الاتحاد
العالمي لعلماء المسلمين، يضم نخبة كبيرة، من خيرة علماء هذه الأمة من شتى
الأقطار، وعلى رأس هؤلاء فضيلة العالم الكبير، فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي-
حفظه الله تعالى ورعاه، وبارك فيه-
هذا
الاتحاد الذي كان منارة عالية، ونقطة مضيئة، في التاريخ المعاصر، لهذه الأمة، ومن
دواعي وصفه بهذه الصفة، أنه وقف مع القضايا العادلة، في كل مكان، ومن هذه القضايا،
قضية الشعب السوري، حيث وقف الاتحاد، من أول يوم بدأت فيه ثورة الشعب السوري،
المنكوب بالعصابة المتسلطة على رقاب أبنائه، منذ ما يربي على خمسين عاماً، ووقف
شيخ الاتحاد العلامة القرضاوي، يقولها صريحة قوية، من على المنابر، وعلى شاشات
الفضائيات، لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا نامت أعين المجاملين الجبناء.
الاتحاد
الذي أصدر البيانات، وشارك في المؤتمرات، ودعا إلى المظاهرات والاعتصامات، وحث على
التبرع بالمال، وبين بالفتاوى، أن الذي يحدث في سورية هو جرم ظاهر بحق أبناء الشعب
السوري، وحمل الأمة وحكامها، مسؤولية التقصير، في هذا الواجب، كما ندد بالتخاذل
العالمي، الذي لم يهب لنجدة حرائر الشام.
وهاهو
اليوم يصدر بيانه، يدعو أمة الإسلام للقيام بهبة، بكل ما تحمل كلمة هبة من معاني،
النجدة والإغاثة والمناصرة والمساندة، وعدم التسويف، خصوصاً في القصير، حيث تجمع
الطائفيون من كل مكان، في هذا البلد الميمون، يمارسون( القرمطة) بكل أبعادها،
وبتفاصيلها كافة.
من هنا،
فإنه من الإثم العظيم، والجرم الكبير، والخطأ المبين، ترك الشعب السوري، وحيداً
دون عون من إخوانه، وغوث من بعده الإسلامي الكبير.
إن
التفرج على ما يجري في سورية، دون التدخل الواضح، لتغيير المعادلة، لصالح الشعب
المظلوم على جلاديه وظالميه، يوقع الأمة في دائرة الإثم، وبنفس الوقت يسقطها في
مربعات قد تأتي عليها بالويل والثبور، في قابل الأيام، وكما يقول العرب
القحطانيون: أول الحرب حنجلة.
فيا أمة
المليار ونصف المليار، هبوا من أجل القيام بهذا الواجب العظيم، حتى تتحول الحياة
على كل الأمة، روح وريحان.
جاء في
بيان الاتحاد: ( يدعو الاتحاد الأمة الإسلامية، إلى القيام بهبة إسلامية حقيقية،
لنصرة إخوانهم في سورية، وخصوصاً في بلدة القصير، بمحافظة حمص، وهذا واجب على
الأمة جميعاً، شعوباً وحكومات، والتقاعس في ذلك يعد إثماً مبيناً، وجرماً كبيراً،
يسأل عنه المرء يوم القيامة. ( فالمسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه) بل تجب
نصرته والدفاع عنه، لقوله تعالى( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)
والفئة
الباغية الظالمة، يجب التصدي لها بكل ما نملك، حتى تفيء إلى أمر الله، بالكف عن
الناس، والتنكيل بهم).
يا لها
من فتوى، تقشر منها أبدان، كل من ألقى السمع، وهو شهيد، وتقض مضاجع من يخاف الله رب العالمين، ولا يستقر ولا يهدأ،
حتى يؤدي الذي عليه.
والأمة
ما زالت بخير، وأهل الغيرة والحمية موجودون، وأصحاب المساندة يملؤون الدنيا، في كل
مكان، وأبشري يا قصير، واستبشر يا شعب سورية، فالمدد قادم بإذن الله تعالى،
وإخوانكم في كل مكان سيلبون داعي الواجب، في المناصرة والمساندة.
وندعو إلى
تسمية الجمعة القادمة (14/6/2013) بجمعة الأمة لمساندة الشعب السوري، وقضيته
العادلة، ونأمل من إخواننا- تلبية لنداء العلماء-
أن
يقوموا بما يأتي:
-
عمل أسواق خيرية، في صالح القضية السورية.
-
معارض صور، مع جمع تبرعات.
-
خطبة الجمعة عن القصير، والشعب السوري، يعد لها إعداداً
جيداً.
-
خروج مظاهرات حاشدة في كل مكان، لمساندة الشعب السوري،
والتنديد بجرائم النظام العصابة ومن معه من الطائفيين المجرمين.
-
إقامة الندوات، وجمع التبرعات.
-
إصدار البيانات، وتوجيهها إلى كل من يهمه الأمر في
العالم.
-
لا بد من وقفة قوية يسمع دويها العالم بأسره، وتهز
الطائفيين من داخلهم، حتى يوقفوا توزيع الحلويات، فرحاً بذبح النساء والشيوخ
والأطفال، وحتى يكفوا عن التهنئة، بتحقق الجرائم على أيديهم.
جزى الله
الاتحاد العالمي، خير الجزاء، على ما يقوم به من واجب
الإسناد والدعم، لشعب سورية، والوقوف إلى جانبه في محنته،
وكذلك كل من وقف إلى جانب هذا الشعب، ولو بشطر كلمة، أو شق تمرة ( ومن لا شكر
الناس، لا يشكر الله).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق