تاريخ النشر: 1 شعبان 1434 هـ -
10 حزيران 2013 مـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أبناء شعبنا في سورية الحرة الأبية..
إلى أبناء العروبة والإسلام وأحرار
العالم في كل مكان..
بعد أن كشف تحالف الشرّ الروسيّ الإيرانيّ
عن أنيابه، وأعلن رأس الشر من لبنان حربه العداونية المباشرة على وطننا وشعبنا، ودفع
بجنوده على الأرض السورية، يجوسون خلال الديار، ويهلكون الحرث والنسل، ويعتدون على
الحرمات.. أصبح لزاماً على جماعتنا -بما تحمّلَته وما تزال تتحمّله عبر عقود من عبء
المشروع الوطنيّ- أن تعلن عن سورية وطناً واقعاً تحت الغزو والاستباحة ، من قِبَلِ
مثلث الشرّ الروسي والإيراني، ومن أتباع الولي الفقيه في المنطقة، من مقاتلين طائفيين
لبنانيين وعراقيين وغيرهم، وأن تعلن أن الشعب السوريّ شعب يتعرّض لغزوٍ طائفيٍّ كريه
.
وإننا بهذا الإعلان، ندين أول ما ندين
صمتَ الصامتين، ممن يناط بهم حماية ما يسمى بـ (القانون الدولي) و(السلم والأمن الدوليّين)،
وحراسة ما يُعرَف ب (حقوق الإنسان)..
وتثبّت جماعتنا بهذا الإعلان، حقَّ
الشعب السوري في الدفاع عن نفسه، وحماية أرضه وعقائده ومقدساته، بكل ما كفلته شرائع
السماء للمستضعفين والمظلومين من حقوق..
فيا أهل الإسلام والعروبة في كل مكان..
ننادي عليكم جميعاً اليوم..
ننادي على القادة والزعماء، ننادي
على العلماء العاملين التقاة المخلصين، ننادي على النخب المخلصة والجماهير المفعَمَة
بالإيمان.. إنّ إخوانكم في سورية يُستبَاحون، لأنهم تمسّكوا بلا إله إلا الله، في مواجهة
لا إله إلا بشار، وإنّ أهلكم في سورية قد قرروا أن يتصدوا للغزاة، متوكِّلين على الله
عزّ وجلّ، واثقين بنصرتكم، معتمدين على ما في أيديكم، فقد قررت ملة الشر الواحدة خذلانهم
وحرمانهم من حق الدفاع عن أنفسهم، لإخضاعهم..
أيها المسلمون من أبناء سورية الحبيبة..
إن جماعتنا، التي أخذت على عاتقها
منذ سبعة عقود، أن تكون العين الساهرة الحامية للثغرة، تدرك اليوم أنّ المعركة بأبعادها
وتداعياتها، أكبر من أن تكون معركةَ جماعةٍ أو حزب؛ ولذلك، وأمام هذا التحدّي الجديد
الذي يفرضه وجود قوى الغزو الطائفيّ البغيض على أرضنا، فإنّ جماعتنا توجه دعوتها إلى
كل من يؤمن بالله ربا، وبمحمدٍ نبيّا، وبسلف الأمة الصالح نهجا.. إلى الوقوف صفاً واحداً
للدفاع عن حمى العقيدة وحياض الوطن، ليكون الجميع جبهةً موحّدةً متراصّة، في وجه هذا
الغزو الطائفيّ، وذلك تفسيراً عملياً لمطلب القرآن الكريم منا: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (الصف:4).
إنّ جماعتنا، أمام تحدّيات الغزو الجديد، تعلن أن التصدّي لهذا الغزو، قد أصبح أولوية
الأولويات الشرعية والوطنية والسياسية.. وذلك بما يحقق لشعبنا المقهور في الداخل، النصرَ
على قوى الشر، والتمكينَ للمستقبل المنشود لشعبنا؛ ليعمَّ خيرُهُ وخيرُ بلاد الشام
التي أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.. عمومَ هذه الأمة.
إنّ جماعتنا تنبِّه الأشقاءَ في الدول
العربية والإسلامية، أنّ معركة الشعب السوري مع قوى الغزو الجديدة، هي معركة لها ما
بعدها، وأنّ الغزاة الجدد -بتحالفاتهم المريبة- إنما يهدِّدون إيمانَنَا الدينيّ وأمنَنَا
القوميّ وحريّتَنَا السياسية، وأنّ المواقف المواربة والمتردّدة لم تعد تنفع، وأنّه
على كل مسلم على الجغرافيا الإسلامية، أن يحدِّدَ موقفَه ورايتَه: فإما أن يكون تحت
راية الحق والعدل والخير، أو تحت راية الباطل والظلم والشر.
كما أننا في جماعة الإخوان المسلمين
في سورية، نحيّي ونشكر كل من أدان هذا الغزو الظالم، ابتداءً ببيان مثقفي وعلماء الشيعة،
الذين استنكروا اعتداء حزب إيران اللبنانيّ على الشعب السوريّ الصابر، وأظهروا أنّ
الطائفة الشيعية لا تتحمّل اختطاف أبنائها على يد هذه الشرذمة القليلة.. وليس انتهاءً
ببيان الاتحاد العالميّ لعلماء المسلمين، الذي دعا الأمة الإسلامية، [إلى القيام بهبّةٍ
إسلاميةٍ حقيقية؛ لنصرة إخوانهم في سورية، وأنّ التقاعس في ذلك يُعَدّ إثماً مبينا،
وجرماً كبيرا، يُسأل عنه المرء يوم القيامة، فـ"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا
يسلمه" بل تجب نصرته والدفاع عنه، لقوله تعالى: "وَإِنْ اسْتَنْصَرُوكُمْ
فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ") الأنفال:72)، وأن الفئة الباغية الظالمة
يجب التصدي لها بكل ما نملك، حتى تفيء إلى أمر الله، بالكفّ عن قتل الناس والتنكيل
بهم].
إننا في جماعة الإخوان المسلمين في
سورية، نحمِّل المجتمعَ الدوليَّ أجمع، مسؤولية الصمت عن غزو سورية واستباحتها؛ وعن
كل التداعيات التي ستترتب على هذه الجريمة العظمى.
(وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ
حِينٍ) (صّ:88).
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق