انطلقت الثورة
من ثلاث سنوات وليس مهما في أي يوم مادام اتفقنا على الشهر .
كثيرون إلتحقوا
بها في وقت مبكر ، معتقدين أن السيناريو الليبي أو المصري سيكون حاضراً ، وربما كانوا
أكثر تفائلاً وتوقعوا السيناريوا التونسي هو الغالب .
الذين توقعوا
الحسم المبكر للثورة ودحر النظام سريعاً ، كان جزئاً كبيراً وغالبية موهومة حاولت أن
تتدارك إنحطاط القبيلة في ظل حكم البعث لتبحث عن مجدها بين الطبقات المهدمة وخلجات
ثورة كانت الدماء وآنات الجرحى هيا العلامة البارزة .
الباحثين
عن مجد القبيلة تناسوا عدد الشبيحة في قبيلتهم وسرعان ما بدؤوا ينسبون الشهداء والجرحى إلى قبيلتهم ، لا بل نسبوا الهواء والماء
والأماكن وحتى التراب والحجارة .
واقتنعوا
يقيناً من خلال صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم أنهم الأكثر ثورية والأكثر تضحية ومكثفين نشاطهم ساعين لإقناع غيرهم بأنهم ليس الوحيدين
في العالم ولكنهم الأفضل والأجود .
ولاضير عندهم
من أن يكون بديل (سوريا الأسد )هي (سوريا قبيلتنا
).
وفي بحثهم
المحموم بين فتات المجد لاضير من ازاحة خصومهم الاقل ثورية أو حتى املاء النظام الذين
لايريدون لسوريا أن تكون قبيلة وانما الدولة .
كثيرون يستمتعون
بحياتهم دون منغصات فهم واهلهم في مكان أمين وحرز مكين ويمارسون الثورية في وقت فراغهم
على صفحة فيس بوك رتيبة أو بالتغني بشهداء وجرحى ماكانوا ليعرفوهم إلا من خلال هذه
الصفحات ولم ينتموا لهم في يوم من الايام .
يبنون صرح
امجادهم على دماء الشهداء ولو نهض الشهداء لبصقوا في وجوههم .
لم يعد خفياً
على أحد أن النظام اعتقل اغلب الناشطين ليس بسبب قوته ولكن ببعض الخيانات ومنها بروز
ظاهرة نشر الأسماء الحقيقة لناشطين على الصفحات
من خلال اخرون يسمون ايضاً ناشطين والبون شاسع بين الاثنين . والتي ورائها عداوات
شخصية او خلافات ولم تكن القبيلة ونزعة التفوق غائبة عن المشهد .
للذين ملوا
الثورة وحاولوا ان يجنوا المغانم مبكراً صبرا صبراً .
فما زلنا
ندفع المغارم ولكن لابأس استمتعوا بعملكم وحياتكم
وتجارتكم فبعد هذه الجراح والدماء لن تجدوا احدا ينافسكم وستكونون انتم المجد وانتم
السؤدد وسيكون للثورة مشيخة ومشّخة ولن يكون
صعباً على الناس إلباسكم الثانية التي فُصلت
لكم وجاءت على مقاسكم ، وستكون سوريا هي الدولة والدولة فقط .
بقلم ابو
علي الكياري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق