أعتقد والله أعلم هي المعركة الأخيرة !! وبنهايتها سيبزغ
فجر الحرية على سورية , والشمس تشرق عليها
بعد عقود من الظلام , إن بشائر الإشراق كثيرة جداً , ونهاية عصابات الإجرام لم يعد
لها من شمس مشرقة لعلها ساعات أو أيام , وصاحب الحق يحمل الراية , وصاحب الباطل سيُنسى
في سقطات الزمان .
في الأشهر الماضية للثورة السورية , كانت العصابات هي التي
تدير المعركة من طرف واحد في مواجهة شعب أعزل , تقتل أرقاماً تم تحديدها, وتعتقل
أعداداً تم التخطيط لها , فهم في راحة وطمأنينة بالغة , الدول العربية والمجتمع
الدولي يقف على الحياد ,.سوى همهمات نسمعها من هنا وهناك .
كتبت في بعض مقالاتي السابقة منذ أشهر , سيجعل الجيش الحر
العالم يركع عند قدمية طالباً مده بالعون لقاء مصالح مستقبلية , ولن يتم ذلك إلا
عندما يرى العالم مكامن القوة , فإن بقيت القوة ملكاً للسلطة فلن يتحرك أحداً ,
ولكن عندما يجدون قوة متنامية معاكسة تقودها الثورة , وليدة برّية حرة أصيلة ,
سيحسب العالم لها حساب كبير , كحالة نشوء نواة أي امبراطورية في التاريخ البشري (بن خلدون ) كنشأة الجيش
الحر من مجتمع مفكك متكاسل , يعيش تحت ظلم خانق منذ عقود , ومن صفوة هذا المجتمع
انبثق مجموعة صافية نقية , هدفها نشر النور والحرية والمحبة بين الجميع , يتساوى
عندهم الحياة والموت في سبيل الهدف الأسمى للجميع , فالإنسان عندما يقدم خيراً ما
, فكلما كان هذا الخير عاما وشاملاً كلما
, زادت قيمته وزادت سعادة فاعل الخير .
ما يميز هذه المعركة عن سابقاتها , أن الجيش الحر استطاع
وبفضل الله تعالى , أن يقاتل عصابات الحاكم على كامل التراب السوري , وبالتالي هذه
الحالة لايستطيع أن يصمد قبالتها أي جيش في العالم , فالجيش الحر ليس من السهل
تحديدهم فهم ينتمون لكل الثائرين , وهدفهم واضح ومعنوياتهم عالية , فهم يدافعون عن
الحق , بينما عدوهم لاهدف له سوى الدفاع عن قتلة وظالمين , وجيشه يضرب شعبه ,
وعندما وصل رئيس العصابة لطريق مسدود أراد ان يبدي قوة اجرامية لاخافة الناس ,
ولكن قابلها الثوار باشعال المعركة على كامل الأراضي السورية , وهنا لن يستطيع دعم
وحداته في المناطق المنتشرة , وإنما ستعتمد كل قوة مسلحة على ذاتها , والقطعات
العسكرية النظامية , عندما ترى قواتها تتآكل ولا تجد دعماً , وليس عندها عقيدة
واضحة تقاتل وتضحي في سبيلها فستنهار في أيام قليلة .
يضاف إلى ذلك أن المجرم مهدد بقرارات دولية قادمة , وهذه
القرارات والخوف منها ستجعل الكثيرون ممن يدافعون عنه في حلة من أمرهم لينجوا
بجلودهم قبل أن تلتهم النار القادمة , نار محاسبة المجرمين على إجرامهم .
وقد يرحمنا الله رحمة واسعة , في أن يكون صناعة خبزنا
بأيدينا , ولن نحتاج لعجان مستورد , وأشعر شعوراً داخلياً لطالما صدق معي , أن
مجلس الأمن لن تكون سرعة قراراته أسرع من أبطالنا الأحرار , وخصوصاً بعد أن أصبحت
المعارك في دمشق وعلى أبوابها ومحيطها , ومشاركة أهل حلب في الثورة لهو دليل حتمي
على أن المجرم وزبانيته , يهوون مسرعين في
هاوية سحيقة , لن يصلوا لقعرها بسبعين خريفاً هي جهنم مستقرهم وبئس المصير .
حياكم الله ياثوارنا الأحرار وجيشنا الحر البطل , اصبروا
وصابروا واضربوا , فهي المعركة الحاسمة , المعركة الفارقة بين الحق والباطل ,
فالحق له كبوات , وإن وقف ضد الباطل , يصبح الباطل كالجرز يبحث عن مجرور ماء آثن ,
فالحق معكم وانتم حاملين لوائه والله معكم وهو الحق ومع الحق دائما .
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق