الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-06-17

اسمه "دعم" فحسب ولا مانع أن نرمقه بنظرة شك – بقلم: شام صافي

لم يصلوا لقرار التسليح إكراماً لعيوننا هذا لا خلاف عليه، لا نثق بمن نام على دمنا مرتاح البال وكان بيده منذ أمدٍ تغيير الحال ..لا نثق بمن سعد بنبات الحرب حتى استعرت واكتفى بتصريحات الخطوط الحمراء التي تم تجاوزها جميعاً بتبريكات صامتة، لكنها سياسة من سيستفيد منها ومن باقي الأوراق السياسية وقت شاء ..

سياستهم وقد عرفناها، حجج يعلقون عليها ما سيفعلون فيثيرونها وقت يريدون بعد تلميحات سابقة .. وهناك أوراق متعددة لوحوا بها تابعنا إرهاصاتها أثناء الثورة وسنتحدث عن كل منها في حينها وكيف سيستفيدون منها في الوقت المناسب، وهم على علم بخطط يحصرون فيها الاحتمالات حيث تسير عليها الأحداث حتى تصل إلى الورقة المطلوبة.


أما الآن فأول الأوراق المستفاد منها كشرعية دولية "السلاح الكيماوي" وهو يلقى في كل مناسبة منذ أشهر ولم يتحركوا .. لماذا؟ لا ليس لأنهم لم يتأكدوا حتى الآن.. لأن استخباراتهم يمكن لها أن تحصل على العينات بأسرع من هذه المدة ولا الاختبارات تحتاج هذا الزمن أيضاً فمختبرات التحاليل الكيميائية يمكن لها أن تجري التحري بأسرع من هذا الأوان وبالتالي فالجواب من المفترض أن يصل بأسرع من هذه الأشهر .. وقد كان أول إلقاء معلن للأسلحة الكيميائية في سورية بحلب وريف دمشق منذ ما لا يقل عن ثلاثة أشهر أو أربعة وهناك مصادر تؤكد هذا بالمسيفرة منذ تاريخ 8-12-2012 .. أستة أشهر حتى ثبت استخدام الأسلحة الكيميائية؟!!! عند أكثر الدول المتقدمة في العالم على ما يفترض!!
لكن لماذا الآن؟

الجواب لأنه حان الوقت حتى يربطوا قرار التسليح بالحجة المنوطة بها .. وقبل هذا أصلاً هناك تذكير .. هل نثق بأنهم حقاً سيسلحون بالشكل المطلوب؟!! وقد اعتدنا سماع التصريحات ومناقضاتها تليها خلال أيام أو أسابيع، لذلك طالما أنه لم يصلنا شيء بعد فلا أمان لهذا الطريق –وحذار من الأمان له- .. وإن وصلنا التسليح حقاً فالحذر من تبعاته والحذر الحذر من مراميه وغاياته، فلا نثق بمن لا يرى إلا مصالحه ويساعد فقط بناءً على مصالح وتوازنات إقليمية وسياسية وتوازنات القوى في المنطقة لأنه بذلك ينوي أن ينفذ أبعد مما نراه من حاجة اليوم وقد لا تكون في صالحنا ..

ولذلك فعلينا أن نوقن أننا بأيدينا نملك النصر .. ونحن من نستطيع أن ننتصر .. كيفما سارت الأحداث فنحن المنتصرون ونحن القادرون عليه وبما نملك ونطور ونعمل على تحصيله، المهم علينا أن نكون على يقين بأن قوتنا بأنفسنا نحن وليس بغيرنا ولا بيده ولا بقدرته .. قوتنا وانتصارنا بتنظيمنا ووحدة هدفنا وحزمنا وإصرارنا وثباتنا واتحاد قلوبنا .. فما كانت الآلات يوماً هي المنتصرة إنما من يديرونها ومن يمتلكوها هم من ينتصرون وبخططهم وإعدادهم بالوسع والاستطاعة "وأعدوا لهم ما استطعتم".

إن كنا سنفرح بأي دعم من أي نوع فكعامل إضافي على ما لدينا وما نؤسسه ونملكه وكهدية ومنة من الله تعالى بين ما نقوم فيه كإعداد فيقوي عزائمنا -ولا نعتمد عليه مطلقاً فالاعتماد فقط على ما تصنعه أيدينا- أليس من الممكن ألا يمدوننا بالسلاح إن تأملنا ذاك ثم لا نجد ؟ أليس من الممكن إن اعتمدنا على إمدادهم أن يحرمونا منه وقت ما يشاءون ونضطر لأن نكون تبعاً لما يأمرون بعد أن تصبح رقابنا تماماً في أيديهم في وقت كذلك يختارونه؟ أليس من الممكن أن تكون هذه الأسلحة خدعة ما؟ أو تالفة؟ أو تفعل مفعولاً عكسياً ؟ أو تقتل من يستعملها؟ .. ألم يحصل هكذا أمثلة في تاريخنا الحاضر ؟؟

من خذلنا طول هذه المدة لا يتوقع منه أن يكون حريصاً على مصالحنا إلا من باب إن وافقت مصالحه.. علينا أن ننظم أمورنا ولا نتخلى عن ثقتنا بأنفسنا ونعتمد على ذواتنا ونكمل ما بدأنا وإن أتى دعم فهو المكمل به ونعمت وهو الداعم واسمه داعم وليس الأساس .. الأساس هو نحن وما نعمله من الإعداد للانتصار الحاسم وتنظيم ورص الصفوف تحت مصطلح الجهاد الداعم أيضاً في هذا التوقيت وقد نفرنا له قبل الإعلان بحي على الجهاد وأعلناه منذ زمن.

إيانا والاعتماد على ما يمدنا به الآخرون اعتماد الآمن المطمئن كي لا نُغدر، هو دعم فحسب إن حدث .. والمؤمن لا يُغدر .. وهو كيس فطن قادر على رؤية ما وراء الخبر وما بعد كل حدث وإلى ماذا ستؤول الأمور قبل أن تؤول.

بقلم: شام صافي

15-6-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق