اطلعت على مقال يتحدث عن رواية النظام للاحداث في سورية وعن
رواية الثوار، فامّا رواية النظام فهي معروفة ومملة ولا تخرج عن ربط الاحداث كلها
بالمؤامرة الكونية والارهاب الرهيب، وأما رواية الثوار لثورتهم، فرغم أن الكاتب أوردها
بمعرض النقد والتشكيك، إلا أنها تصلح للاستعراض بعد حذف الهمز واللمز منها، وإضافة
ما نقص عليها. ولعلنا نستطيع تسميتها "فلسفة الثورة السورية".
1 – النظام السوري نظام قمعي مستبد وفاسد وعنيف، ومستعد
للتضحية بكل شيء للمحافظة على “الكرسي”.
2 – النظام غير وطني، وقد فرط بالجولان لإسرائيل عام 1967،
و هو ملتزم بأمن إسرائيل وبحماية حدودها، وإسرائيل تعمل على الإبقاء عليه في
السلطة. وهو فشل في تحرير الجولان ويزاود بادعاء المقاومة والممانعة، والنظام ليس
له أية نجاحات، و دوره في إيقاف الحرب الأهلية في لبنان كان فاشلا بتكلفة بلغت
13000 جندي سوري، وانتهى بأنهم سرقوا البلد وقتلوا رفيق الحريري وعشرات من
المناضلين الشرفاء اللبنانيين.
3 – النظام غبي، وبشار نفسه غبي أيضاً، وهو الرجل الخطأ
لرئاسة سوريا وجاء إلى الحكم توريثاً، وهو يعتمد في خطابه على الكذب والتضليل
والخداع والألاعيب.
4 – النظام فاقد لصلاحيته ولا يمكن إصلاحه. الثورة هي الحل
الوحيد. أي شيء يقدمه النظام هو كذب وخداع وقليل جداً ومتأخر جداً.
5 – أي حوار مع النظام هو بمثابة طعنة في الظهر لأولئك المتظاهرين
السوريين الشجعان الذين يخاطرون بحياتهم و الذين لن يتوقفوا إلا بعد الاطاحة بالنظام.
الدعوة للحوار هي دعوة عقيمة ويجب رفضها كاملاً لانها تزيد من عمر النظام دون
فائدة وتزيد في عدد الضحايا.
6 – الثورة الشعبية محلية بالكامل، وهي طبيعية وسلمية
وأخلاقية والمشاركون في الثورة يتحلون بنبل الأخلاق و تحدوهم الطموحات المشروعة
لغدٍ أفضل لسوريا كلها. والمعارضة متفقة على اسقاط النظام بكل رموزه ولا خلاف
بينها على ذلك.
7 – الثورة في
غالبيتها سلمية مدنية وغير طائفية، وادعاءات النظام بالتوجه الطائفي لدى
جزء كبير من القوى المحركة للأزمة لا أساس لها من الصحة. وعلى الشعب السوري ألا
يخاف الفوضى أو الحرب الأهلية. فكل تلك تكتيكات تخويف مصدرها النظام.
8 – نجاح الثورة في إسقاط النظام حتمي ومسألة وقت، ويتسارع
بالقدرة على مشاركة المترددين والذين لم يحزموا أمرهم بعد، وعليهم ان يتأكدوا من حتمية
الظفر بالنصر النهائي قريباً جداً، وبأنهم سيصنعون التاريخ، و سيعيشون “لحظة ميدان
التحرير” الخاصة بهم.
9 – سيساهم الانهيار الاقتصادي في التعجيل برحيل النظام،
وخاصة لجوء كثير من رموز النظام الى تهريب ممتلكاتهم بل وممتلكات الدولة التي
بحوزتهم وتحت سيطرتهم مثل البنوك والمتاحف والشركات...
10 – المناطق الآمنة، والحظر الجوي، والتدخل الخارجي العسكري
ضروري ويستدعيه سلوك النظام القمعي الاجرامي، وهو سيساهم في تقليل الخسائر البشرية
التي ستزيد بتأخره.
11 – اغلب دول العالم تعاطفت مع الشعب السوري ومطالبه
المشروعة بالحرية والكرامة، ولم يبق مع النظام إلا من كان على شاكلته من الانظمة
القمعية الشمولية الطائفية كايران. وقد أعلنت كثير من الدول الكبرى بان النظام قد فقد
شرعيته وأن عليه أن يرحل.
12 – التدخل الدولي حاصل لصالح النظام من قبل إيران وحزب
الله وروسيا، وهناك مقاتلون شيعة من حزب الله و إيران يساعدون النظام السوري و
يطلقون النار على المتظاهرين المسالمين ولا يخفى على أحد البعد الطائفي لهذا
التدخل.
13 – مؤيدو النظام هم أسرة الاسد وأقاربه والمننتفعون منه،
وطبقة التجار الفاسدين وعلماء السلطة المنتفعين، أما المسيرات الموالية للنظام، فهم
موظفون ومجندون وطلاب مدارس مجبرون على ذلك تحت وطأة التهديد.
14 – جيش النظام ينهار بسرعة ويتفكك، وأغلبه يشارك باحتلال
المدن بالاكراه وينحاز مع الوقت إلى الجيش الحر عند أول فرصة مناسبة، بينما وصل
عدد الجيش السوري الحر إلى
بضعة آلاف وهو بازدياد مستمر، وهو يحاول حماية المتظاهرين السلميين.
15 – السلوك الطائفي
مصدره النظام، فهو الذي رسخ الطائفية في الجيش والمخابرات والمراكز الحساسة في
الدولة، وهو الذي يدعي أنه يحمي الأقليات والطوائف بينما هو يحتمي بها، وهذا
السلوك الطائفي لم يكن موجوداً قبل النظام الحالي ولن يكون موجوداً بعده، ومعظم الضحايا
الذين سقطوا منذ بداية الثورة قتلهم النظام. حتى الجنود الذين سقطوا، قتلهم النظام
لأنهم رفضوا تنفيذ الاوامر باطلاق النار على النساء والأطفال عشوائياً أو اغتصاب
الحرائر. وحتى العمليات الانتحارية التي جرت أخيراً فهي من افتعال النظام وبدأها
بعد قدوم مراقبي الجامعة العربية بطريقة مكشوفة لا تخفى على أحد.
16 – رموز النظام يعيشون في حالة من التخبط والذعر ويقومون
بتهجير عائلاتهم الى كندا وكوبا وايران، وتهريب ممتلكاتهم إلى الامارات ولبنان...
17 – الصين تخلت عن النظام، وروسيا ستتخلى عنه، وهي تناور
كي تحصل على بعض المصالح والمكاسب ثمناً لذلك، وإيران لن تتجرأ على التدخل لحظة
الحقيقة وعند انهيار النظام السوري.
18 – الثروة الضخمة التي نهبها رامي مخلوف و بشار الأسد من الشعب
السوري كافية لإنعاش الاقتصاد السوري لو تم استرجاعها من الحسابات السرية والعلنية
الكثيرة، موقع مجلة كاناديان بيزنيس واثق من أن ثروة بشار الأسد، و التي تبلغ 122
مليار دولار بحسب الموقع تجعله أغنى شخص بلا منازع.
19 – النظام المجرم لا ولن يتردد في استخدام الدبابات
والطائرات والسفن الحربية في قمع الثورة وقصف المساجد ودور العبادة، ولا يردعه
جزئياً إلا خوفه من التدخل الدولي.
20 – حجم المظاهرات المناوئة للنظام يكبر باستمرار حتى وصل
في بعض الايام إلى أكثر من 500 نقطة تظاهر في اليوم، وشهدت حماة تظاهرة نصف مليونية،
أدت إلى إقالة محافظ حماة في اليوم التالي.
21 – إعلام النظام
كاذب مخادع متخلف مخجل، والادلة كثيرة، منها ماحصل في قرية البيضا، وقصة زينب
الحصني، والشريط الذي استشهد به المعلم عن أحداث في سورية بينما الشريط مصور في
لبنان لاشخاص لازالوا على قيد الحياة وقاموا بتكذيب المعلم...
22 – فجرت الثورة السورية الطاقات الاعلامية والسياسية
والفنية للشعب السوري في الداخل وفي المهجر، وتمكنت الثورة من تحويل معظم وسائل
الإعلام إلى ناشر حريص للقطات التي تنتجها كمرات وجوالات المتظاهرين، ومن الجلي أن
هناك فهم عال للدورة الإخبارية وقدرة عالية على استخدام عناصر كثيرة لخدمة الرسالة
المبتغى إيصالها بما في ذلك التوقيت الصحيح. ويعجز القلم عن رصد كل هذه التضحيات
والانجازات التي أبدعها الشعب السوري.
وهذه هي فلسفة الثورة السورية، زهرة ثورات الربيع العربي.
محمد زهير الخطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق