مقتل اللـــعـــبـــــة الـــــقـــــذرة – بقلم: د. عبد الغني حمدو

لو استعرضنا واقع الأمة العربية ومع بداية الفتنة الأولى في زمن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وحتى أيامنا هذه , لم تتغير قواعد اللعبة القذرة التي تمارسها الشعوب العربية , وحتى في أوج قوة الدولة العربية الإسلامية فاللعبة مستمرة , في كل الممالك التي تتبع الدولة العربية الاسلامية, فعندما حكم الأمويين أبادوا معارضيهم وعندما استولى العباسيون على السلطة أبادوا الأمويين, وتوالت الحروب حروب الإبادة بين الفرقاء , كلما دخلت امة لعنت أختها حتى صار من المستحيل أن تجمع الأمة بكيان موحد واحد , ناتج عن تعدد الطوائف والمذاهب والتي كلها بنيت على كره المقابل كما بدأت في الفتنة الأولى

وعندما استقر المشرق العربي على الحدود التي وضعت من قبل اتفاقية سايكس بيكو (1916) وتلاعب الإستعمار بمقدرات الدول التي تكونت ببروتكول التقسيم , ومع  نهاية الاستعمار العسكري فحدث بعدها ماشئت عن آلهة من الحكام حكمت تلك الدول ويشعارات شتى , وكل شيء له قيمة في هذه البلدان إلا قيمة شيء واحد معدوم , ألا وهو قيمة الإنسان فقيمته لاتتعدى يوم ولادته ويوم موته , ولعله يكون محظوظاً عند ولادته , وقد لايعرف لماذا أو كيف مات وبأي ذنب قد قتل .

والآن كلنا يلعب نفس اللعبة , وما  الشعب فيها إلا هو اللاعب والخاسر دائماً والمستفيد الوحيد هو أعداء الأمة , إن ماجرى ويجري في مصر هو لعبة قذرة ضحيتها مساكين الشعب المصري

والذي يحصل وحصل في سوريا , ضحيتها الشعب السوري

إن القادم خطير جداً واللعبة بدلاً من أن تكون بيد طرف واحد أصبح اللاعبون فيها أعدادهم لايمكن حصرهم أبداً

لنقسم المجتمع السوري لفريقين , الفريق الأول الموالون للسلطة الحاكمة

الفريق الثاني : المعارضون للنظام الحاكم

إيران وروسيا تلعب برأس النظام

والغرب يلعب برأس المعارضين

واللعبة هنا ليست للتسلية وتمضية بعض الوقت , وإنما اللعبة هنا تدور على سفك الدم البشري من قبل الفريقين

الموالين أصبحوا رهينة بيدي روسيا وإيران

والمعارضين رهناء بمصالح شتى متوافقة أو متعارضة , وتشتبك المصالح ليدور الصراع أيضاً داخل كل فريق , فهذا يريد أن تسود لعبته حسب هواه وبغض النظر عن صوابيتها أو عدم مصداقيتها , والشاهد على ذلك مايدور اليوم من أحداث في قرية الرامي بريف ادلب , والصراع بين الرايات

وفي الجانب الآخر صراعات متعددة

وتستمر اللعبة القذرة والدماء التي تسفك تعانق في قوتها نهر الفرات

فعلى العقلاء البحث عن طريقة  لانهاء اللعبة تلك والقضاء عليها ولكن كيف يمكن لنا القضاء عليها وقد تجذرت في واقعنا آلاف السنين ؟

لقد أعجبني إخراج حركة تمرد , ولكن نتائجها كانت لعبة أوسخ منها بكثير

فشعبنا السوري عليه  التفكير بالحل والخروج من هذه اللعبة القذرة والتي لاتلائمه أبداً

وهنا علينا التفكير بانتاج حركة تمرد.... لعبة جديدة نلعبها , فمهما بلغت قذارتها لن تصل إلى جزء بالمائة من الألعاب القذرة والتي اعتدنا على ممارستها

عنوان التمرد: انتهت اللعبة القذرة

المسالمون من الفريقين , والذين هم مشاريع قتل في الوقت الحاضر والمستقبل وممن بقي منهم على قيد الحياة

نكون فريق عمل يضم مجموعة من الأشخاص نكتب خطة طريق , ننشرها على صفحة واحدة , نختبر من خلالها الموالون للخطة , وعندما تنضج في عقولهم , نحدد فيها يوم للهجوم الشعبي , يضم كافة الموجودين في المخيمات على الحدود , والنازحين في الداخل , وزوي القتلى والجرحى وكل المتضررين من الوضع الحالي , وتكون  المظاهرات منطلقة من الحدود ومن القرى ومن المدن في يوم واحد وساعة واحدة , تخرج كل محافظة ممثليها , في مؤتمر عام يضم  جميع المحافظات يطيح بكل القوى التي تسفك الدماء بغير حق , ومن خلالها يتم التعاقد على انتاج سلطة تعاقدية بين الشعب والسلطة , لتعود بالشعب السوري إلى أصالته الرائعة في المعيشة المشتركة بين كافة أبناء الوطن

د.عبدالغني حمدو