عندما
كان سكان حي (جوبر) في ريف دمشق يحاولون انقاذ فتاة من تحت أنقاض منزلها المصاب
بصاروخ أسدي، لاحظت الفتاة وجود كاميرا، فصاحت (عمو لاتصورني، مالي محجبة)
قالتِ
الحُرّةُ عَمّاهُ لاتُصَوِرْني
فليسَ
على رأسي حِجابُ
قالَتها
وسُحُبُ الدُخّانِ تَخنُقُها
وحولَها
الرائِحَةُ مَوتٌ والألوانُ خِضابُ
قالتها
مِنْ تحتِ أنقاضِ مَنزلها
بعدَ
أنْ
مَرّتْ بهِ الذِئابُ
نَزعُ الحِجابِ
عِندَ حُكامِنا عَادةً
يخترقُ عيونَهمْ
كَما تَختَرقُ الحِرابُ
فلا الجُرذانُ
تهوى الطَهارةَ
ولاالشياطينُ يُغريها
مِحرابُ
اليومَ يَفعَلُها
الوَريثُ القاصِرُ
وفي الأمسِ
فَعلَها عَمّهُ القَصّابُ
ياأُختاهُ ومِنْ
صَمتِ العالمِ لاتَعجَبي
فالشُعوبُ مَقهورَةٌ، عَجمٌ وأعرابُ
ياأُختاهُ
لَكِ اللهُ، فالمعتصمُ قَد ولّى
وحُكّامُ
اليَومِ جَبانٌ وكَذّابُ
والباقي
يُشبِهونَ حُكّامَنا فهذا
خَسيسٌ
وخائِنٌ وذاكَ سَفّاحٌ
ونَصّابُ
ياأختاهُ
لكِ اللهُ فلا تَعتَبي
ليسَ
على أمثالِ هؤلاءِ
عِتابُ
حَوّلوا
البلدَ إلى مَسلخٍ
وجَعلوا
الناسَ
ذبائِحاً تأكُلُها الكِلابُ
تُسفَكُ
دمائُنا ليَبقى
الجولانُ مُحتَلاً
يَبطُلُ
العَجَبُ حينَ
تعرفُ الأسبابُ
ياأُختاهُ
ولكِنْ أيضاً لاتَيأسي
فلأجلِ
أمثالِكِ سَينصرنا مَنْ للنَصرِ وَهّابُ
لأجلِ
أمثالِكِ سَتعودُ سوريةْ كَما كانتْ
لِلفَخرِ
ساحاتٌ وللنَصرِ أبوابُ
لا
لَنْ يَحكُمَنا القاصِرُ إلى الأبدِ
ولا
جماعةٌ تنتظرُ مَنْ
غَيّبهُ سِردابُ
سَنُلاحِقُ
السَفّاحينَ إلى آخرِ
الدُنيا
في حَضرَةِ النُسورِ، يَتلاشى الذُبابُ
أقسمنا مَهما طالَ الزمانُ
أنْ
يَصِلَ للمُجرِمينَ الحِسابُ
هِيَ
الثورةُ لابديلَ عنها
بها
وحدَها يَعودُ لسوريةْ النِصابُ
***
نثرية
(يسمح بنشرها دون إذن مسبق)
طريف
يوسـف آغا
كاتب
وشـاعر عربي سوري مغترب
عضو
رابطة كتاب الثورة السورية
هيوسـتن
/ تكسـاس
جمعة
(ثورة متوقدة ومعارضة معقدة) 19
شعبان 1434 / 28 حزيران، جون 2013
http://sites.google.com/site/tarifspoetry
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق