تابع .. فالآن بث حي ومباشر من أرض
الحدث ..
آخر ما قاله صاحب الصورة: " عمو
دق لأهلي أمانة " .. جملة من 4 كلمات كافية لكل هيئات العالم المتشدقة بالإنسانية
إن كان فيها ضمير حي وصدق في إنسانيتهم ورسالتهم، هذا الطفل من حي القابون الدمشقي
تفوه بهذه الكمات وهو ينزّفُ دماً بعد إصابته بشظايا الراجمة .. يبكي من شدة الآلم
و صديقه بجانبه مُهشم الرأس .. انتظروا فليست هذه أقسى صور الإنسانية .. ما زال هنالك
المزيد والمزيد ويكفي أن تفتح أي صفحة من أي صفحات التنسيقيات حتى تجد فيها ما يبتر
الإنسانية لمن لازال يبحث عما يفعله أو لم يقم بما ينبغي فعله حتى الآن ..
وليست هذه أحدث ما يمس الإنسانية في
دمشق وريفها الطفل نطق بهذه الكلمات منذ ثلاثة أيام فقط 19-6-2013.. أما الأحدث منها
فصورة تقشعر لها الأبدان.. طفلة لم تصل العاشرة من عمرها مقطعة ومهشمة الأيدي والأرجل
وتسبح في بركة من دمائها على أرض من حولها أرجل سليمة لعدة مقاعد جلوس!.. لم تجلس عليها
إنما فضلت أن ترتمي على الأرض كي تكون شاهدة على قطرات الدماء التي تسبح بجانبها
.. في أحلامها التي دفنت مع تصاعد روحها وغير راغبة بالنظر إلى أحد حتى إليكم! .. أتدرون
أين التقطت هذه الصورة ؟ في مدرسة الأونروا!!! التي قصفتها قوات الأسد والطفلة التجأت
لمدارس الأمم المتحدة ظناً منها أنها ستكون في ملجأ آمن في خان الشيح بريف دمشق ..
فهذه الصورة التقطت في 20-6-2013 يعني البارحة .. بين شهداء مجزرة مدرسة بئر السبع
التي تم قصفها من قبل قوات النظام الأسدي.
أما البراءة المقتولة فتلك في عيني
"سالي ساري الأزهري" ذات الأربع سنوات انظروا إليهما فهي تلمحكم من طرف خفي
لتخرج ما امتلأ فيهما من براءة تفوح من وجه جمع محاسن الطفولة .. هذه الطفلة سبقت إلى
الجنة قليلاً صاحب الكلمات الأربع وصاحبة الدم، سالي من حمص فقبل 13\6\2013 كانت من
زهور الأرض ومن تاريخه باتت من طيور الجنة، كانت نائمة مع أمها و أبيها وأخيها الأصغر
منها مصعب "البالغ من العمر سنتان و نصف" فقصف الطيران بيتها .. ليقتل والداها على الفور
.. و بعد معاناة مع الألم .. استمرت قرابة الساعتين و أكثر لحقت بهما إلى جنان الخلد
بإذن الله ..ليبق الأخ "مصعب" يعاني وحيداً من حروق شديدة.. أترون يدها؟
تمدها اتجاهكم وبطرف عينها علها تجد من يعلم مجيباً لما لا تعلم ..
ليست هذه كل المعاناة فحسب، فهل آلام
الأحياء منهم أقل؟ .. تعابير وجه طفولي ينظر للبعيد برعب وجسده يحمل تعابير العجز والألم
أما وجنتاه ترافقان العينين لترسما همّ طفل بدل أن يلعب بالكرة بات يلازم عكازتين أمد
الحياة .. بدل قدم سلبها منه الأسد وأعوانه .. يشير إلى نفسه .. "وأنا ما هو ذنبي؟!"
آلام أهليهم أقل الآلام!! .. جرح القلب
والنفس المكلومة لا تعدله جروح الجسد .. ومن استشهد قبل زهراته ارتاح .. أن يكون من
قهره سليل الدموع فمن مثل الأب المكلوم؟ .. يغمض عينيه لمغمض عيني ضنا عمره وفلذة كبده
دموع شفافة تنهمر وكأنها تتحول إلى دماءً طاهرة عندما تلامس قطعة من الروح رحل .. ضجيج
وصمت وصورة ترسم النقيضين ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق