تشهد سوريا اليوم أحداثاً مفصلية في ثورة شعبها ضد نظام حكم مجرم قمعي طائفي، والأحداث تلك قد تكون مقدمة لكل ذي لب له تأثير مباشر على الثورة أو غير مباشر عليها
شعوبنا قد عانت وتعاني من
الجهل وفي نفس الوقت لاتقرأ التاريخ ولا تقرأ الأحداث، ولا التصريحات وإنما تأخذ
أمورها على قشورها وسطحيتها، وتدع اللب ليلتهمه الآخرون بدون عناء، فالتضحية تأتي
في سبيل أعداء الأمة والدماء الطاهرة تكون هدايا لمصاصي الدماء وهي ليست منارة
للأجيال الناجية لترشدها في الظلام الدامس
الكل يسعى للبوس السلطة
ويريد إلباس الآخرين بنوعية لباسهم وذوقهم هم، وفشلت كل الجهود في هذا المجال،
فالقاعدة فشلت في كل مكان حاربت فيه وتحولت من كيان مدافع عن أمة تعرضت لغزو خارجي في افغانستان إلى كيان بنظر
غالبية المسلمين أنه كيان إرهابي لتركيزه على قتل كل من يخالفهم من المسلمين
واعتبار كل الشعوب المسلمة كافرة طالما هي رضت بسيطرة الحاكم المصنف عندهم بالكافر
المرتد
واستغلت ظاهرة التطرف تلك
في سوريا من قبل النظام المجرم في سوريا ومن قبل أعوانه وأصدقائه، فكانت الحرب
بين الثوار وأعقبتها العربات المفخخة من
قبل عناصر مايسمى بدولة العراق والشام، هم يحملون نفس راية جبهة النصرة ونفس راية
الكثير من الفصائل، ولكن كل اتجاه يختلف عن صاحبه ربما بلون الثوب أو نوع الخط
المطبوع على الراية، والكل عليك أن تلبس رايتي أو أنا ضدك وإني قاتلك حتماً،
يريدون أن يحكموا شعب والشعب ممزق مدميٌّ جائع مشرد
إن المعارك التي تدور الآن
بين الفصائل الثورية هو أمر متوقع لالبس فيه، وهي ورقة كانت جاهزة لطرحها الآن
والسؤال :
هل سينجح المجرم بشار
وأعوانه باستعمال هذه الورقة وباعتقادهم أنها رابحة؟
أعتقد بأن طرحها الآن لم
يكن إلا غفلة أو سوء تقدير وهي غربلة جيدة في هذا الوقت لظهور المجاهد الحقيقي
وغربلة مدعي الجهاد، لقد ظهر وسيظهر لاحقاً الفصائل التي تنتمي إلى دولة العراق
والشام من جاء منهم للدفاع عن الشعب السوري،ومن جاء منهم ليكون عامل فتنة وقتل
وتصفية وورقة بيد أعداء الثورة
وهذا الوضع ينقلنا للتحرك
السياسي ومؤتمر جنيف فوزير إعلام المجرم الزعبي حدد الهدف من حضور المؤتمر بنقطتين
رئيسيتين هما :
الأولى أن المؤتمر سيناقش
مكافحة الارهاب الذي تتعرض له سوريا حسب زعمهم
والثاني التحضير لاستفتاء
على انتخاب رئيس أو الاستفتاء على بقاء المجرم بشار من عدمه
فالمعارضة السياسية
والممثلة بالائتلاف أصبح حالها بالاختلاف فكل طرف يغني على ليلاه وليلاه ماتت منذ
أمد بعيد
وأجد أن الحل الوحيد لإنهاء
هذا الاختلاف كامن في سبب مباشر وهو من سيمثل المعارضة في مؤتمر جنيف فالممثل
سيحصل على محفزات يعتقد أنها مجزية أي محفزات معنوية ومادية وشهرة إعلامية وشعبنا همه
الظهور أكثر مما همه السبب الناتج عن البروز
وباختصار إن كان السبب في
اختلاف أعضاء الائتلاف ناتج عن حضور أولاحضور المؤتمر كما يدعي البعض مع أنني
لاأعتقد بذلك، ولكن لنفترض ذلك جدلاً أنه هو السبب وللخروج برأيٍ يحصل على شبه إجماع من الجميع إن
صدقت النوايا يمكن اعتماد النقاط التالية وتكليف عضو واحد من الائتلاف لإلقائها
على المشاركين في المؤتمر، وينهي كلمته بالآتي هذه شروط قوى الثورة السورية،فإن
كان بمقدوركم تنفيذها فنحن مستعدون لتكملة المفاوضات وإن انعدمت الضمانات في ذلك
فنحن مستمرون بالثورة المسلحة حتى النصر والنقاط هي :
1- ينتهي حكم الأسد باللحظة التي بدأت فيها جلسة المؤتمر،
وأن يحاكم هو والمجرمين ممن حوله محاكمة مجرمي حرب وخونة وقتلة وهم من يتربعون على قائمة الإرهاب
الدولي والمحلي والتاريخي
2- هذا هو شرطنا الأول فإن تم اعتماده يمكننا بعدها الجلوس
على طاولة الحوار للبحث في باقي الخطوات .
د.عبدالغني
حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق