بعد
تأكيد الخبر الذي نشر على قناة فرانس 24 صباح الأربعاء 18/1/2012م: بانتهاء المفاوضات
الدائرة بين الجيش الحر في منطقة الزبداني ؛ و كتائب الأسد، بالاتفاق على انسحاب كتائب
الأسد من منطقة الزبداني، بشكل كامل.
بعد أن نفذ أفراد الجيش الحر تهديدهم بنسف برج الاتصالات
العائد لشركة (سيرياتل) و (MTN) المملوكة لرامي مخلوف،
وتوعدهم باستكمال تهديداتهم إن أقدمت كتائب الأسد على استكمال مخططها، باستهداف
المدنيين في تلك المنطقة، وبالتالي تكون منطقة الزبداني أول منطقة تعلن أنها محررة
من نظام الأسد، بحيث يمنع تجوال الجيش و الأمن و لا يسمح الآن لأفراد الشرطة التواجد
بجانب المخافر في البلدة، ولمن لا يعرف منطقة الزبداني فهي منطقة سهلية تحيط بها
منطقة جبلية تمتد على الشريط الحدودي للبنان، ويتمركز بالقرب منها العديد من
القطعات العسكرية الحساسة كالحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، وهي تحتوي على العديد
من المراكز الحيوية لمدينة دمشق، فهي الشريان الحيوي لمياه الشرب لعموم مدينة دمشق،
أيضا هي المعبر الرئيسي للبنان عبر نقطة الحدود الصبورة، وهذه المنطقة لها امتداد
مع مناطق مشتعلة أخرى كرنكوس وحوش عرب وعسال الورد وغيرها في جبال القلمون.
بالطبع إن تخلي النظام عن مسؤولياته التشبيحية في تلك
المنطقة عائد إلى عدة عوامل:
1- قوة
ووفرة العتاد المتواجد بأيدي أفراد الجيش الحر، وطبيعة المنطقة الوعرة إضافة إلى تعاطف
المدنيين في تلك المنطقة معهم.
2- تزايد عدد الانشقاقات في صفوف كتائب الأسد التي يتم
تعزيز الكتائب بها، فالعصابة الأسدية لم تعد تدري أهي ترسل تعزيزات لكتائب الأسد
أم لأفراد الجيش السوري الحر، لغياب الولاء للقائد الرمز.
3- حساسية المنطقة وعدم استعداد الطاغية التضحية بالممتلكات
المخلوفية في تلك المنطقة.
4- التحضير لجلب قوات غريبة يكون ولاءها كامل للعصابة
الأسدية، والمتمثلة في عناصر حزب اللات اللبنانية، والتي يتم تسليحها وتجهيزها
للقيام بهذه المهمة.
5- تحييد المنطقة لبعض الوقت لحين ترتيب أوراق اللعب على
الساحة الدمشقية، نظرا للفاتورة المرتفعة لعملية من هذا النوع، فهي قد خسرت في
الأيام الماضية ما يقارب العشرة ما بين مدرعة ودبابة، وتم تسريب كامل الفيديوهات
إلى الإعلام الخارجي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي يصبح تأثير هذه المعركة
كبيرا على الكتائب الأسدية من الناحية المعنوية.
6- أيضا خسرت الكتائب الأسدية سرية استطلاع بكامل عتادها
ووسائل اتصالها، وبالتالي أصبح لدى افراد الجيش الحر كمية من المعلومات يستطيعون
التصرف من خلالها مع الكتائب المتواجدة في تلك المنطقة.
العامل الأهم الذي أبرزته هذه المعركة هو التنسيق والرجولة والتعاون
ما بين الأهالي و أفراد الجيش الحر، فكتائب الأسد لم يعد لها الحاضن الشرعي
والرئيسي على الأرض السورية، فهي خسرت الشعب، وأصبحت عناصر كتائب الأسد أينما حلت غير
مرغوب بها و تعتبر بمثابة جيش العدو، وليست جيش الوطن، وهذا عامل مهم في النصر في
أي معركة.
إن العامل الأهم الذي خسره
الطاغية وأزلامه في هذه الثورة، هو الأرض فالمنطقة الجغرافية على امتداد الوطن
السوري لم تعد موالية، فكل الذين يوالونه إما خائفين مهلوعين من المستقبل من أبناء
الأقليات، أو أصحاب مصالح يخافون على مصالحهم، ويريديون أن يهادنوا إلى آخر نقطة
ممكن أن يصلوا إليها مع هذا الطاغية. أما الفئة الثالثة والتي تعتبر مغلوب على
أمرها، أو مغرر بها، وهي التي لم تعي الحقيقة بعد نتيجة وضعها في ظروف بعيد عن
الاتصالات والإعلام، وبالتالي هذه الفئة تشكل الرافد الأكبر لأفراد الجيش الحر؛
عند أول تماس لها مع الواقع. وهذا ما جعل بشار وعصابته يتريثون في إرسال وحدات
كتائبهم إلى منطقة الزبداني خوفا من انشقاقهم وانضمامهم لوحدات الجيش السوري الحر.
على الرغم من محاولة بشار التعامي عن الحقيقة الماثلة على
الأرض فإنه أصبح يدرك أن العمل الميداني أصبح صعبا جدا، وأن التكلفة على الحكومة
الأسدية، أصبحت عالية جدا، و لكن هذه العصابة بالطبع هي عصابة انتحارية تريد أن
تكمل مسيرها إلى نهاية النفق الذي وصل إليه القذافي، والذي أخرجه منه الثوار، بعد
طول مسير.
إن أفضل ما في هذه الثورة، أن الانتصار هو بأيادي السوريين،
وحدهم، نحن من أخرجنا الفرنسيين من بلادنا ونلنا استقلالنا بأيدينا، ونحن من سيحقق
النصر على الاحتلال الأسدي، وبأيدينا وعزيمتنا، وقبل كل شيء بمعية الله، ومن يكن
مع الله فهو حسبه.
لقد قلتها من قبل وأقولها الآن وغدا، لننتزع شوكنا بأيدينا، نحن
المسؤولون عن وصول الطاغية إلى سدة الحكم بسكوتنا على تجاوزاته، ونحن أصحاب القرار
في تصحيح المسار. فكل الحلول التي سوف تأتينا من الخارج سوف تكون مجتزأة، وقاصرة،
ولن تلبي طموحاتنا في نيل الحرية والكرامة والديمقراطية.
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق