الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-07-24

السيسي يشتري صك الغفران قبل القتل وبعد القتل - د. عبد الغني حمدو

عندما سمعت اليوم دعوة وزير الدفاع المصري إلى مؤيديه النزول إلى الشوارع , ومن خلالهم سيحصل منهم على صك مفتوح للقتل في مصر يبرئ فيه ساحته قبل القتل وبعد القتل

هذه الدعوة عادت بي إلى الوراء إلى القرن الماضي في  نهاية السبعينات والثمانينات عندما حصل حافظ أسد المجرم على صك يبيح لنفسه القتل من بعض القوى السورية والمتمثلة بحزب البعث والجبهة التقدمية , ومن المنظمات والنقابات التي كانت موجودة على الساحة السورية , ومن بعض المحسوبين على علماء الاسلام في سوريا ليذهب ضحيتها دمار مئات الآلاف من السوريين بين مساجين لعشرات السنين ومشردين ومقتولين وتدمير البيوت والعقول وما زالت ملحمة القتل والتدمير مستمرة حتى يومنا هذا

عندما شعر حافظ  أسد بالخطر أخذ يلف على المنظمات البعثية الشعبية وكان اللافت من هذه الخطابات الهتافات التي تلقاها أثناء اجتماعه بالاتحاد النسائي فصارت النساء تهتف (هات ارجال وخود  ولاد )
على الجزيرة اليوم
 رئيس نقابة المحامين المصريين في رده على سؤال من مذيع الجزيرة (هل دعوة السيسي هي قانونية ؟)
فالمحامي الرئيس أجاب بقانونية دعوة السيسي وزير الدفاع لذلك الأمر مع تذكير الرئيس بأن السيسي هو وزيراً للدفاع وليس هو رئيس جمهورية أو رئيساً للوزراء , معنى ذلك أن التفويض جاهز من نقابة المحامين وسيتبعها القضاة ومعها حزب النور السلفي والأزهر , وحزب الوفد والأحزاب التي انضوت تحت مايسمى بجبهة الانقاذ والتي لم تتعد شعبيتها كلها مجتمعة ال25% في الانتخابات البرلمانية , فهذه الأحزاب الضعيفة لن تجد لنفسها مكاناً إلا في ظل حكم عسكري فردي مطلق , دعوة السيسي وحصوله على صك القتل هذا من الأحزاب التي لم تجد لها على الأرض من يناصرها إلا الشاذين عن مقومات الأمة المصرية خطيرة جداً مالم يتم الإصرار من الطرف الآخر على التحدي
على الثوار أن يسارعوا في طرح مشروعهم السياسي وأن يستفيدوا من أخطائهم السابقة , ومن الأخطاء التي وقعت فيها الثورة الجزائرية في القرن الماضي ومن أخطاء الثورة السورية , والمنطق يقول في هذه الحالة أن الحراك السلمي يجب أن يستمر ولكن الحراك السلمي بدون مشروع سياسي يعتمد في جوهره على جمع معظم فئات المجتمع , فلن يكون لهذا الحراك من تأثير على صك القتل الذي حصل عليه السيسي
ومن دعوة السيسي هذه نستنتج أنه هو الرئيس والحاكم  المطلق لمصر
ويدعو في خطة الطريق التي أطلق  عليها الانتخابات الديموقراطية
والعجيب في الأمر !
مَن مِن المجتمع المصري سيؤمن بأن صوته الذي قدمه قد ساهم في فوز مرشح للرئاسة لن يضيع هدراً كما ضاع عندما انتخب الرئيس مرسي ؟
فإن كان محسوباً على وزير الدفاع فلن يذهب هدراً أما إن لم يكن محسوباً عليه فصوته لاقيمة  له على الاطلاق .
إن الذي يعيد الأمور إلى نصابها عودة الرئيس السابق لمنصبه , وتشكيل حكومة خدمية والدعوة لانتخابات مبكرة ,وتنفيذ خطة طريق جديدة تنقذ مصر من حفرة الجحيم التي وضعت لحرق الشعب المصري فيها من قبل أعداء الأمة المصرية والعربية والاسلامية , والتي يشارك فيها كثيرون ممن يُنسبون لمصر مع الأسف
د.عبدالغني حمدو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق