الشعوب العربية حالها أسوأ من: (عبَّود هَاتْلك ألْبه) – د. عبد الغني حمدو

(عَبَّود هَاتْلك أَلْبَه) فيلبي الطلب عبود وينقلب للاعب جمباز في وسط الشارع , عبود كان رجلاً مجنوناً وعلى مايبدو كان قبل جنونه يعشق لعب الخفة والحركة والشقلبات المترادفة , فبعد أربعة  أيام ستحل علينا ذكرى حرب الأيام الستة كما يسميها الكيان الصهيوني , والإعلام الثوري العربي أطلق عليها (النكسة) , وحزب البعث السوري أطلق عليها (نحن لم ننهزم في حرب حزيران من العام 1967 وإنما خرجنا منها منتصرين (فليس المهم أن نخسر الأرض ولكن المهم أننا أسقطنا هدف إسرائيل وهو إسقاط حزب البعث ) وفي حرب تشرين التحريرية وصلت القوات الصهيونية مشارف دمشق , وقال الزعيم الخالد في جهنم عندها ,هي حرب تشرين التحريرية , وفي غزة 2009 اثنا عشر ألف  بين قتيل وجريح وكان العنوان انتصرت غزة , وقبلها رفع العرب صورة زعيم قادم صوروه بأشكال شتى (الرجل المنتظر والمهدي المخلص وعيسى العائد من الآخرة ومفتاح الأقصى له جاهز , وكانت الضجة والطحن والعجن والخبط وإلاه أرضي منقذ بينما هو شيطان ادعى ووجد من يصدق عداوته لليهود والصهيونية , وكأن العالم  العربي لأول مرة يتعرض لوهم  نصر فلقد كان شر هزيمة كما أسلفنا وتتحول الآن لحزب اللات وحزب الشيطان وهو أصله الذي نشأ منه , ولكن غابت العقول عن غالبية الشعوب العربية وحتى الإسلامية

لاأجد في شعوبنا إلا قلبة عبود , وهو المفعول فيه دائماً والفاعلون كثر ثابتين ومتغيرين , ونحن نذبح بعضنا , نشرد نقتل نضرب ندمر , ولكن الضرب والتشريد والدمار والبطولة فقط على بعضنا ,فبعد الحرب العالمية الثانية مل المستعمر منا ومن قلباتنا وشقلباتنا وخفة عقولنا , فتركونا لمجانين يحكموننا , خرجن من مجتمعات مجنونة تفوقوا على شعوبهم في الجنون

أخرجوا لنا شرعة جديدة وجنون أعظم ,القومية العربية وعنصرها الأنظمة الثورية , وعدوها اللدود الأنظمة الرجعية , فالرجعية تتبع الغرب والثورية تتبع الشيوعية في الشرق , الشيوعي في بلادهم مدفون , والاسلامي مقبور , والقومي يمين أو يسار , حزب البعث العراقي اليميني العميل وحزب البعث السوري اليساري الأصيل , هو رهين السوفييت فلن يكون عميلاً , ورهين الأمريكان فهو العميل , فك الارتباط بين القوات المصرية والإسرائيلية بعد ال73 كان خيانة , وفك الارتباط مع القوات السورية كان نصراً مؤزرا

جيل الثورات العربية أراد أن يخرج من لباس عبود , فخرج بثورة تلو ثورة , وانتصر فيها ولكن عادة عبود عادت إليه مرة أخرى , ولكن عبود بشقلباته وتقلاته كان ساتراً لعورته , أما الذين اعتادوا على حياة الدحرجة تلك فلم تعجبهم النقاهة فعادوا بشراسة أكبر , في أنهم أشد استجابة من عبود

في الثورة السورية غالبية الشعب السوري نزعت عنها مسيرة المجنون , وأرادت أن تلبس اللباس المناسب لها في أنها لن تتبع إلا نداء العقل والواقع والمنطق , فكان المجنون الأهبل بشار يتقلب ويتدحرج بحسب الصوت القادم غليه من تل أبيب أو من طهران , وكان  استقبال وزير الخارجية الروسي في دمشق عندما استخدم حق النقض الفيتو في مجلس الأمن , كان استقبال القائد الظافر والمنتصر على العدو , وحتما قد اعاد الجولان معه

إيران تأمر حكومة العراق أرسلي للمجنون في دمشق المال والعتاد والرجال , لكي يقتلوا إخوانهم السوريين , وتطلب من ذلك من الشيطان والذي خرج من الجحيم, أرسل رجالك لكي يقتلوا ويقتلوا في سوريا (فالفرس كل أدبياتهم تقول :العرب هم عدونا الوحيد , واليهود في فلسطين يقولون عدونا الوحيد العرب ) ومهدي الفرس هو الذي سيفني العرب عن بكرة أبيهم , والشيعة العرب يساعدون الفرس في ذلك ويرددون نفس الشعارات وحالهم وحال الماسونية سواء فالقول الصهيوني في ذلك (مساكين أيها الماسونيين , ألا تعلمون أنه عندما تقوم دولة يهوذا سيتم قتل كل ماسوني فليس فيهم يهودي واحد , والمهدي سيقتل كل العرب لأنه لايوجد بينهم فارسي واحد ) والقوميون العرب هم ضد إسرائيل كما يدعون لاحتلالهم فلسطين وهم أصدقاء إيران لأنها تحتل الأحواز العربية وبعض الجزر الاماراتية .

فالغرب والشرق نداءاتهم مستمرة , وياليتنا لو اكتفينا بقلبة عبود ولكن نسفك دم بعضنا وندمر مساكننا تنفيذا لهمسات تصدر من هنا وهناك , فالقتل والتدمير والخراب من نصيبنا وهم يضحكون علينا سراً وعلنا , فشعارنا نقتل من يخالفنا والملالي والغرب والشرق يقولون لنا (عبود هاتلك ألبه )

د.عبد الغني حمدو