روسيا تدخل الحرب ضد الشعب
السوري بكل ثقلها ...
السياسيون الروس يديرون المعركة
السياسية على المستوى الدولي بكل أبعادها ..
الخبراء الروس العسكريون
والأمنيون يديرون المعركة على الأرض بقدرات دولة عظمى وتقنياتها وطاقاتها ..
السلاح الروسي يتدفق على
عصابات بشار الأسد بلا توقف . وسط حالة من تجاهل كل المعايير الدولية والحقوق
الإنسانية ...
إيران تدخل الحرب ضد الشعب
السوري ..
إيران توظف دبلوماسيتها
لخدمة بشار الأسد إقليميا . وتعمل على تفتيت مواقف الدول المؤيدة للشعب السوري
ومشروع ثورته . الدبلوماسية الإيرانية المدهونه بزبد البترو –دولار الإيراني
غزت حتى الآن دولا ذات ثقل منها مصر وتونس والسودان واستطاعت التأثير في مواقفها .
والمال الإيراني اشترى
الكثير من الأقلام والمنابر الإعلامية . واستطاع أن يتفوق عند كتاب ، اعتُبروا
لفترة طويلة أنصارا لمشروع الحرية وحقوق الإنسان ، على دماء أطفال سورية وأعراض
نسائها ..
وإيران على الأرض تدخل
المعركة بقياداتها الثورية – الباسيج – الذين يباشرون مع الروس وعلى مستويات أكثر
انتشارا في إدارة عمليات القتل والتعذيب والتصفية على كل الأرض السورية ..
وبعد طول تردد وتربص قررت
قواعد الولي الفقيه البشرية في العالم أجمع ، عن كشف مشاركتها العملية في القتال
ضد الشعب السوري ، ضد عقيدته وثقافته وحريته وحقه في الحياة . نعتقد
وتعتقدون أن رفع الشعارات الطائفية في القصير لم يكن من ضرورات الدفاع عن مشروع
المقاومة والممانعة .
قواعد الولي الفقيه تنطلق
من إيران ومن العراق ومن لبنان ومن كثير من الأقطار التي لن يعجز المرء عن تسميتها
..
ربما نضطر في السياق إلى
توضيحين ضرورين :
الأول ان انضمام أولياء
الولي لفقيه إلى المعركة لا يمكن أن يقارن بحركة المتطوعين الأفراد من أبناء الأمة
الإسلامية ؛ ذلك أن المتطوع الفرد يتسلل إلى ساحة المعركة لواذا ، وهو في الغالب
الأعم لا يملك عتاد المقاتل ولا تجهيزاته ، بينما جنود الولي الفقيه هم في الغالب
جنود مدربون على مستوى النخبة . وهم مجهزون بأعلى مستوى التجهيز ، تفتح لهم
الأبواب وتحدد لهم المهام من قبل قيادات مركزية روسية أو إيرانية تدير المعركة على الساحة وهذا ما يفتقده الفريق
الأول ..
والثاني هو مبادرة المجتمع
الدولي إلى تصنيف الفريق الأول ضمن قائمة الإرهابيين للتضييق عليهم ، وتجفيف
منابعهم ، والحد من حركتهم بينما الفريق الثاني ما يزال – مع الأسف – يتمتع
بالشرعية الدولية خلا عبارات استنكار خلبية لا تسمن ولا تغني من جوع ..
لن ننسى في سياق تقويمنا
للدور الإيراني أيضا موضوع السلاح الإيراني المكمل لما تتأخر روسيا عن تأمينه
والذي يتم برحلات يومية جوية وبرية عبر العراق ...
كما لا يجوز أن ننسى
الخزانة الإيرانية المفتوحة لتمويل المعركة الإيرانية على الأرض السورية بكل
أبعادها ..
إن هذه الحرب ببعديها
الدولي ( الروسي ) والإقليمي ( الإيراني ) لم تعد كما يصرح أصحابها بلا ملل معركة
لدعم بشار الأسد بل هي معركة للدفاع عن مصالح استراتيجية ومستقبلية لأصحابها ..
الروس
والإيرانيون كلاهما يمتلكون مشروعا استراتيجيا مهددا ليس للشعب السوري وحده بل مهددا للمنطقة بأسرها ..
ولا يخفي
المشروع الصفوي ببعديه الطائفي المذهبي والقومي رغبته في استعادة مجد فارس وإنعاش
المشروع الشعوبي ضد الإسلام العقيدة والشريعة وضد الأمن القومي العربي في كل قطر
من أقطار الأمة ..
نظن أن الدول المعنية
بالتهديدات الإيرانية هي الأقدر على تقدير أبعاد هذه التهديدات المستقبلية ..
وهي الأقدر
على تقدير الخطر الناشئ عن قدرة الدبلوماسية الإيرانية على استمالة دول ذات ثقل
عربي كبير مثل ( مصر ) و( الجزائر ) و ( السودان ) و ( تونس ) و (العراق) و (
لبنان ) وغيرها وتحويلها عمليا من حاضنها العربي إلى الصف الإيراني مما يحدث خللا
لا حدود له في الصف العربي وفي معادلة الصراع ..
وكذلك هي الأقدر على تقدير
الخلل الناشئ عن تخلي المجتمع الدولي في إطار الدول الكبرى عن اتخاذ مواقف جدية
ذات مصداقية للتصدي للمشروعين الروسي والإيراني على الأرض السورية ، مهما تكن
أسباب هذا الموقف : الخوف من التشدد أو الخوف على إسرائيل . أو الحرص على الخادم
الأمين . أو الحرص على إبقاء الشعب السوري بعيدا عن قراره ..
لن تزعم
المعارضة السورية بكل وحداتها أنها تملك التأهيل والخبرة والطاقة لتخوض معركة هذه
أبعادها وقواها وأدواتها منفردة . نؤمن أن المعارضة السورية الثورية والسياسية هي
الحامل العملي لمشروع الثورة ، ولكنها لن تستطيع أن تتحمل من أمرها أكثر مما
يتحمله بشار الأسد وهو يستبد بطاقات الدولة السورية ...
المعركة لم تعد
معركة الشعب السوري وحده . هي معركة أمة وعلى قيادات الأمة الحقيقية أن تأخذ زمام
المبادرة كما الروس والإيرانيين تماما لإدارة معركة تاريخية سيكون لها ما بعدها ..
لندن : 3 / شعبان / 1434 –
12 / 6 / 2013
زهير سالم : مدير مركز
الشرق العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق