الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-07-05

الضاحكون اليوم قد يبكون غداً كثيراً وعودة مرسي – بقلم: مؤمن كويفاتية

أعيدها وأكررها مراراً لست مع الرئيس المصري محمد مرسي في كثير من الأمور، ولكنني أجد نفسي متضامناً معه رغم أنفي، فأنا أكثر من ذاق طعم الظلم، وقضى حياته في الدفاع عن المظلومين وناهض الطغاة الجبناء كناشط سياسي وإنساني، حتى ماقبل الثورات لم تكن هناك أرض تقلني ولاسماء تظلني، وهناك الكثير من عالمنا العربي من مرّ بهذه الظروف، حتى جاءت ثورات الربيع العربي لتُعيد للإنسان العربي كرامته وحريته، وتكون الثورة المصرية مُلهمة، فما بالنا اليوم وهي تُهين قياداتها ومن أتى بهم الشعب الى سدّة الحكم، هل أنا بحلم أم علم بما جرى من تكميم الأفواه وحالة الارهاب التي مورست وبوتيرة عالية على طرف كان القصد من وراء ذلك قهره وإذلاله، إذاً عن أي ثورة نتحدث بعدها، ونحن نرى التعدي ليس على كرامة المواطن بل شطّت الأمور الى الرئيس المُنتخب الذي يُمثل كرامة الأمّة وقيادات اعتبارية في البلد، فأي مُستقبل ينتظره المصريون إذا لم يُقيموا لرجالات الأمّة كرامة ولا حتّى حرّية، وأي مُستقبل أسود نأمله في المستقبل وقد دُبرت التهم بليل غامض للكيد والمكايدة، أهكذا تُدار الأمور، وأنا هنا أتكلم من حيث المبدأ العقلاني الذي يرفض هذا، ويوصلنا الى مخرجات خطيرة لاتُبشر بخير، 


وخاصة وأنا أرى العديد من السفلة يتجاوزون على الرئيس بأقذع العبارات أثناء شهور حكمه وبعد عزله اللا مشروع ولم يُتخذ بحقهم أي أجراء، بينما اليوم تثور الثائرة على كلمات تفوه بها أحدهم هنا وهناك ليُعاقب عليها، ومنها الرئيس المنتخب نفسه بدعوى إهانة القضاء، مالكم كيف تحكمون، لتذكرني مثل هكذا اتهامات بالديباجة التي كان يُعتقل فيها الحر السوري في ظل نظام الجريمة والعهر الأسدي على كلمة قالها، فيفسروها أهانة الرئيس، وإشعال الفتنة والحط من هيبة الدولة، ويذهب صاحبها بالعديد من السنوات في السجون، فهل هذا ماتبغوه ليكون المثال الأسدي القدوة لكم، لتطبق اليوم تعلى رئيس للدولة مُنتخب، مالكم ألا تعقلون؟!!!

بكل الأحوال بعد حالة الأجواء المشحونة التي رأيناها بالأمس، بما رافقها من أجواء يسودها التوتر والانفعالية وإرهاب الدولة على طرف بتشجيع من الآخر بقصد فرض الأمر الواقع، صدر اليوم بيان عن الجيش المصري مُشجعاً يستبعد اي اجراءات استثنائية بحق اي فصيل أو تيّار، ويدعو الى التلاحم ونبذ الخلافات، ويكفل حرية التظاهر السلمي وحرية التعبير، والأهم من ذلك أنّه يدعو الى الوحدة الوطنية والمصالحة، وهذا مايُبشر بالخير بقرارات تُعيد الاعتبار للطرف المظلوم، بسيناريو يكون فيه لاغالب ولامغلوب، ولأقول بكل صراحة : وكما كان من الصعوبة بمكان تقديم الرئيس مرسي لاستقالته، وجرى على إثرها ماجرى، أرى بضرورة التراجع من العسكر عن خطوة عزل الرئيس كما عاد تشافيز، فنحن أكثر حضارة للتراجع، والكف عن ملاحقة القيادات الاخوانية التي سيسجل التاريخ ذلك كوصمة في جبين قيادة الجيش ومن فعل ذلك وهم لاناقة لهم ولاجمل كما يدعون، ووصمة في جبين كل القوى السياسية التي ارتضت أن تسمع بالاعتقالات على نطاق واسع لقيادات شاركتها الثورة وطعم الذل والمهانة، وهي تُذيقها من نفس الكأس الذي ذاقت مرارته دون حياء أو خجل، لأتمنى ألا تأتي مظاهرة الغد تحت عنوان التحالف الوطني لدعم الشرعية إلا واتخذت خطوات تُعيد الأمور لنصابها، وتُعيد الطمأنينة والسكينة للشعب المصري، فأنا لا أبكي مرسي أبداً، ولا أفرح بالانقلاب على الشرعية، وإنما أبكي وطناً قد يذهب الى المجهول بفضل أنانية وحقد البعض، وأبكي تجربة أُريد لها الوأد في مهدها ووافق عليها الشركاء، وأبكي على سورية التي ضاعت في تلك الخلافات والدماء الذكية التي تُراق وهول التدمير من العصابات الأسدية والطائفية الفارسية، فالضاحكون اليوم قد يبكون كثيراً غداً، وإنّ غداً لناظره قريب، فماذا عساه أن يُسجّل التاريخ

مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com ، كاتب وباحث - سياسي وإعلامي سوري 
هاتف في اليمن  00967715040030   أو 00967777776420
الآن في مصر : 00201017979375    أو  00201124687800
تركيا : 00905383520642



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق