. تتأكد لك هذه الحقائق، عندما تطلع على جهود المجالس المحلية، والهيئات الثورية، والجمعيات والمنظمات العاملة، والمؤسسات الفاعلة، ومنها الهيئات الشرعية، والقضائية - رغم ضعف الموارد، وقلة الإمكانات - فتشعر أنك أمام شعب حضاري بحق، وحالة كالحالة السورية، لا بد فيها من ظهور بعض النتوءات غير الصحية، ولكن نحن نتحدث، عن الوصف العام. ولماذا لا يكسر هذا التوازن، ليكون في صالح الثوار؟ - بسبب ضعف الإمكانات، فالثوار يحتاجون إلى سلاح نوعي، حتى يتم كسر هذا التوازن، والواقع يقول: إنه لا توجد عندهم، حتى الذخيرة العادية، في كثير من الأحوال، فكيف يكسرون التوازن؟! الأمر ليس بالهين، وذلك لعدة أسباب، لعل أهمها، رغبة بعض الدول المتنفذة، والتي تريد إبقاء الوضع، على هذه الصورة، حتى تحقق أغراضها، وتسوق الناس إلى الحل الذي تريد، وتكون البلد، قد أنهكت، دماً وحجراً وبنية تحتية، وكل شيء، لكن الله تعالى أكبر.  وما الحل برأيكم؟ - أن يُكسر حاجز المنع للسلاح النوعي، ليكون بيد الثوار، وهم بعد ذلك قادرون - بإذن الله تعالى - على حسم الموضوع، ضرورة وجود الدعم الحقيقي والكافي، أما الدعم الشكلي، أو المحدود، فلا يصنع المراد! < ممن تأملون أن يكون هذا الدعم الحقيقي؟ - نأمله من الله عز وجل أولاً، ثم من إخواننا العرب والمسلمين، كما نأمل من أحرار العالم، أن يقوموا بهذا الأمر، حكومات وشعوباً، من خلال تقديم الدعم المناسب واللازم للثوار في سورية، وأن يقضوا على هذا النظام المجرم، الذي ارتكب أبشع الجرائم، وأفظع المجازر، بحق أبناء الشعب السوري، لكسر التوازن لصالح الثوار، فقد بات ضرورة، لا يصح تأجيلها ساعة من ليل أو نهار، لإيقاف هذه الجرائم ضد الإنسانية، التي تحصل في سورية، ومن الكارثة أن يبقى الموقف العام على هذه الصورة، تفرج.. تنديد.. شجب.. تحقيقات.. دعم بالقطارة، لا يسمن ولا يغني من جوع.. مناورات سياسية. لكن هل هذا يعني أنك تستبعد الحل السياسي؟ - لا يمكن لعاقل أن يغلق أي ملف من ملفات العمل، بل عليه أن يأخذها حزمة واحدة، بنسب الحاجة، وبتوازن دقيق، من خلال رؤية واضحة، فالثوار بحاجة للعمل العسكري والسياسي والمدني والقضائي والإفتائي والتربوي، والداخل والخارج، والخنادق والفنادق، وكل شُعب العمل وواجهاته، وكلها تعمل معاً على إنهاء وجود «الأسد» بكل أركانه ومرتكزاته. بالإضافة إلى محاسبة كل المجرمين، الذين ارتكبوا جرائم بحق هذا الشعب، والعمل على إقامة دولة سورية حديثة، قائمة على قيم العدل الذي هو جماع الحسنات، ونبذ الظلم الذي هو جماع السيئات، مع تحقيق قيمة الحرية، وحقوق الإنسان، ولا يوجد أي تعارض بين كل هذه المفردات، كما يحلو لبعض الناس تصويره، بل ينبغي أن نأخذها بلغة التكامل. بالعودة إلى الداخل، نسمع كثيراً عن كارثة جنوب دمشق، فما حقيقة الأمر؟ - فعلاً في جنوب دمشق، بدأ الناس يأكلون لحوم القطط! نتيجة الحصار والتجويع، من قبل النظام المجرم وشبيحته المرتزقة، لذا تعيش هذه المنطقة وغيرها من المناطق السورية المشابهة لها، حالة غاية في الصعوبة، حالة عند وصفها يكاد المرء ألا يصدقها، من هول ما يسمع، ولكنها حقيقة واقعة، وحدث مؤلم. وهذا الأمر يحتم على العرب والمسلمين وأحرار العالم، والمجتمع الدولي ومؤسساته، أن يضطلعوا بمسؤولياتهم، تجاه هذا الذي يجري في سورية، وهذا الصمت والترك للمجرم أن يفعل ما يشاء، مصيبة، وعنوان يدق ناقوس الخطر، على توصيف هذا العالم الذي نحن فيه. نسمع عن خلافات بين الثوار، وانقسامات فيما بينهم، بل نسمع بتقاتل، فما صحة ذلك؟ - القضية لا تخلو من مبالغات، وعلى كل حال، ندعو إلى وحدة الكلمة، ورص الصفوف، ويجب أن نعمل جميعاً على مشروع يحقق هذا واقعاً على الأرض، فالفرقة ويل وشر، وفشل وانكسار { وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }، وعلى كل الفصائل أن تكون يداً واحدة، كالبنيان يشد بعضه بعضاً، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ويؤلمنا أن نسمع أحياناً خلاف ذلك.  تردنا أخبار عن وجود متطرفين وتكفيريين، فما قولكم؟ وما رأيكم في هذه المسألة؟ - أيضاً هنا، في هذا الأمر مبالغات مقصودة لأغراض معروفة، والذي ندين الله به، وهو الذي عليه جماهير المسلمين، في بلدنا، أن الإسلام دين الوسطية والاعتدال، والغلو ليس من الإسلام في شيء، بل الإسلام حرب عليه، لذلك ينبغي أن نأخذ بمنهج التيسير لا التعسير، والتبشير لا التنفير، والتسهيل لا التعقيد، كل ذلك بالضوابط الشرعية، التي صنعت فهومها، على نظر سليم، وقواعد صحيحة. «فإن المنبت، لا أرضاً قطع، ولا ظهراً أبقى»، «يسِّروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا»، «وما كان الرفق في شيء، إلاّ زانه، وما نزع من شيء إلاّ شانه»، والدعوة إلى الله تعالى، تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، له قواعده وضوابطه، التي تجعله في سياق الحكمة، تفسيراً لما مضى، والمؤمن إلف مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف. < في الختام، هل هناك ما تود أن تقوله؟ - أسأل الله النصر القريب لشعبنا، والرحمة لشهدائنا، والشفاء لجرحانا، والفرج لمعتقلينا، والعودة لمهاجرينا، كما نسأله سبحانه الهزيمة والخزي لنظام الإجرام الأسدي. كما نذكر أمتنا، بالواجب الشرعي، في مساندة شعب سورية، ومناصرة قضيته العادلة، فالمسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ولا يخذله، بل يسانده وينصره، ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته. وهنا أنتهزها فرصة، لتقديم الشكر والتقدير، لكل من وقف إلى جانب شعبنا، في محنته، ولو بالقليل، وربما صاحب درهم سبق صاحب ألف درهم، وأسأل الله تعالى أن يثيبهم خيراً، ويعوض عليهم بأكثر مما قدموا، وأن يقيهم السوء والشر، ولا أراهم مكروهاً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق