الشعب
المصري، شعب طيب، فطري، تلقائي، يحب الضيف ويكرمه، ويتعاون مع الملهوف، ويعين
المحتاج، يتفجر عاطفة مع قضايا الأمة وحماساً، حيث كانت، فلا يقبل الظلم، ويتعاون
مع المظلومين، ويقف إلى جانبهم، ولسان حال الصغير والكبير، والقاصي والداني،
والقريب والبعيد، حال وقوع المحن، نداء: أين أهل مصر؟ ومشهد في بلاد العرب
والمسلمين، تغيب عنه مصر، فهو ناقص وباهت.
لذلك، لم
يسكن أحد مصر، إلا وتركت تلك الأيام، بصمات في نفسه، تكون على هيئة مذكرات مكتوبة،
أو ساكنة في أعماق الذهن والقلب، تحكي قصة، كرم وطيب، ومعشر حسن، وثقافة وحضارة،
وتاريخ وتراث، وطرافة فكهة تدخل على النفس السرور ، وترسم معالم بهجة، على مفاصل
الحياة، حتى لو ضاقت، فالسعة في القلب، والفسحة فسحة الصدر.
ولما
وقعت النكبة، على أهل سورية، بفعل إجرام نظام العصابة، المتسلطة على رقاب هذا
الشعب، منذ عقود كثيرة، فقتلوا الأحرار، ولم تسلم من هذا، شريحة من شرائح المجتمع،
وهدم البلد وخربها، فوق رؤوس ساكنيها، وأحرق الأخضر واليابس، واعتقل مئات الألوف،
وجرح مثلهم، وصار المشهد بكامله، يحكي قصة مأساة، بكل ما تحمل الكلمة، من دلالات
ومعان، ومن ذلك أن لجأ ملايين السوريين، إلى بعض الدول، ليحموا من بقي من أسرهم،
من إجرام النظام العصابة، وبراميله المتفجرة، وطائراته القاصفة، ومدفعيته المدمرة،
ودباباته المخربة، وشبيحته الذين لا يرقبون في إنسان إلا ولا ذمة.
وكان من
هذه الملايين المهاجرة، قسم اختار مصر، ليقيم فيها، ويأمن على نفسه وعرضه، وأطفاله
وأسرته، لاعتقاده، أن بمصر شعباً غيوراً، يكون سنداً للمظلومين وعوناً لهم، فما
خاب ظنهم، وكان شعب مصر عند حسن الظن بهم.
لذا
فالتاريخ يشهد، أن المصريين استقبلوا السوريين، اسقبالاً حسناً، وأكرموا وفادتهم،
وبذلوا وأنفقوا، وقاسموا وشاركوا، وفتحوا بيوتهم، وللتاريخ أيضاً، البلد الوحيد،
الذي لا يوجد فيه مخيمات لاجئين للسوريين، هو مصر، وهذه المسألة تحمل في طياتها،
سلة من الحقائق، التي نسأل الله أن يجعلها في صحائف أهل مصر، الذين ذكرونا بالأنصار، الذين آووا ونصروا وتحقق
فيهم خلق الإيثار، وضربوا أروع الأمثال، في صور، كيف، يكون تنزيل الحكم على
الواقع، فكانوا نماذج عمل صالح.
*************************
وفي كل
بلد، بل في كل قبيلة، بل لا تكاد تسلم أسرة – مهما تجذرت أصالة تربيتها- من سيئين
ومنحرفين عن الأصل الذي عليه أهلهم، وفي مصر كان الأمر كذلك، وجود مجموعة من شبيحة
مصر، الذين لم يرق لهم، أن يروا شعب مصر، وحكومة مصر( الرئيس مرسي) يتعاطفون مع
شعب سورية، ويساندون قضيته العادلة، في البحث عن العدل والحرية، وحقوق الإنسان،
لذا ناصبوهم العداء، وحاولوا وضع العصا بالعجل، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا
شيئاً لسببين:
الأول:
هم شرذمة قليلة، أمام التعاطف الكبير، من أبناء الشعب المصري.
الثاني:
أن حكومة الرئيس مرسي – فك الله أسره- كانت مع اللاجئين السوريين، وقدمت لهم
كثيراً من التسهيلات.
ولما قام
الإنقلابيون، بفعلتهم الشنيعة، وأحدثوا الفتنة المريعة، أطلت فتنة هؤلاء الشبيحة
برأسها، خصوصاً في بعض وسائل إعلامهم، فصاروا يتطاولون على اللاجئين السوريين،
ويقذفونهم بأبشع التهم، ويكيلون لهم سيلاً من الافتراءات، وينسبون لهم ما هم منه
براء.
وهذا أمر
في غاية السوء، وهو إن دل على شيء، فإنما يدل، على طبيعة هؤلاء القلة، ويؤشر على
أجندتهم التمردية، التي تريد أن تؤثر سلباً على كل جميل في هذا البلد.
من هنا،
فإنّا نهيب بأبناء الشعب المصري، وكل قواه الوطنية، الفاعلة على الأرض، أن يبقوا
على العهد، مع شعب سورية، فهم أمانة في أعناقكم، وأن يقدموا استحقاقات الواجب، في
مناصرة قضيتهم العادلة ومساندتها.
( اتق
دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق