بعد أن أعطى بشار الضوء الاخضر للحرب الاهلية في سوريا من
خلال موافقته على المذكرة التي رفعها اليه قادة الاجهزة الامنية بخصوص إشعال الحرب
الأهلية لحظة بدء تحويل الملف السوري للتدويل (الذي ينوي رؤساء عدة دول عربية القيام
به جديا خلال الاسابيع القادمة)، من خلال خطة اعتمدت على: "خطف أبناء المسئولين
و الضباط من الأقليات والطائفة العلوية.
و التغاضي عن دخول بعض الصواريخ و قذائف ال (R BG) إلى المناطق المتوترة في الريف؛ أو إطلاقها على أماكن
مقدسة للأقليات أو الرموز الدينية.
مع تركيز العمليات الإرهابية في مناطق الأقليات و كذلك المدارس
و الجامعات و المدن الجامعية.."
في هذا السياق فقد قامت العصابة الأسدية بإطلاق النار على المشيعين
في مدينة دوما، مما أدى إلى استشهاد 6 أشخاص وإصابة أكثر من 30 شخص من المشيعين في
مسعى لتحريض عناصر من الجيش الحر لتنفيذ عملية مشابهة لعملية الزبداني، وأعطت
الأوامر بعد ذلك بالانسحاب من المدينة، وتركها للجيش الحر، كون مدينة دوما لا
تتمتع بخاصية استراتيجية كما هي مدينة الزبداني، وبالتالي تقوم عصابات الأسد
بالانقضاض على كتائب الجيش الحر بعد حصارهم نظرا كون المدينة لا تتمتع بتضاريس
طبيعية تساعدها على المقاومة.
ولكن هذا الأمر لم يفت على السرايا الموجودة في دوما، فقامت
بالتصدي للأمن والشبيحة مما أسفر عن تدمير مكافحة الشغب بالكامل وقتل عدد كبير من الشبيحة
وعصابات الأمن...
وقامت السرايا بعد ذلك بالهجوم على جميع الحواجز في المدينة
وأقامت حواجز للجيش الحر، في أغلب مناطق دوما واستمرت الاشتباكات حتى الساعة الثامنة
مساء أمس السبت، وانسحبت كامل السرايا بعد التأكد من هروب عصابات الأسد من المدينة.
أيضا سيطرة افراد الجيش الحر على كامل منطقة كفر تخاريم
شمال إدلب، بعد معركة استمرت حتى منتصف ليلة أمس. واستمرار الاشتباكات في بلدتي
احسم والبارة في جبل الزاوية.
و قد انعكس ذلك كله على عناصر كتيبة الأمن المركزي المتمركزين
في حرستا حيث لوحظ عـــدم عودة 219 عسكري مجند وصف ضابط كانوا بإجازة لمدة 48 ساعة
من كتيبة الامن المركزي بحرستا..
وهذا الأمر إن دل على شيء ؛ فربما يدل على تفكك النظام وتهالكه
من الداخل..
لأن الجيش النظامي بدأ يتململ ويضجر وخاصة الذين تم الاحتفاظ
بهم بعد انتهاء خدمتهم الالزامية.. وبدؤوا يتذمرون من الاوامر ويتلكؤون بتفيذها، ولولا
خوفهم من التصفية، لشكل الاغلبية منهم فرارا جماعيا..
ايضا هناك تسريبات أن
نسبة الملتحقين بالخدمة الاجبارية بلغت 4
% فقط.. وهذا دليل على العصيان العسكري ضد هذا الطاغية.
فهل أصبحت كتائب الأسد قاب قوسين أو أدني من الانهيار، أم
أن هذه خديعة يمارسها بشار وعصابته للانقضاض من جديد على أفراد الجيش السوري الحر
لاستعادة زمام المبادرة من جديد في الأيام القادمة، بعد أن يظهر نفسه للجامعة
العربية أنه التزم ببنود المبادرة العربية ولكن الجيش الحر لم يلتزم.
وهذا ما يفسر استقدام عناصر من حزب الله وحركة أمل؛ يوم الجمعة
الفائت الذين تسللوا إلى منطقة الزبداني واستقروا
في أحد بساتين سرغايا | منطقة الغيضة | (الشعيرة) : وتعدادهم حوالي 300 عنصر , يتجمعون
في بستان واحد فقط (غير منتشرين و ينتظرون أمر الزحف نحو الزبداني).
ولكن قدرة الله كانت سباقة في إدلب الجريحة حيث كشفت مجزرة
المشفى الوطني لتعلن للعالم أن القتل لم يتوقف لحظة واحدة، وأن هذه العصابة لا
تعرف المهادنة ابدا، وأن القتل والتنكيل بالشعب السوري على قدم وساق.
ولم يبق إلا أن يقتنع العرب بعدم صوابية قراراتهم التي
اتخذوها في الأشهر الماضية، ويبدؤوا البحث عن حلول جديدة، و ربما خطاب وزير
الخارجية السعودي اليوم يصب في هذا السياق !.
فلننتظر ونرى.
الدكتور حسان
الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق