الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-06-26

آسفون .. بقلم: شام صافي


آسفون على حق أمام العدالة يستكين، ولأن رقابنا على حد سكين ..
آسفون لأن المسلمين لا يستطيعون حتى الأنين،  وعددهم أكبر كثيراً من عدد القاتلين ..
آسفون لأننا ننقل لكم صور الدم والذبح والأجساد الممزقة مع صور المارقين ..
آسفون لأن الأطفال النائمة للأبد لازالت قرابين ..
آسفون لأننا ننقل للعالم منذ مئات الأيام ما يحل بالمظلومين ..
آسفون لأنه لا فعل ولا حراك ولا قدرة تردع الغاصبين ..
آسفون لأننا من تحت القصف نكتب بالدم وننشر للقارئين ..
ولأننا كل يوم نفقد أعز الناس على مرأى ومسمع ولا مجيب ولا ناطقين ..
فالعالم أبكم والسياسة تأكل وتشرب وتلهو بسكرها على جثثنا مع الحاقدين ..
آسفون على زمن يشن فيه أحقر الورى حرباً ظالمة وبوقاحة إعلامية على المفجوعين ..
آسفون لأن لافروف فاقد الأخلاق والقيم يسود بقراره العالمين ..
بصحبة من فاقدي القلوب على صناعة الموت باتوا متمرسين ..


آسفون لسعادة إسرائيل، ولجبروت نظام خسيس عميل ..
ولرئيس دموي يذبح وليس في العالم من يحمي القتيل، ولو كان شعباً بملايين العدد مشرد مهجر ودمه لازال يسيل ..
آسفون لكل معتقل على شفا الموت يتمنى عن الدنيا الرحيل ..
آسفون لأطفال نزعوا طفولتهم وشباب توقف عطاؤهم مع ليل طويل ..
في هذا العالم المريض الهزيل ..
وليس للحق سلطان يمنع الجاني من التقتيل ..
ولا لمليار إنسان طاقة توازي آلافاً من أصحاب العش الدخيل ..
***
آسفون من العالم الذي ملّ قضيتنا الجارحة!
آسفون لأن أخبارنا كل يوم مثل البارحة ..
آسفون على كل ما ننقل وكل ما يصل دون همة واضحة ..
وآسفون على ضياعنا كضياع تجارة رابحة ..
***
آسفون على الأموال التي تهدر في المؤتمرات
وعلى كل يتيم لا زال فاقداً لأدنى المقومات ..
آسفون على بشرية خسرت أمام الظلم والطغيان ..
وعلى الثواني المليونية التي تمر دهوراً بالآلام ..
آسفون أننا نستصرخ من تحت الرماد ولا مجيب ..
ولا سامع بعيد لا قريب ..
***
الآن عددت -وأنا أكتب- عشرات القذائف تنزل وتهطل علينا كالمطر ..
وسحابة الدخان والسموم فوق رؤوسنا كركام حريق من غابة شجر  ..
والكلاب تعوي وتنتظر وجبة من البشر ..
هذا صباحنا فأين النائمون على الغدر ..
وأين الجديرون بسماع هذا الذكر ..
هل نسيتم أوراد الدماء؟! وعداد الشهداء؟! وصور الأشلاء؟!
هل نسيتم قلماً مداده البكاء صباح مساء؟!
أين نخوة العرب أم استسلموا للفناء؟!
ونزعوا عن وجههم الخجل بخنوعهم ونزعوا الحياء!
فاللهم يا رب السماء قوي شامنا وارفع عنها البلاء ..
ووحد الصفوف القلوب وأعن أرضنا على الشفاء ..
وألهمنا توافق داء الإنسانية مع الدواء ..
نرجو صحوة رغم العناء ..

بقلم: شام صافي

26-6-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق