إن الذي أخر انتصار الثورة السورية هو الأنانية الحزبية والتفرد الإيديولوجي لكل فريق والذي انعكس سلباً في البداية على السلمية , وكذلك امتد ذلك التأثير بصورة أكبر على الفصائل المقاتلة في سوريا والتابعة للثورة السورية
على هذه الأحزاب والتوجهات المختلفة والتي كلها
تسعى في اتجاه مختلف عن الأخر وتتفق في الهدف التي تسعى إليه في السعي لاستلام
السلطة , وإقصاء الآخرين , أن تع حقيقة أن الزمن الذي كان فيه الشعب يئن تحت وطأة
الظلام ظلام القهر والطغيان والاستبداد قد تغير , وأن الوعي في الشباب الثائر لم
يأت من فراغ أو هو هبة وقتية تخبو مباشرة
, فالعالم تغير والحظر الثقافي والفكري قد ذهب وبدون رجعة , والذي كانت تمارسه
الأنظمة القمعية العربية , بعد الثورة المعلوماتية والتي صارت المعلومات بمتناول
الجميع
إن الذي حصل اليوم في مصر يجب أن يكون درساً للجميع
من أصغر كتيبة تقاتل على الأرض السورية إلى كل حزب صغير أو كبير على امتداد الأفق
السوري في الداخل والخارج , وهي موجهة أيضاً لكل من يقف مع عصابات المجرم بشار
الأسد والميليشيات التي تقاتل في صفه ,أن إرادة الشعوب لاتقهرها إرادة , وأن الشعب
الثائر سوف يستمر في القتال والثورة حتى يحقق الهدف الذي من أجله قدم تلك التضحيات
الكبيرة , وأن الغزاة سيجرون أذيال الهزيمة عاجلاً أو آجلا , لذلك يتطلب من جميع
القوى السياسية والعسكرية أن تأخذ بعين
الاعتبار مبدأين رئيسيين اثنين
الأول : أن تتكاتف كل الجهود وتتوحد أو تتحد لتحقيق
هدف واحد هو اسقاط العصابات المجرمة في سوريا والمتمثلة في المجرم بشار ومساعديه
بالإضافة إلى إنهاء حالة الاحتلال الراهنة لسوريا من قبل إيران , وإن فكر أو
إديولوجية أي طرف أكان سياسياً أو عسكرياً أن يغيب تماماً عن السعي لتحقيقه أو
التخطيط المستقبلي وجعله هدفاً للانقضاض على السلطة ,وقد حيدت قوى كثيرة قواتها
المادية والعسكرية والبشرية منتظرة انتصار الثورة لتكون هي الأقوى وتستلم مراكز
القوى في المرحلة القادمة والذي كان من أهم الأسباب في تأخير الانتصار من خلال
إقامة صفقات سرية بين الدول أو بينها وبين عصابات المجرم بشار الأسد , فالذي حصل
للرئيس المصري اليوم وحزبه لهو دليل قطعي وواضح لهذه القوى على الساحة السورية أن
كل تخطيطها لن يكون إلا ضرباً من الخيال وناتجاً حتمياً لعدم قراءة الوقائع
والاحتكام فيها للعقل والمنطق , وحتى لاتقع في الحفرة الذي سقط فيها الحزب الحاكم
في مصر , فالذي يسعى لاستلام السلطة على أنقاض النظام القديم بعد ثورة دموية
وتدميرية كالذي يحصل في سوريا الآن هو ضرباً من الجنون , لأنه لايمكن لأي عاقل أن
يتحمل لوحده الخراب الذي حصل قبل الثورة وبعد انتصارها , ويجب أن تتحمله جميع القوى الفاعلة على الأرض , ليتسنى لتلك
التوجهات المجال الانتقال لتبني المبدأ الثاني
فالمبدأ الثاني: يعتمد على مقدرة تلك الفصائل في
تبنيها لمشروعها السياسي والذي يمكنها أن تقنع فيه الغالبية من الشعب بعد فترة الانتقال
الأولى بعد الثورة وتعريف الناس بمشروعها , وهنا لابد لها من أن تعتمد مبدأ
المناقصات التي تطرحها الجهات المستفيدة في تقديمها لأفضل العروض وبذلك تستطيع المنافسة والفوز بجدارة من قبل الشعب
وهذا نداء
موجه للقوى الثورية السياسية والعسكرية في سوريا ومن خلالهما وتطبيقهما أضمن له
سرعة انتصار الثورة السورية ودحر النظام المجرم والاحتلال وفي نفس الوقت لن يكون
هناك سقوطاً لأي طرف يستلم الحكم في المستقبل إلا في حال قُدم عرض أفضل من جهات
أخرى تنافس العرض السابق.
د.عبدالغني حمدو
نتمنى لكم دائم النجاح والتقدم
ردحذفد مرادآغا