عم هبوب رياح الربيع العربي, من بلاد الخضرة,
والربيع الدائم, كثيراً
من البلدان التي عانت من الويل والقهر والظلم
والإستبداد, وكانت بلادنا سورية من أوائل من استجاب لنداء اليقظة, المنادي بالحرية
والعدالة والمساواة وكرامة
الإنسان.
وحق لشعب سورية ذلك, لأنهم أكثر الناس اكتوءاً
بنار التسلط والدكتاتورية
والقمع وإرهاب النظام, وقد سبق لأحرارهم أن
إنتفضوا على نفس النظام,
وكان ما كان, والله تعالى قضى وقدر, والحمد
لله على كل حال.
ومن قدر الله تعالى, أن يكون مفجروا هذه الثورة,
في مارس من العام الماضي,
في درعا الأبية, مجموعة من الأطفال الذين كتبوا
على الجدران, ينادون بإسقاط النظام ويرفعون شعارات تطالب بالحرية.
وقابلت السلطة ذلك بحمقها المعهود, وغطرستها
المألوفة, وكبريائها الجاهلي,
وطغيانها الذي ما تركته ساعة, ليكون قدر الله,
ويثور شعب سورية.
وشاءت إرادة الله, أن يكون للأطفال هذا الشرف
العظيم, وهذا الوسام الباهر,
ولسان حال هؤلاء الأطفال يقول: لن يحرك الكبار
سوانا, وسنكون وقود الثورة, ونشعلها ولو كلفنا ذلك الموت والقتل, والجوع والعطش, والتعذيب
والتنكيل, والتشويه والتمثيل بجثثنا سوف نحرر أجيال الكبار والصغار, من كابوس هذا النظام,
الذي مذ فتحنا أعيننا, ونحن نغني للقائد إلى الأبد, محاولة لطمس معالم الفطرة فينا,
ولكن الفطرة أبت إلاّ أن تتمرد على ملقنيها الكذب والزور والبهتان, ولو كان في ذلك
جلد الظهور اللينة, وقلع الأظفار التي
لم يكتمل نماؤها.
الشمس لاتغطى بغربال, وحبل الكذب قصير, والباطل
له جولة, ولكن للحق جولات, الليل مهما طال, لابدّ من الفجر, والنصر صبر ساعة.
وكان من نتاج هذا, أن عذب حمزة الخطيب, حتى
قضى شهيداً بإذن الله تبارك وتعالى, وصار ملتمس فضل, ومنارة قدوة في سوح الفداء, ومحافل
المجتمع, ومنابر الحقوق, شاهد صدق, ومعبر خير, ودليل عمل, ومنارة أمل, ومحطة وقود.
وهاجر الخطيب الشهيدة في ربيعها العاشر, لم
تكن أقل من حمزة, عنواناً ورمزاً, ليكون الأمر من بعد ذلك, سبيل انتقام, وطريق ثأر
من سلطة غاشمة, لطفولة فجرت ثورة, وأبت إلاّ أن ترفع راية الحرية, ملقنة الدنيا ومعلمتهم,
أن هذا هو الطريق, فلا بدّ من الصبر والمصابرة والمرابطة, ولو كلفنا ذلك ثلاثمائة وأربعة
وثمانون طفلاً شهيداً- هذا حسب إحصائية اليونيسيق, حتى السابع من الشهر الجاري, وما
لم يسجل كان أعظم, خصوصاً في حمص, التي يصعب دخول المنظمات إليها, بسبب تضييق النظام
على المنظمات, وشدة القصف من النظام للأحياء السكنية.
هذا عدا عن الجرحى والمعاقين, فحدث عن هذا
ولا حرج, إنها الطفولة التي تدفع ثمن حرية الآباء والأجيال.خمسون بالمائة من الأطفال
لا يذهبون إلى المدارس, فأي جريمة يرتكبها نظام سورية, بحق أطفال سورية؟؟؟!!!!
هؤلاء الأطفال الذين فجروا الثورة, ودفعوا
ثمن ذلك غالياً, لهم علينا جميعاً فضل كبير, ومن لا يشكر الناس, لا يشكر الله) كما
أخبرنا بذلك الصادق المصدوق, فهل من عناية خاصة بهم؟؟
أدعوا منظمات المتجمع السوري, إلى التفكير
الجاد, بتكوين روابط تهتم بهؤلاء الأطفال, من كل النواحي, ومن سائر الجوانب.
نحتاج إلى رابطة لكفالة الأيتام, وأخرى لرعاية
الجرحى والمعوقين, وثالثة للتنمية البشرية لدى الأطفال, ورابطة للإهتمام بالموهوبين
والمميزين, وووووو إنكم يا أطفال سورية, أيها الكبار, تعلمنا منكم الكثير, وحق لكم
علينا- يا فلذات الأكباد- أن نكون أوفياء لهذا, فأنتم الغد المشرق, والأمل البسّام.
وأنتم يا أحرار العالم, أنظروا إلى هذه الحقيقة,
بعين فاحصة, ونظر ثاقب, ورؤية نافذة. لتدركوا حقيقة هذا النظام.
ولتعملوا ما يجب أن يعمل, في مثل هذه الحالات,
ولا نريد أن نعلمكم, فأنتم أعلم بهذا منّا.
أين المنظمات العربية والإسلامية والعالمية,
التي تهتم بشأن الطفولة, لتقف على حقيقة ما يجري لأطفال سورية, فتتخذ المواقف المناسبة
في هذا الشأن؟؟؟ فمصداقيتكم على المحك, فاحذروا وانتبهوا, والله من فوقكم رقيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق