في الوقت الذي تذبح فيه مصر، من خلال
انقلاب على الشرعية الدستورية، يؤصل لحالة من حالات الانتكاس، التي شبت الأمة عن طوقها،
بعد ثورات الربيع العربي، للتأكيد على معاني الحرية والكرامة والعدل وحقوق الإنسان،
لذا فالانقلاب الذي حدث بمصر المحروسة، يمثل الانقلاب على المباديء آنفة الذكر، ولأن
الأمر كذلك، ولأنه ليس حدثا عابرا، فمن حق أبناء مصر، أن يصمدوا ويثبتوا مطالبين بحقهم،
في التمسك بالقيم التي تتحقق إنسانية الإنسان، بل إنها من بدهيات هذا المعنى الكبير،
المغروز في النفس البشرية.
من هنا، لا بد من التأكيد على أحقية
مطالب الشعب المصري، الذي يدعو إلى عودة الشرعية الدستورية، بل يجب على العرب والمسلمين،
أن يقفوا مع هذا المطلب، ويساندوا أهلها، بكل ما يستطيعون، لأنه الحق الذي لا مرية
فيه، وعكسه هو الظلم الظاهر، الذي لا يصح التعاطي معه ببرود سياسي أو جمود ظاهري، فالأمر كبير، وأثره خطير.
وعلى أحرار العالم، والمنظمات العالمية-
رسمية وشعبية- أأن تقوم بالذي ينبغي عليها، من لزوم الوقوف مع هذه المطالب المحقة ،
من أجل الإنسان وكرامته، ودفع الظلم عنه.
***************************
وفي الوقت الذي ينشغل العالم، بكل
وسائل إعلامه، بالحدث المصري المذهل، نرى نظام العصابة في سورية، ومعه شذا الآفاق من
الطائفيين من حزب الله ( الشيطان)، ونظام إيران المجرم، ومن لف لفهم، هنا وهناك، يستغلون
هذه الحالة، وينقضون على حمص العدية، حمص خالد بن الوليد- رضي الله عنه- ليعيثوا فيها
فسادا وإجراما وقتلا وحرقا، بصورة همجية لا يعرف لها مثيل.
أيها الإخوة، أيتها الأخوات، في كل
أنحاء العالم، حمص تحرق، حمص يباد أهلها، حمص تذبح من الوريد إلى الوريد، ونخشى أن
يأتي يوم، يقال فيه، كانت هنا مدينة يقال لها حمص.
يا أيها الناس، في كل ساعة تأتينا
الأنباء، من حمص، بخبر يقض مضاجعنا، ويحزن قلوبنا، ويفطر أفئدتنا، فهل تحركت مشاعرنا،
تجاه هذا الشعب الأبي؟؟ وهل تحولت هذا المشاعر إلى برامج عمل، نخرج من خلالها مظاهرات
مليونية، ونجمع الأموال المليونية، ونطالب الحكومات، كل الحكومات بالوقوف إلى جانب
شعب سورية، وأهلنا بحمص؟؟!!!! فهل من مجيب؟ وهل من مساند؟ وهل من معاضد؟ هل من غيور؟
هل من صاحب نخوة؟ حتى يسطر المرء مشاعر إنسانيته، بما يساند فيه أخاه، ويبرهن على صدق
مشاعره بالعمل، ولا يقتصر على الحزن والألم.
*****************************
يا شعب مصر وأنت في عز كفاحك، لا تنس
إخوانك في سورية، وفي حمص خاصة، ويا شعب سورية، وأنت في أوج صمودك، حيث تواجه آلة الإجرام،
بكل ضراوتها وقسوتها لا تنس شعب مصر ومطالبه العادلة، فالهم يكاد أن يخرج من مشكاة
واحدة، والله أكبر من كل الكائدين والمتخاذلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق