كان بين قبيلة اياد وبين الفرس حروب،فصمم كسرى
على غزو قبيلة اياد وتدميرها، وأمرلقيطاً (وكان كاتبا للمراسلات في ديوان كسرى) أن
يكتب كتاباً يطمئنهم فيه الى نوايا كسرى تجاههم ويستدعيهم اليه، لكن لقيطاً الذي كان
يعرف حقيقة المؤامرة كتب الى قومه بهذه القصيدة التي تصلح أن يخاطب بها العرب في هذه
الايام لأنها تنطبق على نوايا عدوهم الخبيث.
وتذكر كتب الأدب ان قبيلة اياد اختلفت على
نفسها ولم تأخذ برأي لقيط فأوقع بهم كسرى، واكتشف كسرى كتاب لقيط فأمر به فقطع لسانه.
يقول لقيط بن يعمر الإيادي يحذر قومه من
غزو الأعداء:
1/ أبلغ اياداً وخلٍّل في سراتهم .. اني أرى
الرأي ان لم يعص قد نصعا
2/ يالهف نفسي ان كانت اموركُمُ .. شتى ، وأحكم
أمر الناس فاجمتعا
3/ مالي أراكم نياماً في بلهنيةٍ .. وقد ترون
شهاب الحرب قد سطعا؟
4/ صونوا جيادكم واجلوا سيوفكم .. وجددوا للقسي
النبل والشرعا
5/ ياقوم إن لكم من إرثٍ أولكم .. مجداً أحاذر
أن يفنى وينقطعا
6/ ماذا يرد عليكم عز أولكم .. إن ضاع آخره
أو ذل واتضعا؟
7/ ياقوم لاتأمنوا ان كنتم غيراً .. على نسائكم
كسرى وماجمعا
8/ هو الفناء الذي يجتث أصلكم .. فمن رأى مثل
ذا رأيا ومن سمعا؟
9/ قوموا قياماً على امشاط أرجلكم .. ثم افزعوا
قد ينال الأمن من فزعا
10/ وقلدوا أمركم لله دركم .. رحب الذراع بأمر
الحرب مضطلعا
11/ هذا كتابي إليكم والنذير معاً .. لمن رأى
رأيه منكم ومن سمعا
12/ وقد بذلت لكم نصحي بلا دخلٍ .. فاستيقظوا
إن خير العلم مانفعا
ما أشبه الليلة بالبارحة!!..... هاهم
الفرس يحشدون جموعهم ويدقون طبول الحرب... وقد استبدلوا عبادة النار بعبادة
الأوثان... وألبسوا أمتهم وشيعهم في العراق وإيران وسوريه ولبنان والبحرين واليمن
والسعودية عقائد باطنية فاجرة كافرة ما أنزل الله بها من سلطان، وأعلنوها حرباً
ضروساً شرسةً على أهل السنة والجماعة، فأشركوا بالله ... وكفروا الصحابة...
وجاهروا بالعداء للقرآن فادعوا زوراً وبهتاناً أنه محرف وباطل، واستخفوا بعقائد
الأمة وتاريخها المشرق الوضاء..... وبعد أن عاثوا فساداً في أرض العراق، وبسطوا
ظلهم البغيض على أرض الرافدين توجهوا بقضهم وقضيضهم إلى أرض الشام، ولهم في تراثهم
وتاريخهم على هذه الأرض المباركة ثارات وثارات، وهم عازمون على أن يشيّعوا أهلها
... وينشروا أباطيلهم وأراجيفهم فيها، ويدعمهم في ذلك نظام أسدي باطني فاجر مجرم
... جمع أسوأ ما في خصال الفرق الباطنية من ضلال وكفر وفجور وعهر وانعدام للقيم
والأخلاق.....
إنها معركة الأمة كلها على أرض الشام...
إنها معركة الحق مع الباطل... معركة أهل السنة والجماعة وحماة القرآن مع أعدائها
الباطنيين... إنها معركة كسر عظام لارحمة فيها....!!
لقد جمعوا لها كل ما يستطيعون من مال
وسلاح ورجال من الحرس الثوري وحزب اللات اللبناني وفرق الموت الشيعية من العراق،
ودعموها إعلامياً وفنياً وتقنياً....
إن انكسر لواء الإسلام في أرض الشام فستنفتح
أبواب الشر على مصاريعها، وستهب ريح سموم تأكل الأخضر واليابس، ولن تهنأ أمة
الأسلام بعدها......!!
أين أنتم يا أهل الإسلام؟؟... يا أيها
الأحرار.. يا أيها الغيارى.. يا أهل النخوة والمروءة.. إن لم تنهضوا نصرة لدينكم
فانهضوا نصرة لأمة العرب أمام هذه الغزوة الهمجية البربرية..... وإلا فانهضوا
لنصرة شعب مظلوم انتهكت حرماته وترك كاليتيم في مأدبة اللئام..... أو فانهضوا
حماية لأنفسكم!! فالدور قادم عليكم، ولا
تنتظروا اليوم الذي ينطبق عليكم فيه المثل الذي يقول: أكلت يوم أكل الثور
الأبيض!! حيث لاينفع التحسر والندم.....
نحن أمة واحدة لها دين واحد ورب واحد،
تجمعنا أواصر العقيدة واللغة والتاريخ المشترك والآمال والآلام، هكذا أخبرنا ربنا وأمرنا
بذلك، قال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أمة وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)(الأنبياء:92).
نحن جسد واحد نتكاتف في السراء والضراء،
هكذا أخبرنا نبينا وجعل تلك الأخوة فرضاً علينا فعَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ
كما ورد في الصحيحين قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ
الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ
وَالْحُمَّى ).
أدركوا أرض الشام... لؤلؤة الإسلام وتاجه
الوهاج قبل أن تفقدوها........ ولات ساعة مندم!!
وإذ نقول هذا الكلام فلا يفهم منه التشاؤم
واليأس، فهذه أرض الشام وهي خيرة الله في أرضه، وقد تكفل الله بالشام وأهله كما
أخبرنا نبينا الكريم-صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث الصحيحة، وإنما هي ذكرى
وموعظة لأنفسنا وشعوبنا وأمتنا، ودعوة لدعم وتأيبد شعب كريم أبى الذل والعبودية،
وتاقت نفسه إلى العلياء فإما حياة ملؤها العزة والكرامة، وإما ممات وجنة عرضها
السموات والأرض، لقد حسم الشعب السوري أمره وهو ينتظر --بعد التوكل على الله-- من
إخوة الدم والعقيدة النصر والتأييد، ولكل مجتهد في نصرة الشام وأهله نصيب يستطيع
أن يجود به حتى يعذر أمام الله وأمام الشعوب والتاريخ.........
قال سبحانه و تعالى على لسان مؤمن آل
فرعون: (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ
اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )(44)-سورة غافر-
ربط جيد، بارك الله فيكم ونسأل الله أن يحميك ويحفظك ويحفظ لسانك حتى تكثر من هذه التنبيهات والدرر... وأن لا يقع بمن توجه إليهم إنذارك ما وقع لقبيلة إياد نتيجة اختلافها فيما بينها.... وأن تعلم أن الرائد لا يكذب أهله
ردحذف